الحراك صيدا ينخرط في معركة البيئة

معمل معالجة النفايات في صيدا
يبدو أن انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 أعطت دفعاً قوياً لفئات شعبية مختلفة للتحرك دفاعاً عن باحتياجاتها ومطالبها وصحتها، وفي هذا المجال شهدت صيدا نشاطاً بيئياً مكثفاً خلال الأيام الأخيرة.

اجتماع في البلدية

فقد عقد اجتماع يوم الأربعاء 15/1/2020 في بلدية صيدا ضم رئيس البلدية المهندس محمد السعودي وعدد من أعضاء المجلس البلدي بالإضافة إلى بعض مستشاري البلدية، مع عدد من أعضاء اللجنة البيئية في صيدا والجوار المنبثقة عن الحراك الشعبي، قدمت اللجنة خلال الاجتماع مذكرة للبلدية تحوي عدداً من المطالب ونوقشت المذكرة في الاجتماع المذكور وتوصل الطرفان إلى نتائج محددة.

اعتصام عند باب معمل معالجة النفايات ورفع يافطة تحمل المطالب

لقد طالبت اللجنة بمعرفة ما تقوم به الشركة الملتزمة بمراقبة كميات النفايات التي تصل إلى المعمل وآلية عمله ومراقبتها له، واتفق الطرفان على عقد جلسة مع الشركة المعنية للاطلاع منها على المهام التي تقوم بها، وخصوصاً أن رئيس مصلحة البيئة السكنية في وزارة البيئة بسام الصباغ قال انه لا يعلم عنها شيئاً في حين قال أحد مسؤولي المعمل المهندس سامي بيضاوي أن عملها يقتصر على مراقبة وزن النفايات.

اقرأ أيضاً: حراك صيدا نحو البلدية و«البيئة» لتفعيل معمل معالجة النفايات المنزلية

متبقيات النفايات

أما بشأن إجراء التحاليل المخبرية اللازمة للمتبقيات الموجودة بجانب المعمل والبحيرة التي لم يستكمل طمرها فقد وافقت بلدية صيدا على ذلك وربطت القيام بالتحاليل بعد دراسة الأثر البيئي الذي تقدم بها شركة مورز.
وأوضح السعودي أن الاتفاقية الجديدة مع شركة NTCC تلحظ تعديلاً بعملية نقل النفايات إلى المعمل كي لا تصل بشكل مضغوط مما يزيد من انتشار المواد الملوثة.
كما ناقش الطرفان مشكلة محطة تكرير المياه المبتذلة والتي سيتم متابعة أوضاعها بعد دراسة الأثر البيئي للمنطقة.

خلاف حول نفايات بيروت

ورفضت بلدية صيدا طلب اللجنة بوقف استقبال نفايات من خارج اتحاد بلديات صيدا الزهراني وأعادت السبب إلى أن ذلك سيؤدي إلى توقف المعمل عن العمل وبالتالي إقفاله لأن النفايات المستقدمة من خارج الاتحاد تغطي مصاريف المعمل حسب وصف البلدية.

سر الرائحة

إلا أن السر الدفين الذي لم يعرف حتى تاريخه هو سر الرائحة المنتشرة في المنطقة وقد وعدت البلدية بإجراء ما يلزم لمعرفة أسبابها وأسباب انتشارها. واتفق الطرفان على عدم ردم المتبقيات في البحيرة.
واتفق الطرفان على التواصل لاحقاً لمتابعة ما تم الاتفاق عليه.

اعتصام عند باب معمل المعالجة

ويأتي هذا الاجتماع إثر اعتصام نفذه ناشطون من الحراك الشعبي أمام معمل معالجة النفايات في صيدا يوم السبت 11/1/2020 ورفعت أمام المعمل يافطة تضمنت مطالب أهالي المنطقة وهي: لا للنفايات من خارج منطقة صيدا، ضرورة معالجة مصادر الروائح الكريهة، ضرورة تطبيق كامل لتوصيات وزارة البيئة في تقاريرها التقنية، عدم ردم جبال المتبقيات في البحيرة، عدم تصريف العصارة السامة إلى البحر تنفيذ جميع بنود الاتفاق الموقع بين بلدية صيدا وإدارة المعمل وتنفيذ خطة متكاملة لمعالجة النفايات.

احتفال بيئي

وشهدت قاعة بلدية صيدا مساء السبت نفسه احتفالاً للجمعيات المنفذة لمشروع “صيدا بتعرف تفرز” في البستان الكبير وحي البراد والممول من الاتحاد الأوروبي تحدثت في الاحتفال منسقة المشروع دانا كزبر عن التجربة وما نتج من انخفاض كمية النفايات اليومية. تلاها مدير الرعاية باسم سعد الذي أكد على أهمية نشر ثقافة الفرز بين سكان الحيين المذكورين.
تلاه مندوب الاتحاد الأوروبي يحي حسن الذي أشار إلى أولويات الحاجات في الصحة والتعليم والبيئة.

ضرورة الاستمرار بحملة صيدا بتعرف تفرز

وختم الاحتفال رئيس بلدية صيدا محمد السعودي الذي أشار إلى ضرورة استنفار كل الجهود لمواجهة التحديات البيئية الكثيرة.

اقرأ أيضاً: صيدا تلبي دعوة «شؤون جنوبية» وتطرح حلولاً لأزمة النفايات المتفاقمة

وعلى الرغم من أهمية هذه الحملة في الحيين المذكورين والتي أدت وبعد أشهر على قيامها إلى انخفاض كمية النفايات بنسبة 25%، كما أشار أحد الناشطين، إلا أن الأحداث الأخيرة وعدم تأمين التجهيزات المطلوبة بشكل تام أدى إلى تراجع نسبة الفرز ما يحتم على ضرورة العودة إلى حملات التوعية والمتابعة مع أهالي الحيين المذكورين. أما الحملة التي نفذت في صيدا القديمة فيبدو أن لا نتائج إيجابية بارزة حتى اللحظة حسب ما قال الناشط.

ربما يتم الوصول إلى بعض النتائج الإيجابية بزخم الحراك لكن ذلك لا يعني أن الحلول البيئية باتت على النار إذ يلزمها سياسة وطنية عامة وهذا ما يُفتقر إليه.

السابق
بالصور والفيديو: 15 باصاً إنطلقت من طرابلس.. الى مجلس النواب در!
التالي
التوّاقة للحرية.. رحيل الفنانة والمنتجة المصرية ماجدة الصباحي