هذه المرة من الصين، ومن سابع مدنها الاقتصادية ووهان، إذ شغلت المدينة الاقتصادية التي ارتاد مطارها عام 2016 أكثر من عشرين مليون مسافر، لتتصدر وسائل الإعلام العالمية اليوم بأنها المدينة الحاملة لفيروس كورونا الجديد، حيث تدرس منظمة الصحة العالمية إعلان حالة طوارئ دولية.
وبالتزامن مع ذلك، شددت العديد من مطارات العالم إجراءات مكافحة الفيروس، في حين فرضت الصين، الخميس، الحجر الصحي على مدينة ثانية قرب ووهان (وسط) بسبب الانتشار المتسارع للفيروس.
وأعلنت بلدية مدينة هوانغانغ أن حركة القطارات ستتوقف في المدينة التي يسكنها 7,5 مليون نسمة، والواقعة على بُعد 70 كيلومتراً نحو شرق ووهان، حتى إشعار آخر في نهاية النهار.
الفيروس حصد لليوم 17 ضحية في الصين في حين تقترب الإصابات من حاجز الـ600 إصابة، فما الذي يجعله رعباً عالمياً بهذه السرعة؟
ما هو الفيروس؟!
حدد العلماء أنه فيروس كورونا جديد، يأتي الاسم من الكلمة اللاتينية للتيجان أو الهالات ، والتي تشبه فيروسات التاج تحت المجهر، عائلة فيروس كورونا لديها العديد من الأنواع التي تؤثر على الانسان، يتسبب البعض في نزلات البرد بينما تطورت أنواع أخرى من الخفافيش والإبل والحيوانات الأخرى إلى أمراض أكثر حدة مثل السارس ، متلازمة التنفس الحاد الوخيم ، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التنفسية.
الظهور الأول
ظهرت الحالات الأولى الشهر الماضي في مدينة ووهان بمقاطعة هوبى بوسط الصين، زار العديد من الأشخاص الأوائل المصابين أو عملوا في سوق “هونان ” للمأكولات البحرية في ووهان ، والذي تم إغلاقه منذ ذلك الحين لإجراء تحقيق، يقول مسؤولو الصحة الصينيون إنهم يعتقدون أن المرض ينتشر أولاً من الحيوانات إلى البشر، أما الآن أنه يمكن أن ينتشر بين البشر من شخص لأخر.
إقرأ أيضاً: اختراق علمي.. «فيروس سحري» لقتل خلايا السرطان
المدينة المصدر
القصة تبدأ من مدينة ووهان التي يقطنها 11 مليون نسمة، وتعتبر مركز انتشار فيروس كورونا الجديد، فطبيعة المدينة التجارية وحركة التنقل العالمية فيها سهّل من انتشار الفيروس بشكل واسع، فمدينة ووهان مركز مواصلات إلى جانب كونها مركزا صناعياً وتجارياً رئيسياً في الصين.
ويعتقد أن الفيروس الذي لم يكن معروفا من قبل ظهر في أواخر العام الماضي نتيجة تجارة غير مشروعة في الحيوانات البرية في سوق للحيوانات في مدينة ووهان الصينية.
الإصابات تتوسع
وبعد انتقال الفيروس للولايات المتحدة، تم رصد حالات متعددة، مما عزز المخاوف من أن الفيروس ينتشر بالفعل على مستوى العالم.
وهناك ثمانية حالات إصابة معروفة على مستوى العالم، أكدت تايلاند تسجيلها أربع حالات منها وكل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والولايات المتحدة حالة واحدة.
في حين يجري مراقبة 16 شخصا على الأقل بعد أن كانوا على اتصال وثيق مع رجل أصيب بالفيروس في واشنطن.
الصحة العالمية تنذر!
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستقرر، اليوم الخميس، ما إذا كانت ستعلن حالة طوارئ صحية عالمية بسبب الفيروس، وهو إجراء من شأنه تعزيز الاستجابة الدولية. وإذا فعلت ذلك ستكون هذه سادس مرة يتم فيها إعلان حالة طوارئ صحية عامة على مستوى العالم في السنوات العشر الماضية.
ويعتقد بعض الخبراء أن الفيروس الجديد ليس بخطورة فيروسات كورونا السابقة مثل الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) التي أودت بحياة أكثر من 700 مريض منذ 2012.
الانتشار والعلاج
يمكن أن تنتشر العديد من الفيروسات التاجية من خلال السعال أو العطس ، أو عن طريق لمس شخص مصاب، يعتقد العلماء أن الفيروس الجديد يمكن أن ينتشر من شخص لآخر على اتصال وثيق من خلال الجهاز التنفسي.
هناك اختبار لتحديد الفيروس ، ولكن لا يوجد لقاح لمنع العدوى، تم عزل مرضى الفيروس في المستشفيات أو المنازل لمنع انتشاره، يتم التعامل مع الأعراض بالأدوية وعلاج الحمى ، وينصح الأشخاص المرضى بفيروس كورونا الجديد بشرب الكثير من السوائل والراحة أثناء شفائهم.
