علي الأمين يتحدّث عن فساد «حزب الله»: ورّطهم جميعاً وإبتزهم.. والفاسد لا يقوم بإصلاحات!

علي الأمين

لا يزال الغضب الشعبي مستعرّاً في عدد من ساحات الثورة في لبنان بالرغم من تشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب، وتنكّر وزرائها بشكل “الإختصاصيين”، وهم تابعون بشكلٍ علني لمن جاء بهم الى السراي الحكومي.

في هذا الإطار، قال رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين: “لا شك أن مسألة تشكيل الحكومة كانت تعكس إدارة الضهر لكل ما جرى منذ 17 تشرين الى اليوم، بمعنى أن الناس خرجت الى الساحات بشكل غير مسبوق في تاريخ لبنان، رفعت صوتاً واحداً لتشكيل حكومة من المستقلين تمهد لإنتخابات نيابية مبكرة وكل ذلك تعاملت معه الحكومة بطريقة إستفزازية ولا مبالية، وعمدت الى إعتماد نفس المنهج الذي قامت ضده الإنتفاضة بمعنى أن هذه الإنتفاضة ركزت بشكل أساسي على أنها ترفض منطق المحاصصة بإعتبار أن هذا المنهج أدى الى ما أدى اليه على المستوى الإقتصادي، وبالتالي كانت تطالب إنطلاقاً من ذلك بحكومة من المستقلين وهذا ما لم تعطه السلطة بالاً وعمدت بطريقة مستفزة بأن عينت مجموعة من الوزراء هم ممثلين تحت عنوان “إختصاصيين”، وهم أقرب الى “مستشارين” لوزراء كانوا في الحكومة السابقة التي قامت الإنتفاضة لمواجهتهم”.

إقرأ أيضاً: الصحافي علي الأمين يمجّد الثوّار في المناطق الشيعية: يواجهون السلطة الفعلية في لبنان!

أضاف الأمين في مداخلة تلفزيونية: “الموقف من الحكومة لا ينطلق من مبدأ العداء الشخصي لأحزاب وقوى سياسية بل من منطلق أن هذه المنهجية في حكم البلد على منطق المحاصصة لن يؤدي الى خطوات إيجابية ولن يجعل الحكومة قادرة على القيام بأي شيء إيجابي”.

وقال: “منذ مئة يوم حتى اليوم لم تقم الحكومة بأي إجراء يجعل المواطنين المتشوقين لأن يثقوا بالحكومة بأن يثقوا بها فعلياً ولاحظنا كيف كانت القيادات السياسية في الأيام الأخيرة تعلم الناس بأن لدي وزيرين أو 3 أو لدي ثلث معطل، وبالتالي هذا المنهج جعل الناس متشائمة وغير متفائلة بهذه الحكومة”.

التحول للطرف الروسي السوري الإيراني

وعن تسكّع الحكومة أمام روسيا، سوريا، أو إيران بهدف الحصول على مساعدات، قال الأمين: “من المفارقات المضحكة -المبكية في آن وكأن الدول تنتظر لبنان ليمد يده ليعطوه الأموال، مع الأسف أن مشكلة هذا البلد أنه ليس بلداً فقيراً بل بلد منهوب من حاكميه ويريد هؤلاء ان يعطيه الخارج المال كي ينهبوه مجدداً”.

وقال: “هذا الخارج أياً كان لن يقدم شيئاً بالمجان، وأتمنى أن تكون هذه الدول مستعدة ولكننا لم نسمع أي تصريح من هذه الدول لمساعدتنا، وما يقوله المجتمع الدولي، أوروبياً وأميركياً أن المطلوب من الحكومة هو إصلاحات حقيقية.ومجرد أخذ قرار حقيقي في هذا المجال، سيقدم للبنان 5-6 مليارات. وبالتالي على اللبنانيين مساعدة أنفسهم”.

هل يُعقل أن يقطع المتورطون في الفساد أيديهم؟

ولفت الأمين أن “من خرج من الأفرقاء السياسيين من الحكومة هم مسؤولون أيضاً عن الأزمة الإقتصادية التي وصل اليها لبنان ولكن الحل لم يكن أبداً بحكومة على هذه الطريقة، المطلوب كان حكومة جدية وقاردة على كسب ثقة الناس، هذه الحكومة بمنطق المحاصصة لن تقوم بقطع يدها، هم المتورطون في الفساد هل يخيل أن يقوموا بقطع أيديهم؟ المستفيد من الكهرباء والنفط والتهريب والاتصالات لن يقطع يده عن السرقة”.

لماذا لا تُعطى هذه الحكومة وقتاً؟

ولمن يقول أنه على الشعب إعطاء الوقت للحكومة لتثبت جديتها تسائل الأمين: “من يمنع الحكومة أن تأخذ قرارات بسيطة وتنتزع الثقة من الناس؟أي إجراء جدي بسجن أحد الفاسدين مثلاً يعطي ثقة للحكومة، اي قرار يؤخذ بوقف صفقات الكههرباء والنفايات يعطي ثقة للناس”.

لا يعقل أن يقوم المتهم بالفساد بالإصلاح!

أضاف: “نطالب الحكومة بصدمة إيجابية ونحن ننتظر، لأنه لا يعقل أن يقوم المتهم بالفساد بالإصلاح”!

وقال: “لا ثقة بهذه الحكومة، لم تكتسب ثقة الناس ولا الخارج، ونحن نعيش أزمة إقتصادية غير مسبوقة الى درجة أن يطلب وزير المالية لـ4-5 مليارات دولار من أجل إستيراد الدواء والطحين والنفط، أي يبحث عن من يستدين منه، وبالتالي عجز السلطة فمن المتوقع أن نرى المزيد من الأزمات المعيشية وأعتقد أننا ذاهبون بهذا الإتجاه، والمؤسف أن هذه السلطة لا تتحسس. والأموال المنهوبة هي من أموال الشعب، والديون التي أخذت أخذت من المصارف وبالتالي رصد اللبنانيين، لا هبات من الخارج”.

فساد حزب الله!

وعمّا إن كان حزب الله متورطاً بالفساد، قال الأمين: “القول أن حزب الله لم يتورط بالفساد هو من الخدع البصرية، حزب الله أدار عملية الفساد، فهناك فاسد وهناك مفسد، والمفسد هو الذي يورط في ملف فساد ويبتز المتورط به، وحزب الله هكذا فعل، ورّطهم جميعاً في ملفات فساد وإبتزهم بها”.

حزب الله أدار عملية الفساد، ورّطهم جميعاً في ملفات فساد وإبتزهم بها!

أضاف: “معادلة التسوية التي قام بها في الـ2016 مع الحريري وبقية أطراف السلطة قامت على مبدأ “قوموا بالفساد وإتركولي القرار السياسي”، علماً بأننا لن نقلل من أعماله كالتهريب من المرفأ، الحدود البرية المفتوحة، وكلها مجالات للإستفادة وحزب الله متورط بها شاء أم أبى، فهناك شبكات يغطيها وتستثمر، ومرفأ بيروت شاهد”.

وختم: “لا إمكانية للخروج من الإنهيار، بدون تغيير حقيقي في منهجية السلطية، والسلطة لا تريد أن تغير، وإنقاذ لبنان مرتبط فقط بتغيير هذه السلطة”.

السابق
عزل مناطق ومنع مرور في بيروت.. والسبب؟
التالي
دبلوماسية رفيعة تفضح الوزيرة المخلوعة.. «لبنان يودع النفط إلى أجل غير مُسمى»!