تزامناً مع شجرة «ساحة النور».. لبنان يستعد لدخول «غينيس» بشجرة ميلاد شكا!

شكا
يستعد لبنان لدخول موسوعة غينيس العالمية بأطول شجرة ميلاد مكونة من علبات بلاستيكية، وعن الفكرة الملهمة كانت هذه الحكاية من شكا وعلى اسم "ساحة النور"

هذه المرة ليس من جبيل أو صور، بل من طرابلس، وعلى اسم ساحة النور، التي توقدت كميدان للحراك الشعبي منذ 17 تشرين الأول، حتى باتت رمزاً يشابه في رونقه ميدان سي بوسعيد في تونس، وميداني التحرير في بغداد والقاهرة.

فبعيداً عن الطقوس الاحتفالية بالميلاد، جاءت شجرة “ساحة النور” في مدينة شكا شمال لبنان لترسل رسالة سلام إلى كل العالم متخذة من طرابلس عروس الانتفاضة موئلاً للرسالة.

النور من شكا

ومع سباق المدن اللبنانية على تقديم أطول وأهم شجرة كانت شكا في عين المرصد حيث ارتفعت شجرة الميلاد مصنوعة من 129 ألف عبوة مياه بلاستيكية في محاولة منها لكسر الرقم القياسي العالمي والدخول إلى موسوعة “غينيس”.

وانطلق هذا التحدي من تجربة شخصية للسيدة كارولين شبطيني، ابنة بلدة مزيارة الزغرتاوية (شمال لبنان)، التي كانت تعاني مشكلة “فوبيا” الماء، وبدأت بجمع عبوات الماء البلاستيكية التي وجب عليها شربها للتوازن الصحي. وفي ميلاد العام 2018، قررت إنشاء شجرة صغيرة برفقة ابنتها من 500 عبوة تم تثبيتها على قواعد فلينية، ولاقت هذه الخطوة استحسان الزوار الذين دعوها إلى تنفيذها على مجسم أضخم.

إقرأ ايضاً: ستينية ساحة النور..«زينة وميلاد وناس جداد»

وفي شهر أيار الماضي، وضعت كارولين إعلاناً على حسابها في “إنستغرام”، توجهت فيه إلى متابعيها بطلب تجميع العبوات البلاستيكية الصغيرة الحجم، وتجاوب أصدقاؤها مع الدعوة، وقاموا بتقديم المادة الخام والمساعدة.

وأسهمت مبادرة شبطيني في تقليل كمية النفايات البلاستيكية، وزاد المجموع من خمسة آلاف إلى 20 وصولاً إلى 50 ألف وبعدها إلى 120 ألفاً، ومع الوصول إلى 129 ألفاً، قامت الناشطة بالتسجيل في موسوعة “غينيس” لكسر الرقم القياسي المسجّل باسم مكسيكو بـ 98 ألف عبوة ماء بطول 27،4 أمتار.

الوجهة كانت مكان يمكنه رفع الشجرة دون تكاليف، واستقرت شبطيني على بلدية شكا التي تمتلك قاعدة حديدية، وليست بحاجة إلى إنفاق مبالغ إضافية مرهقة للميزانية، وتوضح أنها لم تنفذها في بلدتها مزيارة، لأنها كانت تتطلب قاعدة بتكلفة 50 ألف دولار، كما أنه لا يمكن وضعها في منطقة جبلية، وهو يُخالف الغاية من المشروع في زمن الميلاد.

الانستغرام كان المنبر

وعند بدء التنفيذ، وضعت شبطيني فيديو على “إنستغرام”، فتوافد عدد كبير من المتطوعين لمساعدتها وصلوا أحياناً إلى 100 شخص على الأرض ومن كل الأعمار، وبمشاركة فرق كشّافة وصولاً إلى وضع مغارة ميلادية موازية، واحتاج تنفيذ الشجرة إلى 20 يوماً، وأسهم أبناء بلدة مزيارة في التنفيذ على شكل مجموعات.

وطرحت الشجرة مفهوم التدوير كعنوان رئيسي مع خفض تكلفة زينة شجرة الميلاد، وأكدت شبطيني أنها ستتبرع بعوائد البلاستيك لصالح الصليب الأحمر اللبناني، وتم استبعاد المفرقعات عن حفل الافتتاح، والاحتفال بدخول شبطيني وشجرتها إلى موسوعة “غينيس”، لأن الهدف هو تقديم تجربة صديقة للبيئة بالكامل على غرار تجربة الفرز التي بدأت في شكا منذ سنتين قبل الكثير من المناطق اللبنانية.

الساحة تشارك أيضاً!

وتزامناًَ مع عيد الميلاد، رفع مجموعة من شبان طرابلس شجرة بارتفاع سبعة أمتار في ساحة النور، وأكد هؤلاء أن هناك إمكانية لنشر الفرح والحب، وامتازت بنية الشجرة في أنها ازدانت بإضاءة متماهية مع ألوان العلم اللبناني، ووضع بمنتصفها شعار الأرزة، وتوجت بنجمة “ثورة 17 تشرين”، كما أنها تجاوزت لعبة البذخ والاستعراض إلى رسائل الوحدة والانفتاح بين مختلف المكونات اللبنانية.

إقرأ ايضاً: لا سينما لبنانية في هذا الميلاد!!

وأكد ناشطون أن هناك مغزى واضحاً من وراء شجرة الثورة، فهي ليست الخطوة الأولى التي يقوم بها متطوعو “أنا وطني” فقد سبق أن أقاموا شجرة التقوى والسلام في أعقاب تفجير المسجدين في طرابلس، كما أقاموا شجرة “دوار الغروبي” في مدينة الميناء، الذي يتوسط أربع كنائس تاريخية.

السابق
التيار الحر يردّ الصاع للحريري.. فليسمِّ مرشحا غيره!
التالي
الحريري يفنّد اسباب تأجيل الإسشارات: مخالفات دستورية وميثاقية!