الشيخ محمد علي الحاج العاملي: الثنائي الشيعي يخشى الحراك والفساد يضرب المؤسسات الدينية

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
يشكل الشيخ محمد علي الحاج العاملي حالة إنسانية دينية خاصة. فهو لا يحصر نفسه كرجل دين معمم، إنما إرتضى لنفسه أن يلعب أدواراً خيرة ومفيدة داخل بيئته التي آثر الإلتصاق بها على الرغم من مواقفه الدينية والسياسية المتمايزة والواضحة لعل ليس آخرها إنحيازه للحراك الذي لم يرق للثنائي الشيعي"، وخصوصاً عمله كمصلح وناشط سياسي واجتماعي، وهذا لم يحل دون إنفتاحه على بيئات أخرى على مستوى كل لبنان. كما اشتهر الشيخ الحاج بانه أحد ابرز رافعي الصوت من أجل الاصلاح في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، وجاء الحراك اللبناني الذي انطلق قبل شهرين ليكون صدى لصوت الشيخ وأمثاله من المصلحين الذين بقوا لسنوات يعلون الصوت ضدّ الاهمال والفساد الرسمي في مختلف القطاعات.

في مقابلة خاصة  مع موقع “جنوبية” نوه الشيخ العاملي بالحراك وما تشهده الساحات، وقال إن “الثقافة الدينية بشكل عام تنسجم مع مبادئ الحركة الشعبية اللبنانية الهادفة لإحداث إصلاحات ولمنع الفساد.. حيث إن قيم الدين وتعاليمه تؤكد على هكذا مفاهيم، وإن كنا ضد تدخل رجال الدين بالسياسة فهذا لا يعني أن لا يكون للعالم الديني دوره في التوجيه، لا سيما بالقضايا الوطنية والإنسانية الكبرى، طبعا من دون الدخول في الزواريب السياسية الضيقة، وفي مباشرة العمل السياسي اليومي”.

ويوضح  “لا أدري اذا كان يصح ان نقول إننا مع الحراك، أو ضده، لأننا منخرطون فيه، فنحن – وبوقت مبكر – نادينا بتحقيق المطالب التي يسعى إلى تحقيقها الثوار اليوم، ناهيك عن مساهمتنا – ولو بشكل محدود – في الوعي الذي أوصل لهذه الحركة في وقتنا الراهن، شأننا في ذلك شأن مئات الناشطين في لبنان”.

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (58): مشاركة الشيعة السياسية بين الماضي والحاضر

موقف السلطات الدينية الرسمية من الحراك

ويشرح الشيخ الحاج سبب موقف المؤسسات الدينية غير المشجّع للحراك أن”هذه المؤسسات هي جزء من السلطة، بل بالعمق هي جزء رئيسي من فساد الدولة، فإن أساس وجود ارتباط بين السلطة الدينية والسلطة السياسية هو أمر غير سليم، ولو كان اللبنانيون جادين في بناء دولة ذات نظام متطور وعصري؛ لما جعلوا أدنى ارتباط بين الجانبين، فموقف الأجهزة الرسمية الدينية، التي يصطلح على تسميتها بالمرجعيات الدينية، لم يكن موقفا موفقا، وكان ينتظر منهم أن يقفوا فعليا إلى جانب مطالب الناس والفقراء والمستضعفين، لا سيما الجانب الإسلامي من هذه الأجهزة”.

الحاج: طبيعي أن يأخذ الثنائي الشيعي موقفا سلبيا من الحراك، أولاً لكونه شريكاً بالحكم منذ أكثر من ربع قرن

وبالنسبة لقضية الاصلاح في المجلس الشيعي يشرح “لاشك بأن وضع المجلس الشيعي بعد الحراك ليس كما قبله، كما لا شك بأن الثنائي الشيعي لن يتمكن من التعاطي مع ملف المجلس الشيعي بالطريقة التي كان يتعاطاها قبله. وأما الإفادة الأهم، فهي بارتفاع الأصوات الداعية لإلغاء هذه المؤسسات، هذا المطلب حملناه منذ عدة سنوات، ونسعى إليه، لكنه بقي مطلب خجول، واليوم بات من الإصلاحات المطروحة. على اعتبار أن شعور الدينيين بخطر وجودي هو الأمر الوحيد الذي يلزمهم بإجراء إصلاحات حقيقية. ناهيك عن ضرورة تنزيه الدين عن استغلال السياسيين”.

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس(55): مع تجارب المعارضة الشيعية

الثنائية الشيعية وموقفها من الحراك

وحول الموقف السلبي الذي جابهت فيه الثنائية الشيعية “الحراك” يقول الشيخ  الحاج ان “طبيعي ان يأخذ الثنائي الشيعي موقفا سلبيا من الحراك، اولا لكونه شريكا بالحكم منذ أكثر من ربع قرن، وثانيا على اعتبار ان الاصلاح يستدعي بالضرورة الحد من قوة الثنائي، وفي تقديري أن ضعف القوى السياسية لدى غير الشيعة واضح للعيان، واما الواقع الشيعي ففيه الكثير من التعقيدات، ومرتبط بجملة معادلات سياسية وامنية لا تقف حدودها في الساحة المحلية، وقد يبدو هذا الامر مورد قوة، لكنه من ناحية أخرى  يجعل الخطر الداهم أشد وأبلغ، اكبر مما قد يظن، وهذا ما يجعل الثنائي في حالة خوف واضطراب”. 

السابق
ما يُشتَهى للحكم من مواصفات الحكّام في ضوء ثورة 17 تشرين: أحمد بيضون نموذجًا؟
التالي
لا تواصل بين الحريري ودياب.. وعلوش قرارنا نهائي بعدم المشاركة!