بوتين يحرث سوريا وعينهُ على العراق.. حكاية الصعود الروسي في الشرق الأوسط!

بوتين

“المحكم الإقليمي” لقب جديد أطلقه موقع ديفينس نيوز الأميركي على بوتين، الذي استغلّ فرصة مقتل قاسم سليماني ليعلن ولو شكلياً تملكه الشرق الأوسط. وبينما كان البيت الأبيض يسعى لتبرير قراره في اغتيال سليماني وتجنب اندلاع حرب أخرى في المنطقة، كان بوتين يعلنها من دمشق”: احذروا!

في السابع من كانون الثاني، بعد أيام على الضربة الأميركية طار بوتين إلى دمشق والتقى الأسد في مركز لتواجد القوات الروسية في العاصمة، حينها أثارت قاعة الاجتماع سخرية المعارضة حيث ظهرالأسد وكأنه ضيف بوتين وليس العكس، وعنونت مواقع عربية وإقليمية أن بوتين يستقبل الأسد في دمشق.

تزامنت الزيارة مع مرور أربع سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا والذي أدى إلى إعادة هيكلة قوات الأسد تحت الإشراف الروسي والهيمنة على رقعة واسعة من البلاد وحصار المعارضة المسلحة وفق اتفاق “أستانة” والذي نتج عنه حشر المعارضين للنظام مع سلاحهم في إدلب.

بشار الاسد بوتين
بشار الاسد بوتين

وحيث بدا ذلك وكأنه فرعنة روسية للدخول إلى شرق المتوسط في تحدي واضح للسياسة الأميركية، فتحولت روسيا خلال أربع سنوات إلى محرك دولي للصراع السوري ولاعب أساسي في معادلة وشكل الحل السياسي القادم في سوريا.

إقرأ أيضاً: روسيا تصادر سوريا من البحر إلى النفط

وبعد رحلته إلى دمشق، مر بوتين عبر تركيا للقاء أردوغان. فبعد الصدام في البداية مع أردوغان بشأن سوريا بعد إسقاط طائرة القوات الجوية الروسية سو-24 من قبل القوات الجوية التركية بعد انتهاك مزعوم للمجال الجوي. عاد بوتين ليبني بعدها علاقات وثيقة مع الجانب التركي ليتلف أرودغان على الحليف الأميركي وتكسب روسيا في سوريا جارة مهمة للتنسيق مثل تركيا.

وهذا ما زاد من تعزيز التوتر بين أنقرة وواشنطن لتخريب السياسة الأميركية، وزيادة الأهداف الروسية وتقويض تماسك الناتو عن طريق مبيعات الأسلحة الروسية إلى تركيا.

لقاء بوتين أدروغان في تركيا

المفصل العملي كان اغتيال سليماني، الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصدر أمرا بتوجيه الغارة الجوية على سليماني، ونجم روسيا يبدأ في الارتفاع.

ينظر بوتين إلى الجارتين العراق ولبنان، ويفكر في الاستثمار بالقرار السياسي للبلدين، يأتي الرد الأميركي مسرعاً عبر محللين سياسين أمريكا لن تسمح لبوتين بالتمدد إلى لبنان وفرض هيمنته لفرض حل سياسي على مقاس الروس والاستثمار في الغاز اللبناني قبالة شواطئ المتوسط.

وفي العراق، يقر البرلمان العراقي قرارا يطلب من الجيش الأميركي إخلاء القواعد العراقية التي يستخدمها جنوده في الحرب ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق لتتحول العلاقات الأميركية- العراقية إلى أسوء مراحلها ويفتح الباب أمام بوتين جزئياً إذا ما سمحت الولايات المتحدة بذلك.

جاء ذلك التصريح من فلاديمير فرولوف، محلل الشئون الخارجية الروسي: أتشكك في أن الروس “سيهرعون إلى العراق”.

وأضاف قائلا إنهم على الأقل لن يقوموا بعملية على غرار سوريا، أو حتى كمصدر للحفاظ على الأمن، موضحاً أن “هذا من شأنه أن يجهد الجيش بشدة. أعتقد أننا سنكون منفتحين للغاية على أشكال أخرى من المساعدة مثل مبيعات الأسلحة والمدربين وتبادل المعلومات الاستخباراتية. لكن لن يتم نشر سلاح الجو”.

إقرأ أيضاً: ما هو «الخط الأحمر» لنفوذ إيران في سوريا بالنسبة لروسيا؟!

إذاً فليكن السلاح، تلك هي الطريقة المجربة والحقيقية للتأثير الجيوسياسي لدى روسيا، بالإضافة إلى عقود النفط والغاز. ولكن لديها بالفعل وجود في العراق على كلتا الجبهتين، وليس من الواضح أن هناك حاجة إلى التزام أعمق ومستوى من المشاركة في العراق لتوسيع الوصول إلى تلك الأسواق، فهل تعبر منظومة S-400 إلى العراق.

لوحت الولايات المتحدة بمعاقبة العراق إذا اشترى صواريخ S400

إن واحدة من صادرات الأسلحة الروسية الأكثر أهمية، والمهمة سياسيا هي الأنظمة المضادة للطائرات والدفاع الجوي. لقد وجد العراق نفسه بالفعل في تقاطع الضربات الصاروخية الأميركية والإيرانية، ومن المتوقع أن تصدر وسائل الإعلام الحكومية الروسية ضجة حول احتمال بيع منظومة دفاع جوي S-400 إلى العراق، التي تأتي على رأس قائمة أسباب توتر العلاقات الأميركية-التركية.

مايكل كوفمان، رئيس برنامج روسيا في مركز أبحاث CNA بفرجينيا، قال: إن روسيا شريك إيراني في الشرق الأوسط ولم تواجه أبدًا أي مشاكل حقيقية في الحصول على ما تريده من الحكومة العراقية.

وقال كوفمان: “إن تراجع النفوذ الأميركي مفيد للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى في الشرق الأوسط، ولكن ليس له فائدة حقيقية تذكر بالنسبة لروسيا. إن معظم الدول غير مهتمة بدور أميركا في الشرق الأوسط، وهي بالكاد ترغب في الاستغناء عن وظيفة كونها مزود أمن لمنطقة في حالة شبه دائمة من الاضطراب”.

والأهم من ذلك، أنه لا يوجد مبرر جيوسياسي لاستبدال الولايات المتحدة بالكامل في العراق. وأكد كوفمان أن “الشرق الأوسط لم يعد بهذا القدر من الأهمية، وما زالت القوى الكبرى الأخرى تفضل أن تدير الولايات المتحدة أكبر قدر ممكن منها، في حين أنها قادرة على الانخراط بشكل انتقائي وتحقيق مصالحها بأٌقل تكاليف ممكنة ولو كان ذلك بفتح البوابة للروس لحرث أراضي سوريا تحت نظر القوات الأميركية.

السابق
فيديو مؤثر.. صرخة لبناني مغترب: «عايشين قلوبنا معكم بس انتو وين؟»
التالي
بالفيديو.. منال مسلم مستشارة «البيئة» تنضم الى حكومة «المستشارين».. من هي؟