حسان دياب.. «نسخة منقحة» عن العام 2011

حكومة 2013
لم يأت الرئيس المكلف حسان دياب على حصان الانتفاضة، ولا من قاعدة شعبية مؤيدة، بل بدعم الثلاثي السيد حسن نصرالله الرئيس ميشال عون و الرئيس نبيه بري، وبالتأكيد ضمن تفاهم مسبق لا يمكن لحزب الله ان يتهاون بشأنه.

عرف اللبنانيون الدكتور حسان دياب بشكل واسع نسبياً، في العام 2011 حين اختاره الرئيس نجيب ميقاتي وزيرا للتربية والتعليم العالي، في الحكومة التي سميت حكومة الانقلاب على الأكثرية النيابية التي كان سعد الحريري مرشحها، كما اطلق على هذه الحكومة حكومة القمصان السود، ترميزا لاستعراض حزب الله عناصره الحزبية بقمصان سود في بيروت، في سياق الضغط على كتلة وليد جنبلاط النيابية من اجل تغيير موقفه والانخراط في تأييد حكومة ميقاتي، في الخلاصة كان دياب ابن بيروت والاستاذ الجامعي في مؤسسة اميركية وزيرا في حكومة حزب الله، التي كان من اولى مهماتها تغطية انخراط حزب الله لضرب الثورة السورية انطلاقا من الاراضي اللبنانية.

اقرأ أيضاً: بالوثائق.. فضيحة جديدة تُلاحق الرئيس المكلّف!

سيرته السياسية

لا يحظى الوزير دياب بسيرة سياسية يعتد بها، ولا حتى بميزة اكاديمية تتجاوز شهادته العليا في هندسة الاتصالات، كما أن الرجل حين كان وزيرا للتربية، كما ينقل عاملون في قطاع التربية والتعليم العالي، قد ذهب بعيدا في الرضوخ للثنائية الشيعية، حيث كان الوزير الفعلي آنذاك في الوزارة، كما نقل اكثر من مصدر تربوي، هو مندوب  بري (حسين شكرون) ليكون صاحب القرار الفعلي، بحيث ان رضوخ دياب أمام سطوة بري وشريكه حزب الله، أدى الى تمريره مرسوم يتمثل في التعاقد مع نحو سبعة الاف مدرس في العام 2013، معظمهم من محازبي حركة أمل وحزب الله، من دون أن يكون هناك حاجة لمدرسين، فمن المعروف في لبنان أن لكل ثمانية طلاب مدرس في المدارس الرسمية، وهذا المرسوم كان من أبرز ما أنجزه دياب والذي يندرج في سياق الفساد. 

هذا الانسحاق امام سلطة الممانعة وحزب الله، هو ما يجعل صفة عدم الوفاء مبررة لوصفه، ذلك أن دياب الذي اختاره الرئيس نجيب ميقاتي لوزارة التربية، كان ميقاتي نفسه ضحية من ضحاياه عندما طرد مندوباً له في وزارة التربية، ومنذ ذلك الحين نشأت قطيعة بين الرجلين، وصلت الى حد رفض ميقاتي لقائه اثناء الاستشارات، مفضلا مغادرة لبنان على لقائه.

رضوخ دياب أمام سطوة بري وشريكه حزب الله، أدى إلى تمريره مرسوم يتمثل في التعاقد مع نحو سبعة آلاف مدرس في العام 2013

الملامح الشخصية والسياسية لدياب

والى هذه الملامح التي تشير الى جانب من مواصفاته الشخصية والسياسية، ثمة خطوة تعكس طبيعة هذه الشخصية الذي عمد خلال توليه وزارة التربية، الى تغيير اسم احدى المدارس الرسمية واطلق عليها اسم والدته، بل عمد حين تولى وزارة التربية الى مخاطباً أمه المتوفاة في عيد الام عبر جريدة السفير اللبنانية، ها اني قد وصلت، في جملة ممجوجة تعكس ابتهاجه بموقع وزير وكأنه الحلم الذي كان يسعى لتحقيقه، ويريد الافتخار بذلك عبر صفحات الجرائد. على ان ما يعزز طبيعة هذه الشخصية في ضعفها وانسحاقها، هو اصداره كتاب يتحدث عن انجازاته في وزارة التربية، تم طبعه وتسويقه من المال العام، جلّه عبارة عن مئات الصور التي تمثل في معظمها مشاركاته في حفلات ولقاءات من دون ان يتضمن اي رؤية تربوية انجزها او سعى لتحقيقها لأكثر من ثلاث سنوات. 

اقرأ أيضاً: هذه هي الخيارات أمام الرئيس المكلف.. أحلاها مُرّ!

هذا غيض من فيض ما رشح من سيرة الرئيس المكلف حسان دياب العامة، وهو يساعد على فهم معنى اختيار هذه الشخصية لهذا الموقع من قبل الممانعة وقائدها حزب الله، اذ ان اولى نتائج اختياره تنازل حزب الله عن مطلب حكومة تكنوسياسية التي كانت سبب الخلاف مع الرئيس سعد الحريري الذي كان اشترط لترؤس الحكومة ان تكون حكومة مختصين. وعلى رغم ان هذا النقاش حول طبيعة الحكومة المقبلة طيلة اكثر من خمسين يوما، فجأة اختفى هذا الشرط وخرج الرئيس المكلف ليعلن بثقة انه سيشكل حكومة من دون محازبين بل متخصصين ومستقلين، من دون ان يظهر اي اعتراض من قبل قوى السلطة التي سمته، علما ان من رفضوا تسميته لاسيما القوات اللبنانية وتيار المستقبل وكتلة اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، اعلنوا عدم مشاركتهم في الحكومة.

السابق
قرار توقيف هدى سلوم تابع.. ما جديد القضية؟
التالي
النازحون على موعد جديد للعودة الى بلادهم