16 ألف مليار ليرة «طبعة جديدة» لحلّ أزمة السيولة.. فماذا عن الدولار؟!

سعر الدولار مقابل الليرة
وصل قبل ثلاثة أيام الى مطار بيروت 9 أطنان من النقود اللبنانية من الطبعة الجديدة فئة 50.000 و100.000 ليرة، بما يطرح مجموعة أسئلة عن تأثيرها على الاسواق ووجهة توظيفها؟ وما اذا كان سيتم ضخّها كلها في السوق؟ وماذا عن سعر الدولار؟

في المعلومات الصحافية، فقد وصلت الطبعة الجديدة من هذه الأموال بالعملات اللبنانية الى مطار بيروت الدولي والتي اعلن ان وزن شحنتها يبلغ 9 أطنان، بعدما كان مصرف لبنان قد طلب طباعتها تلبية لارتفاع الطلب على السيولة مؤخراً وبكميات مضاعفة نتيجة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، ما دفع القسم الاكبر من الشعب الى طلب أمواله نقداً لتحويلها الى دولار ولتخزينها في المنازل تحسّباً للأسوأ بعد فقدان الثقة بالمصارف وبسياسة الدولة المالية.

ماذا يقول الخبراء؟

الخبير الاقتصادي ورئيس المصلحة في وزارة الاقتصاد الدكتور نبيل سرور، كشف لموقع “جنوبية” ان قيمة الشحنة النقدية تبلغ 16 ألف مليار ليرة لبنانية، أي أكثر من 10 مليارات دولار على السعر الرسمي.

إقرأ أيضاً: الدولار بـ 3000 ليرة.. «لا أحد يعلم»!

وبالنسبة لأصل هذه الكتلة النقدية وهل يجوز طرحها في السوق كرواتب للموظفين مثلا من خارج الخزينه؟

يجيب الدكتور سرور: “المال يجب ان يأتي من رسوم وضرائب، أو من خلال سيطرة الدولة على طباعة العملة. في المسألة الأولى لا إشكال، أما المسألة الثانية، فإنه يجب  أن يكون هناك تغطية من الذهب أو العملة الصعبة في حال طباعة عملة جديدة وطرحها في السوق، ولكن في لبنان بسبب النقص الحاد في العملة والسيولة، نتيجة سحب المودعين لأموالهم، ونقل اصحاب الرساميل أموالهم الى الخارج، فان ضخ العملة الجديدة سوف تقوم بتعويم السوق”.

وعن المخاوف من يؤدي طرح آلاف المليارات الى تضخم وهبوط جديد في قيمة العملة الوطنية، فان الدكتور سرور لا ينفي تلك المخاوف “مع ان المسؤولين يحاولون اعطاء انطباعا مغايرا، ومع الاسف لأن كل النظام المالي أصبح فوضويا مؤخرا، فهذه الأموال طبعت في الخارج لصالح الدولة، “freche money”، دون تغطية مقابلة  لذلك فان هناك احتمالا كبيرا ان تفقد الليرة قيمتها مجددا”.

خياران حرجان

 ويفصّل الدكتور سرور الموقف المالي المعقد بحديثه عن “خيارين حرجين، أما شحّ السيولة في السوق، أو ضخ الأموال عن طريق الطباعة. فحسب الدراسات فانه لن يكون هناك كثير من التضخم نتيجة ضخّ العملة الذي سوف يبدأ بعد شهر على أبعد تقدير وربما منتصف الشهر القادم، ونحن نأمل خيرا، غير ان حالة لبنان الاقتصادية لا تدعو للتفاؤل فهناك ضعف بالانتاج والضرائب تراجع تحصيلها بسبب الوضع المالي المتردي للمواطنين، ويُخشى من صحة الأخبار التي وردت من المصارف بانه سيكون هناك تحويل إلزامي لأرصدة المودعين من الدولار الى العملة اللبنانية بموجب قرار رسمي سيتخذ قريبا”. وقد لاحظ سرور ان “كلمة حاكم مصرف لبنان أمس لم تطمئن السوق، عندما أشار انه لا يعلم ان كانت العملة الوطنية ستحافظ على قيمتها ام انها ستهبط مجددا”.

وختم سرور بقوله: “تفاجأنا بسرعة الانحدار وما حدث من نقص بالسيولة في المصارف، فقد انعكست الأزمة على الأعمال بقوة، ونحن مع الأسف بحالة إفلاس غير معلن”.

السابق
التوليفة الحكومية تخرج من «رحم السلطة».. كيف يردّ الشارع ؟
التالي
«الفرشة Club» ملاذ الساهرين.. والمطاعم «تنعّم الفرشة»!