هل تجرّ ايران العراق لحرب ضدّ أميركا.. بالوكالة؟

العراق
يشهد العراق أحداثاً متسارعة بعد القصف الأميركي الذي استهدف الأحد الماضي مواقع لـ"حزب الله العراق" اسفرت عن سقوط 25 قتيلا من التنظيم الموالي لإيران، وقد جاء القصف ردا على استهداف التنظيم لمواقع عسكرية شرق البلاد وقتل احد الجنود الأميركيين.

اخترق مئات من المتظاهرين الموالين للحشد الشعبي المنطقة الخضراء في بغداد بتسهيل من القوى الأمنية العراقية، يتقدمهم  رئيس هيئة الحشد  فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس، فضلاً عن قيادات أبرزهم الشيخ  قيس الخزعلي ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، واعتصموا  أمام السفارة الأميركية احتجاجا على ضرب الجيش الأميركي، مساء الأحد، مقارا لميليشيات عراقية موالية لإيران في كل من سوريا والعراق، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

بعد ذلك، اقتحم العشرات حرم السفارة الأميركية ووصلوا إلى بعض المكاتب التي كانت تتمركز فيها قوات خاصة مهمتها حماية السفارة، التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع الذين اقتحم بعضهم حرم السفارة قبل ان ينسحبوا.

ترامب وعبد المهدي

وردا على الهجوم غرّد الرئيس الاميركي دونالد ترامب: “قتلت إيران مقاولاً أميريكياً، وأدى الهجوم إلى إصابة الكثير”، مبيناً : “لقد استجبنا بقوة، وسوف نفعل دائما”.

التهديد الاميركي أفلح فأعلن عبد المهدي عن إجراءات صارمة ضد مقتحمي السفارة الأميركية في العاصمة بغداد

وأضاف، : “الآن تقوم إيران بتنظيم هجوم على السفارة الأميركية في العراق. وسوف يتحملون المسؤولية الكاملة”، مشدداً بالقول : “نتوقع أن يستخدم العراق قواته”.

إقرأ أيضاً: إرتدادات الغارة على «الحشد» مستمرة.. إستقدام المارينز لحماية السفارة الأميركية

كما اتصل وزير الخارجية مايك بومبيو بعبد المهدي وبرئيس الجمهورية العراقي برهم صالح وأكّد ان “الولايات المتحدة ستحمي الأمريكيين في العراق”، وذلك في تهديد مبطّن بالقيام بعمل عسكري في حال تجرّأ المحتجون واقتحموا السفارة التي ما زالت تعجّ بمئات الاميركيين المدنيين والعسكريين رغم الاعلان عن اجلاء السفير وكبار الموظفين.

ويبدو ان التهديد الاميركي أفلح فأعلن عبد المهدي عن إجراءات صارمة ضد مقتحمي السفارة الأميركية في العاصمة بغداد، وعن ضمان سلامة الاميركيين العاملين في السفارة، ثم تم ارسال وحدة خاصة عراقية لحراسة مباني السفارة.

ساحة تجاذبات وصراع

مصدر سيلسي عراقي مطلّع قال لموقع “جنوبية” ان الخطورة تكمن وكأن ايران نجحت بجرّ العراق الى حرب بالوكالة ضد اميركا عن طريق مليشياتها التابعة لها غير المنضوية في الحشد الشعبي الرسمي التابع للقوات المسلحة، لان هذا هو واقع حال حزب الله العراق الذي يأتمر مباشرة من قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني”.

وتابع ” يبدو ان الامريكيين تراجعوا عن تهديدهم بضرب ايران ان تعرضوا الى اعتداء وبالتالي فان الطرفين سيصفون حساباتهم على الارض العراقية مما يعني ان لا حرب بينهما مباشرة، ولكن العراق أصبح جبهة صراع مفتوحة”.

ويستغرب مصدر اعلامي عراقي مشهد اليوم  في بغداد”فمن أجل حماية السفارة الايرانية احتشدت كل قوات العراق على جسر السنك لكي تمنع المتظاهرين أن يدخلوا إليها، والدولة منعت عشرات الآلاف المتظاهرين ثلاثة أشهر من دخول الخضراء، فكيف لم تستطع حماية المنطقة الخضراء اليوم من مئات يدخلونها ليقتحموا السفارة الاميركية؟!”

اقتحام السفارة رسالة ايرانية للعالم وللأميركيين ان حكومة العراق وثرواته بيدنا نفعل بها ما نشاء!”..

ويستنتج المصدر ان هذا “الحدث له دلالة واحدة في انه رسالة ايرانية للعالم وللأميركيين ان حكومة العراق وثرواته بيدنا نفعل بها ما نشاء!”..

ولكن يبقى السؤال وسط هذا الصراع المحتدم هل سيقوم البرلمان الذي تسيطر عليه غالبية الكتل النيابية الموالية لإيران الطلب من القوات الاميركية الخروج رسميا من العراق؟ خصوصا ان هناك جوا شعبيا في العراق ورسميا يستنكر زج العراق في الصراع مع اميركا دون مراعاة لمصالحة الوطنية والاقليمية والدولية.

السابق
المغتربون يصرخون..هل بدأت الهندسة المالية داخل المصارف اللبنانية؟
التالي
حسينيون «يخطبون» ود الثنائي .. ويسكتون عن الحق!