نصرالله.. صيف وشتاء فوق سلطة واحدة!

السيد حسن نصرالله
تحدث "أمين المقاومة" السيد حسن نصرالله أمس بمنطق من يريد الحفاظ على الطبقة السياسية وتأبيدها، وكأن لبنان لا يستطيع العيش دون التوازنات التي تفرضها هذه الطبقة.

قارب أمين المقاومة في كلمته الهادئة هذه المرة قارب جل الملفات الداخلية المرتبطة بالمخاطر التي تمر بها الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، كما كرر عرضه حول الخطر الصهيوني، وتحدث عن مطامع العدو الإسرائيلي بمياه وأرض ونفط وغاز لبنان، وحذَّر من الانخداع بالوعود الأمريكية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يمر بها البلد وأهل البلد، ودعا التجار لخفض أرباحهم وأسعار السلع رأفة بالفقراء والضعفاء بعد التدهور الخطير للسوق اللبنانية في الأشهر الماضية وهو ما كان متوقعاً من الخبراء مع حراك شعبي وبدون حراك شعبي، وإن كان تهريب رجال السلطة أموالهم للخارج أعان على تفاقم الأزمات بشكل سريع ودراماتيكي في الشهرين الماضيين.

 وحول الحراك الشعبي المدني السلمي الحقيقي أضاف أمين المقاومة أن هذا الحراك عطَّل سبل الحل ومنع من الاستجابة لمطالب المحتجين عبر تعطيل مراكز القرار والسلطة في الدولة، وهو في ذلك يتكلم وكأن السلطة بمختلف مسمياتها كفيلة بالإصلاح، ويتناسى أن هذه السلطة هي التي فجَّرت الوضع في الشارع، ولولا خروج الحراك إلى الساحات لكان قد ذبح أكثر من نصف الشعب اللبناني بالسياسات الضرائيبية التي كانت ستفرضها هذه السلطة بالإجماع قبل انتفاضة 17 تشرين!

اقرأ أيضاً: نصرالله بنسخته اللبنانية!

ويُصرُّ أمين المقاومة على أن يوهم الناس بأن الكل سوف يغرق إن ترك هو وفريقه السياسي وحلفاؤه ورموز السلطة الحالية مواقعهم في الدولة ووظائفها، وكأنه لا يوجد لبنانيون من رجال ونساء قادرون على تحمل المسؤولية في الشعب اللبناني سوى أزلام السلطة ورموزها الحاليين!

هذا وقد أثبتت التجربة الانتخابية الأولى والأهم بعد الحراك إمكانية الفوز في بازار الانتخابات للقوى المحايدة وذلك من خلال نتائج انتخابات نقابة المحاميين، لذلك يحاول أمين المقاومة التهويل بأن الكل سيغرقون فيما لو لم يبقَ رموز السلطة الحاليين في مركز القرار، وهو بذلك يقطع الطريق على مبدأ تداول السلطة المعمول به في الأنظمة السياسية والإدارية في أغلب دول العالم!

   ولا يُخفي أمين المقاومة من هذا التهويل خوفه من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فإذا كان الاستحقاق النيابي الماضي أفقده أكثر من مرشح بين بلاد جبيل والبقاع، وإذا كان استحقاق نقابة المحاميين الأخير حال دون رغبته هو والحلفاء، فإن الاستحقاقات النقابية والنيابية المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت له ولكل أحزاب السلطة الحالية بعد الوعي الكبير للمخاطر الاقتصادية والمالية والنقدية ولتداعيات الفساد ونهب المال العام الذي انتشر في وسط الشباب اللبناني بعد انتفاضة 17 تشرين..

ولقد أحسن أمين المقاومة في لبنان السيد حسن نصر الله في كلمته بالأمس حيث لم يتطرق سلباً ولا إيجاباً لحملة التسقيط التي تعرض لها العلامة السيد علي الأمين على خلفية حضوره مؤتمر التنوع الديني في البحرين، وإن كان الأجدر به كان أن يدافع عن النوع، لأن تسقيط الواحد يجر إلى تسقيط الإثنين والثلاثة والأربعة وهلما جرا؛ وقد سئل زعيم الحوزات العلمية المرجع الأعلى الراحل السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي فيما لو أخطأ أحد المعممين هل يجوز التشهير به؟ فقال: “لا لحفظ النوع”. 

السابق
سجال على خط «بعبدا – بيت الوسط».. «لا نحتاج الى دروس من أحد»
التالي
حزب الله… حيث لا ينفع السلاح!