«طريق القدس» يمّر من الفرات.. إيران تتوعد بطرد أميركا من الجزيرة السورية

ايران
تعقيدات سياسية تشهدها معركة "إدلب" التي أثارت عدد من التصريحات طالت مستقبل الوجود الأميركي في سوريا شرق الفرات!

بعد سيطرة قوات النظام مساء الثلاثاء على مدينة “معرة النعمان” ثاني أكبر مدن إدلب بدعم من المليشيات الإيرانية وبغطاء جوي روسي، باتت قوات الأسد على بعد 4 كيلومترات فقط من مدينة “سراقب” التي في حال استولت عليها القوات النظامية فإنها ستتمكن من السيطرة بشكل كامل على الطريق الدولي “دمشق حلب” وبالتالي قضم آخر معاقل المعارضة على الأراضي السورية وسط تفلّت تركي من الوعود ورفع الغطاء الدولي الداعم للمعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.

توقعات المتابعين لا تقف عند سقوط معرة النعمان من أيدي المعارضة، بل قد تصل وفقها إلى باقي المدن المحيطة بالطريق الدولي (أريحا، و سراقب)، مدفوعين بذلك إلى عوامل عدة، ليس آخرها الإصرار الروسي على المضي في الخيار العسكري خلال الفترة الحالية بفعل حالة الصراع على الملف السوري مقابل ملفات أخرى. 

وفي حين بحث رئيسا الأركان التركي والروسي يبحثان هاتفياً مستجدات الأوضاع في إدلب السورية، بعد أن لوّحت تركيا ظهر أمس الأربعاء باقتراب نفاذ صبرها، جاء الرد الإيراني عن طريق مستشار المرشد ال​إيران​ي للشؤون الدولية ​علي أكبر ولايتي​ والذي تعهدّ أن الوجهة ستكون بعد إدلب هي منطقة شرق الفرات حيث قال: “القوات الأميركية ستخرج أسرع مما نتوقع”.

إقرأ أيضاً: المعرّة سقطت رغم الوعود.. تركيا تأسف والنظام يتوحش!

هكذا تبرز تعقيدات جديدة في المشهد السوري حيث تقرر كافة الأطراف المتورطة في الصراع بدلاً من نظام الأسد، فروسيا تهادن تركيا قبل أن تخّل في وعودها وتتابع دعم النظام، في الوقت الذي تحاول إيران الثأر لسليماني برفع الصوت عالياً عن مشاركتها في معارك إدلب رغم الخسائر التي تكبدتها ميليشاتها على جبهة غرب حلب في اليومين الفائتين.

أما تركيا التي خسرت جزءاً واسعاً من صيتها لدى أوساط المعارضة السورية بعد تدخلها شرق الفرات وسحبها مقاتلين دربتهم إلى جبهة القتال في ليبيا، يبدو الطرف الأميركي هو الناظر عن بعد في ظل غياب الحديث عن الأفق السياسي للمرحلة القادمة في سوريا وانشغال ترامب بإتمام صفقة القرن التي لا تخرج سوريا من حساباتها.

السابق
Did the Assassination of Suleimani Open the Door to a new Saudi-Iranian Deal?
التالي
اللبنانيون يفرّون من ازماتهم.. 42% زيادة في نسبة الهجرة!