موسم «الجفاء» بين دمشق وموسكو على وقع معركة إدلب!!

دمشق وموسكو

تصعيد شهدته مدينة إدلب في شهر كانون الأول بحملة عسكرية شرسة نتج عنها نزوح اكثر من 180 ألف سوري باتجاه الحدود التركية، مع فيتو روسي يحمل الرقم 14 في وجه المساعدات الإنسانية لمنع صدور قرار من مجلس الأمن.

 ويوم أمس أطلق وزير الخارجية في النظام السوري وليد المعلم تصريحات لافتة في العاصمة الروسية، أشار فيها إلى فشل التفاهمات الروسية – التركية حول إدلب، وقال إن الخيار العسكري بات البديل المطروح لها. وانتقد «اتفاق سوتشي» الموقع بين أنقرة وموسكو في تشرين الأول الماضي، حول مناطق الشمال السوري، وقلل من احتمالات إطلاق حوار بين دمشق وأنقرة، مشيراً إلى «عدم جدوى» ذلك.

وكان المعلم يتحدث خلال مقابلة مع قناة «آر تي» الحكومية الروسية ، بعد مرور يوم واحد على اجتماعه مع الوزير سيرغي لافروف، ولفت الأنظار أن حديثه حمل انتقادات مباشرة للاتفاقيات التي وقعتها روسيا مع الجانب التركي؛ ما عكس للمرة الأولى على المستوى الرسمي حجم التباينات في المواقف بين موسكو ودمشق.

ورغم أنّ المعلم استهلّ حديثه بالإشارة إلى رغبة سوريا في تعزيز وجود الشركات الروسية، وحصولها على عقود مجزية، لكنه في الملفات السياسية وجه انتقادات قوية لاتفاق موسكو وأنقرة حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، وقال المعلم، إن الاتفاق الذي وقّع في أيلول عام 2018 «فشل بسبب عدم قيام تركيا بتنفيذ التزاماتها»، مضيفاً أن «الخيار العسكري هو البديل»، في إشارة إلى العمليات العسكرية الجارية حالياً في إدلب.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: إدلب تفقد لقبها الأخضر وتصبح «الحمراء»

وتطرّق المعلم إلى اتفاق آخر وقّعه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، في سوتشي في تشرين الأول الماضي، بعد انطلاق العمليات العسكرية التركية،وهدف إلى وقف التوغل التركي في الأراضي السورية، ووضع ترتيبات للوضع في الشمال السوري. وقال إن هذا الاتفاق «ما زال قائماً»، لكنه «اتفاق عسكري ولم يضمن إنهاء الاحتلال التركي لأراضي سوريا». ونوّه الوزير السوري بالسياسة التركية في المنطقة القائمة على التغيير الديموغرافي. وقال إن موسكو وطهران «لم تقدما ضمانات بأن الوجود التركي مؤقت»، وأنهما «قدمتا فقط تأكيداً يستند إلى ما تقوله أنقرة لحليفيها الروسي والإيراني»، مشيراً إلى أن «الإحلال الديموغرافي وتغيير أسماء الشوارع وإدخال مناهج تعليمية تركية، كل هذا لا يدل على أن الاحتلال التركي مؤقت».

وفي إشارة أخرى، شكلت رداً على نداءات موسكو المتكررة بإطلاق حوار مباشر بين دمشق وأنقرة، قال المعلم إنه «لا يرى جدوى من عقد اجتماعات مع الجانب التركي». وزاد أنه جرت في السابق اجتماعات لم تخرج بنتائج، وزاد: «علينا في ضوء ما يجري على الأرض السورية يجب أن نفكر بجدوى اللقاءات مع الأتراك، هل ستؤدي إلى تحرير الأراضي، لا نرغب في اجتماعات لمجرد الاجتماعات».

الرد الروسي جاء عبر تصيح للافروف حول أهمية الالتزام بالقرار الدولي «2254» في إطار التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها بعبارة: «إن سوريا ستواصل العمل في هذا الاتجاه بالقرار 2254 أو من دونه»، وهو تعليق وصفه خبراء روس بأنه «سلوك خارج عن الأعراف الدبلوماسية.

السابق
تحطّم مقاتلة إيرانية.. اليكم مصير الطيّار!
التالي
«إستراحة صور» تعود الى الواجهة من جديد.. وفضيحة تُنشر في الجريدة الرسمية!