قبل الولادة.. الشارع ينتفض على حكومة «المستشارين ومساعديهم»!

كلن يعني كلن لبنان ينتفض

لا يزال أهل السلطة يصرون على تجاهل صرخات الناس في الشارع والتلهي بتشكيل حكومة محاصصة عبر تقاسم الحقائب الوزارية، بدلا من تشكيل حكومة انقاذية تنتشل البلاد من الكوارث الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي ارخت بثقلها على جميع القطاعات وتنذر بالأسوء.

 ويبدو ان المسودة الحكومية التي سربت لم تلق رضى الشارع، اذ عم التصعيد الشوارع والمناطق ليل أمس تمهيداً لاضراب واعتصامات اليوم دعت اليها المجموعات الناشطة في الانتفاضة رفضا لحكومة اعتبرها المحتجون “حكومة المستشارين ومساعديهم” وليست أكثر من “نسخة طبق الاصل” عن الحكومات السابقة مع تبديل في الاسماء والوجوه. ومنذ صباح اليوم، بدأ المحتجون يتجمعون في مختلف المناطق كما عمد البعض الى قطع أوصال المناطق رفضا لحكومة المحاصصة مطالبين بحكومة اختصاصيين ومستقلين.

إقرأ أيضاً: عقد اللحظة الأخيرة تؤجل الولادة الحكومية وتفرض «روتوش» على توزيع الحقائب!

هذا واشيع ليل أمس، اجواء ايجابية عن ولادة حكومية قريبة، اذ التردد الذي ساد في الايام السابقة وخفف الاحتقان، نتيجة عدم رضى القوى السياسية عن الرئيس المكلف حسان دياب، عاد وتفجر امس مع زيارة دياب عين التينة واتفاقه مع الرئيس نبيه بري على سلة الحقائب، وعلى محاولة ارضاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باستبدال اسم رمزي مشرفية بآخر، بناء على طلب بري الذي كان صرح قبل ايام بعدم تسمية احد للحكومة وتعهده اعطاءها الثقة، لكنه أمس تريث في تسليم الاسماء الشيعية الى اللحظة الاخيرة قبل اصدار المراسيم، ما يعني ان التسميات في جيبه وستصدر من عنده. كذلك برزت عقد مسيحية مع الوزير جبران باسيل الذي كان أعلن في مؤتمر صحافي ان “التيار الوطني الحر” لن يسمي أحداً للحكومة، فإذا بالاسماء المرشحة وفق التسريبات عملت وتعمل معه ومع وزرائه بصفة مساعدين ومستشارين، ما يؤكد تمسك الطبقة السياسية بتقاسم الحصص والحقائب.

وأفاد متابعون لـ “النهار” ان الخلاف على الحصة المسيحية لم ينته بين الرئيس المكلف والوزير باسيل الذي يعمل على وضع فيتو على بعض الاسماء من أجل استبدالها باخرى تحقق له الثلث المعطل، وهو ما يعترض عليه أكثر من طرف شريك في الحكومة. فالحزب السوري القومي الاجتماعي يطالب بمقعد ارثوذكسي، فيما يطالب “تيار المردة” بحقيبة ثانية من حصة وزيرتها، ما يفسره قريبون من “التيار” بانه سيناريو منسق يحمل رسالة غير مباشرة الى باسيل ما يستدعي تصلبه في مواقفه. وهذه الامور مجتمعة تدفع جهات متابعة الى التشكيك في الولادة القريبة.

السابق
المصرف و«حزب الله»
التالي
إيران ونهاية زمن التذاكي على أميركا