تسمية الخطيب تتأرجح بإنتظار مطابقتها لـ«المواصفات السنية»

المهندس سمير الخطيب

رغم كل “الاجواء الايجابية” التي بثها إعلام وسياسيو الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر عن تقدم المساعي لتكليف المهندس سمير الخطيب بتأليف الحكومة امس، طلعت “شمس اليوم” على مجموعة من الاجواء “المتعاكسة”، والتي تؤكد على الرغم من المعلومات عن قرب موعد تحديد الإستشارات النيابية،  ان هذه الايجابية ليست دقيقة تماما ومجرد تقطيع للوقت او محاولة لاسترضاء الشارع الموالي والشارع المنتفض على حد سواء.

اقرأ أيضاً: أميركا – «حزب الله».. تقارب فحلحلة فتسمية

واللافت اليوم كان صدور بيان شديد اللهجة من رؤساء الحكومات السابقين ضد ممارسات رئاسة الجمهورية والتي ترفض الإفراج عن “ورقة” الاستشارات النيابية الملزمة، وتقوم بمشاورات جانبية لتأمين التوافق على رئيس الحكومة والحكومة والوزراء قبل الاستشارت وليس بعدها كما ينص الدستور. ويؤشر رد بعبدا السريع على البيان الى حجم الهوة بين بعبدا وبين المستقبل والشارع السني، بالاضافة الى الهوة السحيقة مع الانتفاضة الشعبية. كما يدّل على عمق المأزق السياسي مع إصرار الاكثرية على حكومة لا تشبه الازمة ولا تتلاءم مع المتغيرات في الشارع وفي صلف سياسي غير مسبوق.  

وبيان الرؤساء السابقين للحكومات، يؤكد بما لا يدع مكاناً للشك ان ترشيح الخطيب غير مبارك ومقبول وبالتالي لا غطاء سنياً سياسياً له، بالاضافة الى غياب اي موقف من دار الفتوى، فيما اكتفى الرئيس سعد الحريري بموقف لفظي انه يؤيد الخطيب. وقال ان :”هناك اموراً إضافية لم تتضح بعد”، وذلك اثر لقائه النائب السابق وليد جنبلاط واستبق بتصريحه هذا، اللقاء مع “الخليلين” واللذين كانا يمنيان النفس مع قيادة الثنائي ببيان مكتوب واضح وصريح، يؤيد فيه الحريري ترشيح الخطيب ويزكيه ويشارك بالحكومة بفعالية عبر اعطاء “غطاءً سنياً” او بما يعرف باللبناني ميثاقية دستورية.

غياب التأييد السني المطلوب لترشيح الخطيب من شأنه ان يفرمل قبول الخطيب بالتكليف ولو حصل على الاصوات اللازمة لذلك. وسيحذو الخطيب وفق المعلومات حذو الوزير السابق محمد  الصفدي، الذي اعتذر عن قبول المهمة قبل تسميته رسمياً وفي استشارات نيابية ملزمة وتنسجم مع الدستور لمعرفته، انه لا يمكنه ان يقف في وجه طائفته اولاً، وفي وجه الشارع المنتفض ثانياً، وسيكون مصير حكومته الفشل بعد “إحتراق اسهمه” الشخصية والسياسية ونبش الملفات المتعلقة به.

اقرأ أيضاً: سجال التكليف يشتعل بين رئاسة الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين!

ووفق المعلومات فإن الخطيب، أكد امام من التقاهم في فريق الاكثرية، انه لن يقبل التكليف اذا لم يكن مشفوعاً بتأييد سني واضح وبدعم من الحريري والرؤساء السابقين للحكومات ودار الفتوى. وهذا يعني العودة  الى المربع نفسه، ان لا مرشحاً غير الحريري وهو ما يؤيده الشارع السني ودار الفتوى والرؤساء السابقون، بالاضافة الى الثنائي الشيعي الذي يصر عليه كـ”واجهة” دستورية وسياسية لرد الهجمات الاميركية والاوروبية.
في المقلب الآخر هناك امام الخطيب معضلة اخرى، وهي معضلة الحراك والشارع المنتفض الذي تظاهر امام منزله في بيروت أمس وقطع الطرق في الرينغ والبقاع والشمال، تأكيداً على رفض توليه حكومة تكنو- سياسية، اذ يطالب الحراك منذ اللحظة الاولى بحكومة نظيفة من اختصاصيين تقوم بمهام الانقاذ بعيداً من هذه الطبقة الفاسدة. 

السابق
«ولعت» بين الممانعين.. بسبب «إقحام نصرالله بمنظومة الفساد»!
التالي
بالفيديو.. محاولة إنتحار في الضاحية!