«نيوزويك» تحذّر من سقوط النظام الإيراني رغم القمع الوحشي للاحتجاجات!

ايران
لم يكن ردّ فعل البيت الابيض الباهت تجاه التظاهرات المناوئة للنظام الايراني التي انطلقت الشهر الفائت بأمر غير متوقع، فطالما كانت ايران الخصم المريح لأميركا، خصوصا بعد غزو الأخيرة للعراق وموافقة طهران بسرور ان تتحمل العبء الشيعي في بلاد الرافدين مقابل ضمان مصالح واشنطن، ثم العمل معا عسكريا وامنيا للتخلص من داعش بعد غزوها شمال العراق، واليوم تحذر مجلة نيوزويك اصحاب القرار في البيت الابيض بأن سقوط النظام في ايران سيتسبب بجملة مخاطر لأميركا أهمها عودة داعش.

يظهر على غلاف العدد المقرر إصداره في 27 ديسمبر، صورة لخامنئي مرفقة بعبارة تقول “إذا سقطت إيران، سينهض داعش مجددا”، في رسالة اعتبرها كثيرون دعاية سياسية للنظام الإيراني، المتهم أصلا بجرائم انتهاك لحقوق الإنسان داخل إيران وخارجها.

إقرأ أيضاً: نتانياهو يهدد لبنان وايران وحزب الله: وجه واحد!

ويعود هذا العنوان إلى مقالة كتبها الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية في “نيوزويك”، تون أوكونور، والتي نشرت على موقع المجلة في 10 ديسمبر الماضي، إلا أن صداها لم يُسمع إلا خلال اليومين الماضيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب المقال فانه من المرجح أن يكون لسقوط إيران آثار جانبية مدمرة أكثر، وهذا سيمنح داعش والقوات المتطرفة الأخرى مساحة جديدة للعمل.

ورأت مجلة “نيوزويك” الأميركية أنه مع تزايد الفوضى في إيران وسط احتجاجات واسعة النطاق، تتصاعد المخاوف من أن سقوط الجمهورية الإسلامية الشيعية الثورية في إيران يمكن أن يؤدي إلى كارثة في المنطقة وظهور عدو أكبر للولايات المتحدة هو تنظيم “داعش”.

وقالت المجلة إن الاحتجاجات العنيفة الناجمة عن خفض الدعم عن الوقود لا تزال تندلع في جميع أنحاء إيران، مما زاد من حدة القمع القوي للمتظاهرين من الحكومة. وأدت الاضطرابات، إلى جانب العقوبات الأميركية المشددة والحملات المكلفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إلى إثارة غضب أولئك الذين يقاتلون من أجل تغيير النظام من داخل البلاد، مما أتاح الفرصة لأعداء إيران في الداخل والخارج للاستفادة من هذا الخلاف والضعف.

ورأت المجلة الأميركية أن إيران بقيت صامدة في وجه خصومها الأجانب والمحليين، ويتوقع القليلون الزوال الكامل للحكومة. لكن حتى أولئك داخل وخارج إيران الذين يدعمون المسيرات التي تستمر ليلاً ونهاراً ضد رجال الدين الذين يديرون البلاد يخشون من أن الفوضى وحدها يمكن أن تعزز الظروف لنمو “داعش”.

وقال رودجر شاناهان، وهو زميل باحث في برنامج غرب آسيا التابع لمعهد لوي ومدير سابق لمركز دراسات الحرب البرية في الجيش الأسترالي، قال لمجلة نيوزويك:“ثبت أن هذا أمر حيوي في قلب المد ضد الجهاديين، الذين هُزموا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. لقد كان لإيران دور حاسم في تقديم الدعم اللوجستي والاستشاري للقوات شبه العسكرية العراقية التي حاربت داعش في العراق، خاصة خلال الأيام الأولى للحملة”.

أما بالنسبة لسوريا، حيث انتشر داعش وسط حرب أهلية متواصلة، قال شاناهان إن دعم إيران للرئيس بشار الأسد “عنى أيضاً أنها ساهم في الحملة ضد داعش، رغم أنه من الإنصاف القول إن هذا لم يكن بأي حال من الأحوال هدف دعمهم للأسد وكان استهداف داعش متقطعاً في أحسن الأحوال “.

وقالت “نيوزويك” إنه في قتال “داعش” في الخارج، تمكنت إيران من المساعدة في تفكيك الجهاديين وتوسيع شبكة دعم “الجمهورية الإسلامية” للقوات الشريكة المعادية لـ”إسرائيل” والسعودية والولايات المتحدة. وقد أثبت إنشاء ما يسمى محور المقاومة هذا انتصاراً استراتيجياً كبيراً، لكنه جاء بسعر عالٍ.

فقد كلفت هذه الحملات رأس المال الإيراني، البشري والمالي، وفرضت عقوبات أميركية صارمة على وصول طهران إلى عائداتها المتاحة. ورغم أنه يُعتقد أن الحكومة الإيرانية لا تزال لديها إمكانية الوصول إلى ثروة كبيرة لإدارة عملياتها، إلا أن الآثار المزدوجة المتمثلة في الحصار التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة وسوء الإدارة الداخلية جعلتا الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للإيرانيين العاديين غير القادرين على الاستفادة من الإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها الرئيس حسن روحاني.

وختمت “نيوزويك” أن من المرجح أن تكون لسقوط إيران – وهي دولة يزيد عدد سكانها عن الدول الثلاث التي مزقتها الحرب مجتمعة – آثار جانبية مدمرة أكثر وسيمنح داعش والقوات السرية الأخرى مساحة جديدة للعمل.

ورأى الباحث الأميركي الإيراني الأصل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات علي رضا نادر أن نيوزويك تقدم “دعاية سياسية” للنظام الإيراني و”إنها تدافع بشكل أساسي عن الحفاظ على الجمهورية الإسلامية.”

وشهدت إيران الشهر الماضي تظاهرات حاشدة في طهران ومدن عدة بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين، وطالب المتظاهرون بالقضاء على الفساد وتحسين الظروف المعيشية، رافعين شعارات تطالب بإطاحة المرشد الأعلى علي خامنئي. وواجهت إيران المتظاهرين بالرصاص الحي وبحملة اعتقالات واسعة. وأشارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى مقتل 208 أشخاص على الأقل.

السابق
بعد دخول المندسين.. مناشدة من «الداخلية» للمتظاهرين السلميين في وسط بيروت
التالي
عندما «تستبد» الفتنة والإلغائية بقلب «الثنائية الشيعية»!