«هجمة مرتدة» للسلطة.. والإنتفاضة «تشيح» عن «حزب الله»!

قبضة الثورة
لم يعد خفياً على أحد، تراجع حدّة الثورة منذ إنطلاقتها في 17 تشرين أول، فما هو دور حزب الله؟ وهل يمكن إستعادة رونق الثورة مجدداً؟

بعدما تمسكنت شكلاً لتتمكن فعلاً ، تتجهز السلطة بكل ما أوتي لها من أدوات سياسية و بوليسية مشروعة أو غير مشروعة لتنفيذ “هجمة مرتدة” على الإنتفاضة. وتجري أطراف أساسية في السلطة حساباتها  السياسية، لهذه  في محاولة لإستعادة حضورها في مواجهة الانتفاضة، بعدما عرّت المسارات الإحتجاجية التي شهدها لبنان منذ ١٧ تشرين أركانها، لكن من دون ان تنجح -الانتفاضة- في فرض مسار جديد للعملية السياسية التي لا تزال اسيرة نظام المحاصصة ونظام التوازنات الطائفية.

إقرأ أيضاً: حراكا النبطية – كفرمان ينتفضان على تهديدات «مبطنة» لحزب الله: الخيم باقية

على قاعدة يوم مع الإنتفاضة ويوم عليها،  فقد وفرت عملية ابعاد سعد الحريري من السلطة والاتيان بحسان دياب الى رئاسة الحكومة، الحلقة المتقدمة من مسار استنفار العصب الطائفي والمذهبي، لمواجهة الانتفاضة ومحاولة استيعابها واستدراجها الى ساحة السلطة، حيث بدا ان اللبنانيين انتقلوا الى “قواعد إشتباك” جديدة بقواعد وشروط مغايرة لتلك التي تمارسها السلطة.

لا شك ان “حزب الله” باعتباره القوة الفعلية الحامية للنظام السياسي، لعب الدور القائد و لا يزال من اجل العودة الى ما قبل ١٧ تشرين، ليس بالضرورة بنفس الوجوه او القوى السياسية التي كانت، لكن إلى القواعد عينها  التي اتاحت له منذ اتفاق الدوحة وما تلاه، التحكم بادارة التوازنات من موقعه كوصي فعلي على السلطة ونظام المحاصصة والنفوذ الطائفي فيها.

ليس خافيا ان “حزب الله” اعتمد وسائل العنف واللين ثم الاختراق، في وجه الانتفاضة وسعى الى السيطرة على الساحات وارباكها وعمل منذ البداية على محاصرتها وترهيبها، ما حقق له بعضا من المكاسب كان ابرزها التمييز بين من هم متآمرون ومتسلقون على ظهر الانتفاضة كما قال النائب حسن فضل الله في لقاء له في بلدة كفررمان قبل يومين، وبين وطنيين في الانتفاضة وشرفاء يستحقون ان يقدم لهم “حزب الله” نياشين الوطنية والاخلاص. وهذا ما كان ديدن مسؤولي “حزب الله” واعلامه طيلة الفترة الماضية.

نجح هذا المنهج الذي اعتمده “حزب الله” في خلق التباينات بين مجموعات الانتفاضة، فبعدما فشلت وسائل الترهيب في انهاء الاحتجاجات، بدأ بعملية شيطنة الانتفاضة، من خلال “تأديب” شعاراتها وسلوكها، وتشجيع كل مظاهر الاحتجاج الذي يعيد الاصطفاف المذهبي والطائفي، من تظاهرات “شيعة شيعة شيعة” الى احتجاجات “استهداف السنة والطائفة المستهدفة”.

فصلٌ جديدٌ للإنتفاضة

الانتفاضة اليوم امام فصل جديد، وهذا ما يجعلها امام مهمة نضالية جديدة، بمعنى ان تعيد قراءة الفصل الأول في ما انجزته وما اخفقت في تحقيقه، فامام محاولة السلطة استعادة زمام المبادرة من خلال تكليف حكومة حسان دياب المزمعة، يكتشف اللبنانيون كيف يتم اعادة انتاج نظام المحاصصة في تسمية الوزراء وتقاسم الوزارات، وهو ما يكشف ان الانتفاضة لم تفعل فعلها السياسي بعد، بل تبدو في بعض الاحيان اداة استثمار في يد اطراف السلطة من كونها فعل تغييري لقواعد اللعبة السياسية.

الفعل السياسي التغييري محكوم بالمواجهة مع هذه السلطة بكامل اطرافها، بل برأسها ومصدر قوتها اي “حزب الله”، وطالما ان الانتفاضة لم تنتقل الى اعلان المواجهة مع الحزب مباشرة فانها ستبقى اسيرة ألاعيب السلطة، التي تحدد لها ما هو مسموح وما هو ممنوع، وبالتالي اعادة اغراق خطاب الانتفاضة في خطاب السلطة العبثي. الخروج من وحل خطاب السلطة لا يتطلب ادارة الظهر لحكومتها المزمعة فحسب، بل وضع برنامج انقاذ للبنان يبدأ من جرأة الخطاب السياسي الواضح ولا يغرق في مطالب معيشية لن تؤدي على اهميتها الا الى العودة الى ميدان السلطة المجرب. 

السابق
فتح النار عليهم في كنيسة بتكساس.. ليقتل إثنين ويصيب ثالث!
التالي
تمام سلام لـ «الراي»: هناك غَضَبٌ سنّي بفعل التكليف المُعَلَّب لدياب.. وبالرغم عنهم