«سِرْ» كبير خلف ظهور أسماء الأسد المكثّف عام 2019!

اسماء الاسد
لطالما ترك حضور السيدة الأولى في الزعامة صيتاً في التاريخ، ولكن ماذا إذا طغى حضورها على الرئيس نفسه؟!

لا يزال اسم “أسماء الأخرس” زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد مثار جدل بعد تسعة عشر عام على جلوسها في منصب السيدة الأولى وثمانية أعوام من قمع زوجها لشعبه بالحديد والنار، ومع غيابها أو تغييبها عن الظهور الإعلامي في سنوات الثورة الأولى، كان عام 2019 مختلفاً على أسماء حتى بدا ظهورها ونشاطها الإعلامي ليس بالفعوي بل طرح تساؤلات عدة، استدعت قراءة حضور أسماء من عدة جوانب:

تريند التحدي

العالم يسير على تجارب النجاح، والملهم هو من يروي قصة صموده في وجه التحدي، هكذا ارتأت أسماء الأسد تصوير قصة إصابتها بمرض السرطان قبل عامين، وانتقت لذلك خطة إعلامية محكمة من صور حملّتها دلالات واضحة، وتمسّك بالروابط العائلية والعمل رغم الإصابة والعلاج وصولاً لإعلان الشفاء وسرد التجربة عبر مقابلة تلفزيونية بدت فيها أسماء شخصاً جديداً يتعرف عليه الجمهور السوري وكأنها المرة الأولى، وهذا ما زاد من التساؤلات!

إقرأ ايضاً: اختفاء «مرهف الأخرس».. ابن عم اسماء الأسد

زمام الأمور

المتابع للشأن السوري يعرف جيداً ارتباط أسماء الأسد بالقطاع الاجتماعي في النظام السوري وهو ما جعلها تهمين على مؤسسة كبرى أسمتها “الأمانة السورية للتنمية” وتدفقت عليها ملايين الدولارات في مشاريع حملت شعارات عريضة من التعليم المبكر إلى تدريب الشباب للدخول في سوق العمل وصولاً لتمكين المرأة، ولكن ذلك كان مثار حديث الناس دون تصريح فعلي من أسماء التي كانت تشارك في مؤتمرات وتسافر لمدن سورية عديدة دون تصريحات إعلامية، المختلف في 2019 أن أسماء تحدثت بصوت مرتفع بل شرّحت في مقابلتها التلفزيونية وضع القطاع الصحي والخدمي وتناولت موضوع العقوبات الدولية وأشادت بدور الجمعية في توفير الإمكانيات ولاسيما في أدوية علاج مرض السرطان.

حضرت اسماء كثيراً برفقة زوجها بإنصات

دمشق تطبع بالوردي

خريف عام 2019 وتزامناً مع الشهر العالمي لسرطان الثدي، تحول خطاب الإعلام المحلي إلى ضرورة الكشف المبكر للنساء، غابت كل مشاكل المواطنين وأزمات البلد الاقتصادية عن حديث وسائل الإعلام في سوريا لصالح الترويج لحملة الكشف، طبعت آلاف الملصقات التي ملأت شوارع العاصمة. وبدت أسماء تستعيد دورها في واجهة البلاد بعدما غيبت عن المشهد المباشر لسنوات، وكأنها توصل للشعب بشكل غير مباشر أنها ليست حبيسة قصر المهاجرين تستقبل بين الفينة والأخرى عوائل سورية لسبب ما فحسب، بل أكثر من ذلك.

سعت لاستقطاب النساء تحت مسمى “السيدة الأولى”

تقارير متزامنة

وسط صعود اسم أسماء في الربع الأخير من 2019، كان المشهد الاقتصادي في سوريا يحضر بقوة في صراع أفراد السلطة فيما بينهم، برز اسم رامي مخلوف في العلن وأسندت إليه تهم فساد وحيازة أموال بطرق غير شرعية، وتلاحقت تهم الفساد بحق رجال بارزين في نظام الأسد فيما بدا أنه نزاع داخلي على تقاسم النفوذ في المرحلة القادمة، ومع تقارير روسية عديدة عن أخطاء بشار الأسد في الحكم، جاءت المفاجأة في الترويج الإعلامي لأسماء مع تقرير نشره موقع “نيوز رو” الروسي ذكر فيه أن روسيا تسعى إلى نزع مقاليد السلطة من يد بشار الأسد وتسليمها إلى أيادي “نظيفة” مقبولة محلياً ودولياً.

إقرأ أيضاً: من يحرّك سوريا.. حجز على أموال عائلة أسماء الأسد

يتابع التقرير عن تحركات اجتماعية واقتصادية باشرت أسماء الأسد بتكثيفها، استعداداً لتعزيز قاعدتها الشعبية ورفع موثوقيتها لدى الأطراف الدولية المؤثرة. وبأنها قادت حملة لـ”مكافحة الفساد”، استطاعت خلالها إثبات قوّتها وتحييد منافسها، “رامي مخلوف”، والحجز على أمواله بحجة التهرّب الضريبي، إضافة لعدد آخر من الأسماء والشخصيات البارزة في وسط النظام السوري.

بدأت تظهر بمفردها مع غطاء الرأس دلالة على عملها رغم الإصابة

هل تكون البديل؟!

المفاجئ في كل ذلك أن النظام بكامله انصاع لملف “مكافحة الفساد” باسمه النظري، وتبين أن ما يحدث هو ليس تجميلي فحسب بل تضحية برفاق العهد السابق وعلى العلن، ما يعني مرحلة جديدة من شكل النظام في سوريا، وبحسب التقرير الروسي فإن أسماء بدأت بتعزيز نفوذها عبر إمساكها بمفاصل الدولة، من خلال وضع المقربين منها في مواقع حساسة، وإعدادهم لتسلم مناصب مستقبلية، إضافةً إلى ربط شخصيات صحافية ومواقع إعلامية بها مباشرة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتلك الجهات والأسماء.

فهل تكون الزوجة التي أوهمت المنطقة لسنوات بمساندتها لزوجها أول من يطعن به على كرسي الحكم؟!

السابق
بالفيديو والصور.. اجراءات المصارف تفجر غضبا شعبيا وتحركات من الشمال الى الجنوب!
التالي
بالصور.. احتجاجات امام المصارف في النبطية: «مش دافعين»!