السيستاني يحذر: إما انتخابات مبكرة وإما الفوضى.. والحشد: يُخوّن «صالح»

العراق
فيما دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني الى الاسراع باجراء انتخابات مبكرة في العراق، برز أمس تطوّر خطير تمثل ولأوّل مرة بهجوم اعلامي مكثّف من قبل فصائل الحشد الشعبي على رئيس الجمهورية برهم صالح تتهمه بالعمالة لأميركا ضدّ ايران.

فقد دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني اليوم الجمعة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة لإخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها بعد شهرين ونصف من الاحتجاجات في العاصمة ومدن جنوبية عدة.

وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي في مدينة كربلاء جنوب بغداد إن “أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة”.

واذ شدد على وجوب اقرار قانون انتخاب عادل “يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقرّبهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها”، ختم ممثل السيد السيستاني بالقول في الخطبة “نأمل أن لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من إستعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال او السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية.”

اقرأ أيضاً: منافسات الدول اللاعبة من سورية والعراق ولبنان إلى ليبيا

وفي غياب اتفاق بين الكتل البرلمانية على الشخصية التي ستوكل إليها المهمة، قال مصدر في رئاسة الجمهورية إنّ السلطات اتفقت على تأجيل المهلة حتى يوم الأحد لتسمية مرشح لتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة نظراً إلى أنّ الجمعة والسبت يوما العطلة الأسبوعية في العراق.

حملة تخوين ايرانية ضد الرئيس صالح

حسب الدستور العراقي فانه اذا لم يتمكن البرلمان عند منتصف ليل الخميس من منح الثقة إلى شخصية جديدة لرئاسة الوزراء، فان الدستور ينص على أن يقوم رئيس الجمهورية برهم صالح مقام الرئيس المستقيل، لمدة 15 يوماً.

واستباقا، أطلقت طهران حملة سريعة ضد الرئيس العراقي برهم صالح، متهمة إياه بالتواطؤ مع الولايات المتحدة وإسرائيل والخليج لتنصيب رئيس وزراء عراقي جديد مناهض للنفوذ الإيراني في بلاده.

وبدأت الحملة ضد الرئيس العراقي عندما وجه سؤالا إلى البرلمان عن الكتلة الأكبر، التي يفترض أن تقدم له مرشحا محددا يكلفه بتشكيل الحكومة، وفقا للسياقات الدستورية، إذ اعتبرت هذه الخطوة محاولة للتخلص من المسؤولية وتوريط مجلس النواب في دوامة لن تنتهي.

ووفقا للرؤية الإيرانية المهيمنة على العراق لسنوات، فإن على برهم صالح أن يتشاور بسرية تامة مع ممثليها في العراق لاختيار رئيس الوزراء الجديد، ثم الإعلان عن تكليفه، من دون الخوض في التفاصيل، في حين بدا أن برهم صالح يحاول أن يبدو معارضا لتوجهات طهران في هذا الملف.

وبحسب تلك الرؤية فانه بدلا من عقد الاجتماعات الخاصة مع الاحزاب والفصائل المتحالفة مع إيران قبل بلورة اتفاق المرشح الجديد، راح صالح يعقد اللقاءات والندوات العلنية لتحديد مواصفات رئيس الوزراء الجديد، واضعا شروط المتظاهرين على رأس أولوياته، الأمر الذي أغضب الإيرانيين ودفعهم إلى اتهام الرئيس بإضمار خطة لتسهيل استيلاء شخصية مقربة من الولايات المتحدة ودول الخليج على السلطة في العراق، مستغلا الاحتجاجات الشعبية الواسعة.

اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية المستقيلة «تماطل».. وميليشيات السلطة تغتال!

وتقول كتائب حزب الله  العراق، لتي أسسها نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وتدار مباشرة من قبل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني “كنا ندرك أن أطرافا مشبوهة عملت على استغلال (الاحتجاجات) وركوبِ موجتها، لكي تنفذ مخططاتٍ شيطانية لا تمتّ بصلة لما يعانيه الشعب من مشاكل وأزمات، فإخفاق القوى السياسية في تقديم مرشح لرئاسة الوزراء ضمن المدة المقررة سيفتح الباب مشرعا أمام رئيس الجمهورية لتولّي المسؤولية مستغلا ثغرات الدستور، للتناغم مع المشروع الأميركي الرامي إلى فرض الوصاية السياسية على العراق”.

وتبدو القوى السياسية العراقية الموالية لإيران مصرّة على ترشيح من يمثلها لتشكيل الحكومة القادمة، أو على الأقل يضمن مصالحها في المرحلة الانتقالية، التي يفترض أن تشهد انتخابات مبكرة.

السابق
هكذا علّقت فرنسا على تكليف دياب..
التالي
هل وجدَ العالم خليفتيّ أنشتاين وستيفن هوكينج؟!