قصة مهندسة قتلها الأسد.. ذهبت للمخبر لإنقاذ الجرحى ولم تعد!

ادلب

كما في كلّ يوم بإدلب، عشرات الصور المتدفقة للمدينة المنسية التي تعاني أشد العقاب على يد نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، وسط تكتم دولي عن التنديد وفيتو روسي للمرة الرابعة عشر في وجه إيصال المساعدات الإنسانية.

شهر مر على الحملة الوحشية ضد إدلب الواقعة ضمن اتفاق “خفض التصعيد” المزيّف وخلال هذه الفترة شرد القصف 180 ألف سوري ودفعهم للنزوح باتجاه الحدود التركية، فمن كان يستضيف المهجرين من الداحل السوري في بيته بإدلب الأمس، بات اليوم في عدادهم نازح وربما غداً لاجئ.

الوحشية التي يقابل بها الأسد شعبه لإعادة فرض السلطة باستبداد لم يشهده العصر الحديث، أخرج للعالم صوراً يطحن بها الألم ما تبقى من ركام الأبنية المدمرة، حيث هزّت صورة انتشال أحد عناصر فريق الدفاع المدني، جثة المهندسة “عبير الضاهر”، التي قُتلت جراء غارة جوية لطيران الأسد على مدينة سراقب.

وكانت عبير ضحية مجزرة مروعة جراء قصف الطيران السوري على السوق الشعبي ومنازل المدنيين في مدينة سراقب شرق إدلب راح على إثرها 8 مدنيين بينهم امرأة وطفلان وأصيب 25 آخرون.

وتناقل سوريون صورة عنصر الدفاع المدني وهو يحمل المهندسة في محاولة لإسعافها. وعبير هي مهندسة التقانات الحيوية، وتعمل في مخبر يخدم المدنيين في المدينة.

إقرأ أيضاً: ايكونوميست:إنتصر الاسد..بؤس سوريا طويل!

عبير ليست رقم

تداول ناشطون على الفايسبوك منشوراً لـ الدكتور حسن قدور رئيس المخبر الذي تعمل فيه عبير حيث قال: “اختلط دم المرضى بدم الشهيدة المهندسة عبير الضاهر مهندسة التقانات الحيوية والتي تعمل في مخبري، التي استشهدت اليوم بسبب القصف الإجرامي لعصابات الاسد وبوتين الذي تعرض له المخبر اليوم. اسمها عبير وهي وردة يفوح منه العبير، دين وأخلاق وعلم ولطف. متشوقة لكي تعمل وتقدم الخدمة لمجتمعها وأهلها”.

وأضاف: “اليوم صباحا كنت أتوقع أن لا تحضر للمخبر بسبب الوضع الأمني، وعندما دخلت للمخبر قلت لها: كنت متوقع ما تجي اليوم. أجابتني بابتسامة: لا دكتور ومباشرة سحبت دم لمريضة.. أسأل الله ان يتقبلها شهيدة ويسكنها فسيح جناته.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا حسبنا الله ونعم الوكيل.. واسأل الله الشفاء للمخبرية نور التي اصيبت بنفس الوقت.. انه قادر على كل شي”.

السابق
الليرة تحلّق سلباً.. الدولار إلى حدود 2100 ليرة
التالي
حكومة دياب تستجدي الغطاء السياسي