نصرالله يستنجد باللبنانيين لحمايته من الأميركيين.. ويُسقط حكومة اللون الواحد

السيد حسن نصرالله

خطاب تهويلي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الجمعة، كعادته منذ إنطلاقة الشرارة الأولى لثورة 17 تشرين. فبعد القمع والتخوين والتهويل الذي تعرض له ثوّار النبطية، صور وبعلبك، والإعتداء اللفظي والجسدي عليهم بحجة التآمر على المقاومة، كرر اليوم نصرالله السيناريو نفسه، متهماً الولايات المتحدة الأميركية “بالفتنة والتحريض والدفع باتجاه الفوضى”، داعياً اللبنانيين لحمايته من الأميركيين قائلاً: “انظروا كيف تركت اميركا حلفائها في وسط الصحراء وتذلهم، اتعظوا من الدول التي سلمت بالدور الاميركي كيف اصبحت دولا عادية بعد ان كانت صاحب دور ، وهي في الوقت نفسه لم يتحسن وضعها”. أمّا حكومياً، فعاد نصرالله للترحّم على الحكومة المستقيلة تحت حجة أنه كان من الممكن تفعيلها “تحت الضغط”، آملاً “حصول تكليف الإثنين لمن تختاره أغلب الأصوات”، محذراً من أن “عملية التكليف لن تكون سهلة”.

إقرأ أيضاً: ضربة جديدة لـ«حزب الله».. تجميد حسابات لبنانيين مرتبطين بـ«التنظيم الإرهابي»!

عارضاً العلم اللبناني بجانب علم حزب الله، قال نصرالله : “رأيت ان من واجبي ان اتحدث اليوم بعد غياب شهر نظرا للتطورات الحاصلة ونظرا للحظة الحساسة التي نعيشها خصوصا في مسالة تاليف ​الحكومة​”، مشيراً إلى أن “حديثي اليوم مخصص للوضع ال​لبنان​ي فقط، ساتحدث في 4 مقاطع، الاول في التعاطي الاميركي والتصريحات الاميركية الاخيرة، الثاني الملف الحكومي وما توصلنا اليه، العنوان الثالث له علاقة بالوضع الامني والعنوان الرابع له علاقة بالوضع المعيشي”.

وفي كلمة متلفزة له، أشار السيد نصرالله إلى أن “الاميركيين يتدخلون باي تحرك يحصل في ​العالم​، هم يسارعون الى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح ​المحتجين​”، مشيراً إلى أن “الاميركيين يركبون موجة ​التظاهرات​ في العالم ويصورون للعالم ويعلنون دعمهم لهذه ​الاحتجاجات​ ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح ​اميركا​ وهذه قاعدة عامة وراينا ذلك في ​الربيع العربي​ واميركا اللاتينية وشرق اسيا وهذا سلوك اميركي عام”.

وأضاف “في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من ​الميادين​ انطلاقا من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة فيما يتعلق بالرسوم و​الضرائب​، ​جيفري فيلتمان​ قدم مطالعات واستدعي لبنانيون وقدم شرح يعبر عن ارائهم، سمعنا اعضاء في ​الكونغرس​ ووزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ وكلهم تدخلوا ووصفوا وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولا الى ما قالته مندوبة اميركا في ​الامم المتحدة​ وما قاله بومبيو”، مشيراً إلى أنه “في الحقيقة اريد ان اقف بشكل مباشر امام الكلامين الاخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ​ايران​ وليس في اي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت ان الاضرابات ستستمر اذا لم تؤتي ادوات الضغط باي نتيجة، الاميركيون ينظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ايران”.

وتابع نصرالله “افترض الاميركيون بان التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد ايران مع العلم بانه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بايران، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الاول ان هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد “حزب الله”، مشيراً إلى أن “بعض وسائل الاعلام العربية والخارجية ساعدت الاميركيين بتصوير ان التظاهرات هي ضد “حزب الله”، الاميركيون هكذا يفترضون وهم اما يكذبون على انفسهم واما ان بعض اللبنانيين يقدمون له تقييم خاطئ ومن الممكن ان تكون معلومات الاميركيين خاطئة، في لبنان الاميركي يريد توظيف التحركات وكان مشكلة اللبنانين هي “حزب الله” وان المأزق في لبنان هو حزب الله ، بحسب بومبيو على اللبنانيين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها “حزب الله” وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر”.

وقال “هناك تصريح مضحك لبومبيو يتحدث عن مساعدة اللبنانيين لاخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم، كيف يستطيع اخراج حزب الله من لبنان، هذا يدل على التفاهة والسخافة الاميركية في مقاربة هذا الموضوع”، مشيراً إلى أنه “اذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية، راينا تصريحات من بنيامين نتانياهو ومسؤولين اخرين بان هذه الفرصة التاريخية لاضعاف حزب الله او لانخذ امتياز من لبنان اتفاقية حول النفط والغاز في لبنان”.

وعن كلام بومبيو الذي قال ان المسؤولية تعقع على الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة وان لدى اميركا منظمة مصنفة ارهابيا، سأل نصرالله “من اين اتى بومبيو بان الشعب اللبناني يعتبر حزب الله يشكل خطرا على لبنان؟”، مشيراً إلى أن “الانتخابات التي جرت بنزاهة قبل عامين هل عبرت عن ما قاله بومبيو؟ هذا دجل وخداع اميركي”، مؤكداً أن “حزب الله” خطر على اسرائيل واطماعها ومشروعها وهيمنتها وكلنا نعرف اطماعها في الارض والمياه واخيرا النفط والغاز”.

وأوضح ان “السفينة التي اتتت للاستكشاف في المياه الاقتصادية، اسرائيل تعرف ان المقاومة اذا اتخذت قرارا بهذا الشأن فان اسرائيل لن تسطيع بناء جدران ولا يستطيع احد ان يستكشف في المياه الاقتصادية”، مؤكداً أن “حضور “حزب الله” في العديد من الميادين نفتخر به رغم انه موضع خلاف في لبنان، “حزب الله” ليس خطرا على الشعب اللبناني بل خطر على مشاريع اميركا في المنطقة”.

أضاف “الاميركيين يستغلون الوضع المعيشي في لبنان ليعالجوا الخطر الذي يشكله “حزب الله” عليهم، يقولون للبنانيين اذا تريدون المساعدة عليكم معالجة “مشكلة اسرائيل”، معتبراً أن “لا الحروب ولا الاوضاع الاقليمية والاغتيالات والعقوبات وانفاق الملايين لاساءة السمعة ولا تحريض بيئة المقاومة عليها ، كل ما يستخدم في مواجهة المقاومة للتخلص منها عجزوا عن فعله ، هم يبتزون الشعب اللبناني ولا يحرصون عليه”.

وتابع “الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية من خلفها يمارسون ابتزازا بحق الشعب اللبناني والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان وقد وضعنا بين خيارين بين الجوع الاكيد والنهوض المحتمل”، داعياً إلى “عدم الثقة بالوعود الاميركية، انظروا كيف تركت اميركا حلفائها في وسط الصحراء وتذلهم، اتعظوا من الدول التي سلمت بالدور الاميركي كيف اصبحت دولا عادية بعد ان كانت صاحب دور ، وهي في الوقت نفسه لم يتحسن وضعها”.

وأكد نصرالله أن “المطلوب ان نتخلى عن قوتنا وان نذهب الى الوصاية ونتخلى عن استقلال قرارنا السيادي”، داعياً اللبنانيين الى “الوعي وعدم التاثر بالتحريض الاميركي للدفع باتجاه الفتنة والفوضى، اذا تعاون اللبنانيين فيما يملكون من مقدرات هم قادرون على الخروج من المازق القائم ولبنان في هذه المشكلة بسبب التشتت والعصبيات الطائفية والحسابات الحزبية واذا ترفعنا عن المشاكل وضمينا سواعدنا الى بعضنا البعض نحن قادرون لبنانيا ان ننقذ بلدنا من المازق المالي والاقتصادي”.

ولفت إلى أن “هناك في الفترة الاخيرة بعض الجهات الخارجية وبعضها خليجية تعمل على فبكرة وتحريف تصريحات لمسؤولين ايرانيين، بهدف من جهة استفزاز وتحريض بعض اللبنانيين ، البعض لا يستفزه تصريحات الاميركيين واذا وجد تصريحا على احد المواقع لمسؤول ايراني يستنفر ويطالب رئيس الجمهورية والمسؤولين باتخاذ الموقف”، مشيراً إلى أنه “عندما قرأت تصريحا لاحد المسؤولين اللبنانيين تاكدت انه هذا غير صحيح وانا شخصيا قرأت النص الفارسي ولم اجد كلمة لبنان في تصريحه واتصلت بالاخوة في ايران ونفوا الامر كليا وما حصل هو جزء من الحربة الاعلامية القائمة ، على الجميع التثبت من التصريحات قبل اتخاذ موقف”.

وأشار إلى أن “البعض يتصور انه اذا اعتدي على ايران فان ايران ستعتمد على حلفائها لترد، اريد تقديم معلومة دقيقة من يعتدي على ايران فان ايران نفسها سترد عليها وهي لا تقبل ان تسكت وتعتمد على حلفائها، اذا اعتدت اسرائيل على ايران فانها سترد بنفسها والتصريحات التي تنسب الى مسؤولين ايرانيين هي مخالفة للمنهجية المعتدمة في ايران وكل من له مشكلة ما يتظاهر ويحتج عليه ان لا يسمح للاميركي ان يستغل تحركاته من قبل الاميركيين”.

حكومياً

وفي الشأن الحكومي، أوضح السيد نصرالله أنه “منذ الايام الاولى، قلت كلاما واضحا، باننا لا نوافق على استقالة الحكومة وذكرت الاسباب ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان وان ذلك ليس في مصلحة لبنان نتيجة الوضع المعيشي والمالي ولا يحتمل الفراغ وبعد ايام من كلمتي استقال رئيس الحكومة وبعد شهرين نرى ان هناك مشكلة تكليف وتأليف وهذا واقع الحال اليوم، نامل ان تحصل استشارات يوم الاثنين ونامل ان يحصل تكليف من تختاره اكثر الاصوات ولكن عملية التاليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين”.

أكّد نصرالله انه “كان من الافضل ان تبقى الحكومة وان تبقى التظاهرات وهذا الوضع الافضل لان كان سيشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم باجراءات اصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني”، موضحاً أنه “مع استقالة الحكومة ما عاد هناك من يستجيب للمطالب ومن يتسطيع اخذ الاجراءات، بعد استقالة رئيس الحكومة البعض في الحراك اعتبروا انه انجار لهم ولكن ذلك كان ضياع للوقت وتم تعطيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بالاصلاحات ومن يومها الى الان اصبح هناك غلاء في الاسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وازمة ودائع وسرقات وصدامات والقاء نفايات على ابواب المسؤولين وضرب موسم الاعياد وتراجع الثقة في البلاد”.

واعتبر نصرالله أنه “لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع لما وصلنا الى كل ما وصلنا اليه اليوم، عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الاول في لبنان عن الجوع بل تحول الحديث الى الحكومة وشكلها واسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة وذهب البلد الى مكان اخر لا صلة له باسباب نزول الناس للشارع”، مشيراً إلى أن “البعض لا يوافق على هذا التقييم ولكن هذا تقييمنا، بعد استقالة رئيس الحكومة هناك واقع جديد”، مؤكداً أن “البلد يريد حكومة وامام الاكثرية النيابية ونحن جزء منها مسؤولية كبيرة، بالاضافة الى ان رئيس الجمهورية والعهد اساسي في هذه الاكثرية واصبحنا امام خيارات عدة”.

وأوضح انه “كان لدينا خيارات عديدة وحصل حولها نقاشات، الخيار الاول الذهاب الى تشكيل حكومة من لون واحد والاكثرية قادرة على منحها الثقة في مجلس النواب، في الفريق الاخر من كان يدعو الى هذا الخيار ويحرض عليه، في فريقنا السياسي رأيين الاول يخالف والاخر يؤيده”، معتبراً أن “خيار حكومة اللون الواحد يتطلب شجاعة وفريقنا السياسي شجاع ولكن الموضوع يرتبط بتشخيص المخاطر على البلد، نحن موقفنا في حزب الله وحركة امل مخالف لتشكيل حكومة لون واحد”.

السابق
في «الجدلية» لتسكير الطرق في الثورة اللاعنفية
التالي
من هو ناظم سعيد أحمد.. وهذا ما قدمه لنصرالله شخصياً؟