إسرائيل «تنفث» في إحتجاجات لبنان والعراق وطهران لإضعاف إيران!

بنيامين نتنياهو
في تصريح خبيث يعطي الشرعية لحكام عرب و إيرانيين الضوء الأخضر للبطش بشعوبهم، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان بلاده سوف تستغل الاحتجاجات في العراق ولبنان وإيران لتعزيز الضغط على النظام الإيراني.

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن احتجاجات العراق ولبنان وإيران “فرصة كبيرة” للضغط على طهران، وذكر أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على استغلالها. وفي تصريحٍ له، شدَّدَ نتانياهو، على “ضرورة تكثيف الضغط على ​ايران​، والتظاهرات نفسها تمثل أرضية خصبة لإضعافها”.

هذا التصريح بنظر الخبراء المتابعين لا يخدم الاحتجاجات، بل هو خدمة كبرى للأنظمة في تلك الدول وحجة جديدة لها كي تقمع المحتجين، فنتنياهو كان دقيقا عندما قال انه اتفق مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على “استغلال” تلك الاحتجاجات ولم يقل “دعمها”، وهما في حال أرادا ان يدعما طرفا ما فسيدعمان الأنظمة بالتأكيد لا الشعوب، ولعل تصريح نتنياهو الآنف الذكر هو باكورة هذا الدعم الذي سيضمن أولا قتل المحتجين أو محاصرتهم بمنطق التخوين، وثانيا إطالة عمر الأزمات في تلك البلدان واستنزافها، وهو ما يحصل فعلا في سوريا، عبر التفاهمات بين اسرائيل وروسيا وتركيا التي ضمنت بقاء نظام الأسد واطالة أمد الحرب.

اقرأ أيضاً: حكومات «إنقاذية» لإعادة إنتاج الهيمنة الإيرانية

غير أن هذا التصريح الخبيث لنتنياهو بعزمه وحليفه الاميركي على استغلال الاحتجاجات العربية والايرانية، يكشف لمن يهمه الأمر وللممانعين تحديداً، إن تلك الثورات لم تكن بتخطيط وتآمر من الغرب ومن إسرائيل كما تشيع “البروباغاندا” الخاصة فيهم، فاستغلال الثورات تعني انهم لم يخططوا لها ولم يدعموها يوماً، ولأن كل علاقاتهم وصفقاتهم تحت الطاولة وفوقها كانت مع تلك الانظمة الضعيفة المتخلفة التي همها حكم شعوبها لا التنمية ولا تقوية الدولة، فان من مصلحتهم بقاءها، بما يرسّخ هذا الضعف والتخلّف الضامنان لبقاء الوضع كما هو عليه، أي دكتاتوريات وانظمة طائفية حاكمة وشعوب محكومة مغلوب على أمرها. الا تتغنى اسرائيل دائما بانها واحة الديموقراطية في الشرق؟

وفي نفس التصريح كان لإيران حصة من سخرية نتنياهو الذي قال تعليقا على الاحتجاجات التي اندلعت في مدنها الشهر الماضي، “إن عدوان إيران يتزايد، لكن إمبراطوريتها تترنح. وأنا أقول: لنجعلها تترنح أكثر!”  وفي هذا التعليق من نتنياهو يحدد ان أقصى ما تريده اسرائيل من ايران أن تترنح أكثر، لا أن يسقط نظامها، وهو لم يتمنى هذا السقوط، ولم يأت على ذكر مطالب الشعب الايراني هو ووزير الخارجية الاميركي في لقائهم أمس، مما يشي أن جلّ أهداف أميركا واسرائيل هي إضعاف ايران اكثر كي تتمكن من الخضوع في الملف النووي، أو كي لا تزوّد حزب الله بالصواريخ الدقيقة فتبتز فيها أمن اسرائيل الاستراتيجي وتحصل طهران على مكاسب سياسية اضافية.

سيبقى الضغط على الشعوب هو سيد الموقف، ومساومة الأنظمة الدكتاتورية على وجودها وعلى مصالح الدول الكبرى هو الأساس، فالشعب الايراني جرى قمعه قبل اسابيع وقتل المئات في ثلاثة أيام ولم يتحرك العالم، وثوار العراق محاصرون في ساحة التحرير والمليشيات تقنصهم باسم الله، اما في لبنان فان غزوات انصار حزب الله تتوالى على المتظاهرين الذين يتعرضون لحملة تشويش وتشويه ممنهجة، مع مسعى لاعادة بعث الطائفية الهدامة بأسوأ صورها، أما في سوريا فان مكانة اسرائيل محفوظة، وسلاحها الجوي يقوم بتنفيذ ضربات روتينية جوية عند تخطي الخطوط الحمر، بالتفاهم مع المحتل الروسي.    

هذا هو الاستغلال الذي يريده نتنياهو واميركا، الشعوب تُقمع في المنطقة، وايران تظهر انها عاجزة عن السيطرة على امبرطوريتها الهشة المتحللة الا برضى اسرائيل وأميركا، واجازة منهما، فلا تتشدد بعد اليوم في الملف النووي ولا تعبث بامن اسرائيل.

السابق
بشرى سارّة للمتقدمين الى وظيفة استاذ ثانوي!
التالي
ديما صادق تُسامح سارق هاتفها.. هل قصدت الحاج وفيق صفا؟