رغم الإضطهاد..«رجال الدين الشيعة» يشاركون في الحراك

رجال الشيعة المستقلون بدأوا بالمشاركة في الحراك الشعبي في لبنان من اليوم الاول، وعددهم يتزايد رغم الضغوطات التي تبلغ حد التشهير من قبل ثنائية حزب الله وامل .


من الخطأ الفادح وضع اللوم على كل علماء الدين في لبنان لجهة عدم تصديهم للمطالبة بحقوق الناس المهضومة، كما أنه من المريب عدم مشاركة كل علماء الدين ورجال الدين من كل الطوائف في التحركات الشعبية المطلبية ! فالمطالبة بحقوق الفقراء والضعفاء والوقوف في مواجهة الظالمين هو من أوليات واجبات علماء الدين ورجاله ، ولا يختلف هذا المفهوم بين جميع الأديان ، كما يوافقه فقه جميع المذاهب الفقهية الإسلامية .


وكان من الملفت منذ اليوم الأول لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 مشاركة مجموعة من علماء الدين الشيعة في الحراك الشعبي المدني السلمي الحقيقي في مختلف الساحات التي توزع فيها المتظاهرون، وقد صَرَّح بعض هؤلاء بتصاريح أعطت شرعية للانتفاضة الشعبية في مقابل محاولات الثنائي الشيعي لإجهاض كثافة المشاركة الشيعية في الانتفاضة !

ويوماً بعد يوم تظهر أسماء علماء الدين الشيعة المشاركين في الحراك حيث أن عددهم في ازدياد مستمر كلما طال زمن الانتفاضة وتوسعت أنشطتها وتنوعت أساليبها الاحتجاجية. ومن الأسماء التي بلغنا مشاركتها في الحراك من هؤلاء العلماء نذكر: فضيلة الشيخ محمد علي الحاج علي ، فضيلة الشيخ زهير كنج ، فضيلة السيد الدكتور جعفر فضل الله ، فضيلة الشيخ ياسر عودة، فضيلة الشيخ حسين عليان، فضيلة السيد حسن الأمين ، فضيلة السيد إبراهيم سرور الهاشم ، فضيلة الشيخ فادي سعد ، فضيلة الشيخ نظير جشي ، وآخرين …


وهناك من علماء الدين الشيعة من ساهم في الدفاع عن التحركات المطلبية المحقة واعتبرها ثورة بيضاء كالمفكر الإسلامي السيد محمد حسن الأمين ، كما صدَّر المجتهد السيد علي الأمين العديد من البيانات الداعية لتفعيل الاحتجاجات على الواقع الرسمي السيء القائم ، وبدأت تتردد مواقف علمائية مؤيدة للحراك من الأوساط التي حاولت إجهاضه عملياً في أيامه الأولى كموقف نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ، وفي جولة قمنا بها لنستمزج أراء علماء الدين الشيعة في لبنان وطالت هذه الجولة قرابة نصفهم وجدنا أن الكل مع تأييد مطالب المتظاهرين ولكن اضطهاد الثنائي الشيعي يمنعهم من المشاركة الميدانية الفعلية ويكتفي هؤلاء بتحريك الناس في الدائرة التي يتواصلون معها ليسجلوا اعتراضاتهم على الواقع الفاسد …


ونحن في الوقت الذي نتطلع فيه لمواقف كل علماء الدين الشيعة حول المستجدات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية نأمل أن يتفاعل مع هذه المستجدات كل رجالات الدين في بقية الطوائف ، وإن كان موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عبر رسالته بمناسبة المولد النبوي بالأمس وموقف البطريرك الماروني الراعي عبر عِظات يوم الأحد يصُبَّان في هذا الاتجاه …

السابق
خير الدين يطمئن: لا إفلاس وجميع الودائع مضمونة
التالي
هذه مكاسب الثورة والآتي.. أفضل