التأجيل في التشكيل.. إبحث عن إيران!

حسان دياب

تأخير تشكيل الحكومة

لم يعد تأخير تشكيل الحكومة في لبنان بريئاً أو “تكتيكياً”، إنما  بات يرمز الى الوجهة التي ستتخذها إيران في المرحلة المقبلة، فاذا كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، أول من تحدث بشكل موسع من قبل محور إيران عن حدث اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، والنتائج المترتبة على هذا الاغتيال، فمن المرتقب أن يعبر تشكيل الحكومة اللبنانية عن الوجهة التي تريد طهران اعتمادها في مواجهة المجتمع الدولي الذي أجمعت الدول الكبرى على عدم ادانة الاغتيال من جهة والدعوة الى خفض التوتر في المنطقة ومنع التصعيد فيها.

اقرأ أيضاً: سليماني يُسلم الروح.. دياب يُسلم «الحكومة»!

لا شك أن طهران ملتزمة بالرد على عملية الاغتيال، لاعتبارات داخلية بالدرجة الأولى، لكن حدود الرد لم تزل غامضة، وسط مواقف أميركية تصعيدية في مقابل انكفاء إسرائيلي مشبوه، فقد نقلت القناة 13 العبرية عن وزراء في “الكابينت” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، قال خلال الجلسة إن “اغتيال سليماني حدث أميركي خالص لم نشارك فيه ولا يجب أن ننجذب إليه”.

اغتيال سليماني يفرمل الحكومة

على هذا المشهد ستتشكل الحكومة في لبنان، وهو مشهد يفسر جانب منه موقف نصرالله الذي أكد أن إيران بدأت عملية الرد على اغتيال سليماني، وتفادى الإعلان عن أي موقف قد يسجل عليه بأنه يدخل في توريط لبنان في مشروع الرد على الاغتيال وان ترك الباب مفتوحا للتفسيرات التي ذهب البعض فيها نحو التوريط وآخرون إلى أنه نأى بلبنان. ويبقى أن تشكيل الحكومة بحسب المتابعين، قد وقع بالضرورة تحت تأثير هذا الحدث، ولاشك أن المجتمع الدولي الذي يراقب كيف ستتشكل الحكومة، ليبني على الشيء مقتضاه بما يتصل بكيفية التعامل مع قرار مساعدة لبنان، فان المؤشرات التي تسربت من أكثر من مصدر دولي وقبل اغتيال سليماني، أن المنهج القائم على المحاصصة في تشكيل الحكومة لا يشجع المجتمع الدولي على توقع حصول تغيير في إدارة الدولة وفي تحقيق الإصلاحات المطلوية. وما بعد اغتيال سليماني فإن الصورة تميل الى التشاؤم أكثر لجهة أن حزب الله بات أكثر حرصاً للتحصن في الدولة، والتعامل مع التحديات من موقع سياسي مباشر، لا يتيح أي إمكانية للفصل بينه وبين الحكومة.

ما بعد اغتيال سليماني الصورة تميل الى التشاؤم أكثر لجهة أن حزب الله بات أكثر حرصاً للتحصن في الدولة

وبحسب مصدر متابع للاتصالات في الشأن الحكومي، فان حزب الله يعتبر أن عملية التشكيل تتطلب بالدرجة الأولى بعد إرضاء تحالفاته، ان لا تكون حكومة مستفزة للشارع السني، وقبل ذلك كله أن تكون ورئيسها ملتزمة بثوابت المقاومة من جهة، وفي نفس الوقت أن يكون مشرفا على قراراتها لاسيما تلك المتصلة بالسياسة الخارجية.

اقرأ أيضاً: اغتيال سليماني يخلط أوراق تشكيل الحكومة في لبنان

ورغم أن ما طلبه حزب الله لا يعارضه الرئيس المكلف، الا أن ما يمكن رصده أن حزب الله لم يعط الكلمة الأخيرة بشأن اطلاق صفارة تشكيل الحكومة فعليا، حيث خفت حركة الاتصالات من جهته تجاه الرئيس المكلف، وهو ما فسر على أنه مؤشر على عدم تبلور الوجهة الإيرانية في المرحلة المقبلة، التي باتت امام هوامش ضيقة بين المواجهة مع واشنطن او التسوية معها، علما ان خيار التسوية لا يمكن أن يتحقق من دون مقدمات قد تتطلب مشاهد دموية، وفي كل الأحوال فان الحكومة اللبنانية المرتقبة لن تكون خارج الرسائل التي يوجهها حزب الله ومحور إيران عموماً تجاه المجتمع اللبناني والمجتمع الدولي في آن.

السابق
بالفيديو.. نجاة عائلة بأعجوبة بعد هبوط سقف منزلها في طرابلس
التالي
دياب التقى عون ولا تصريح.. ولادة الحكومة رهن التوافق حول الداخلية والخارجية!