محطات «تنفث» سمومها في ساحات الثورة وتسقط في الإختبار المهني.. والأخلاقي!

التظاهرات في لبنان
كما شكلت الساحات منبراً للمتظاهرين لإيصال صوتهم خلال ٤٣ يوماً من الحراك، لعب الإعلام دوراً رئيسياً في نشر تفاعلاته بشكل مباشر مستخدماً بعضه أساليب الدعاية والشائعات في بعض الأحيان لإيهام الجمهور برسائل معينة أبرزها جاء على لسان قنوات الـ "OTV والمنار" لتشويه الحراك الي تخول إلى ثورة والصدق في عفويته وشرعيته.

مضايقات على الهواء

مع انطلاق الحراك، عمدت قناة الـOTV إلى تسمية المظاهرات بـ “التحركات المطلبية” مُبعدة توصيف “الثورة” أو مفردة “المتظاهرين” عن تغطيتها، مع كوادر ضيقة في التصوير تعتمد على التقليل من عدد المتظاهرين ومحاولة عرض الحراك على أنه اعتصام طبيعي لا يحمل أي طابع ثوري. وذلك وضع القناة في خانة الكذب ودفع بالمتظاهرين إلى طرد المراسلين أثناء تقديمهم رسائل مباشرة على الهواء. وبين الامتناع عن الحديث حين مشاهدة ميكرفون القناة ومنع المراسل من دخول منطقة التظاهرات أصلاً، راحت القناة تبحث عن أساليب إعلامية مختلفة لضرب الحراك في جوهره المدني.

اقرأ أيضاً: 17 تشرين.. «الثورة المضادة»!

“شيطنة” الحراك ومزاعم التمويل

بعدما تعثرت القنوات المناهضة للحراك من محاولة تحطيم شعلة الثورة كصورة إعلامية، سعت إلى التشكيك بعفوية المظاهرات وتتالت التقارير المصورة التي شيطنت المعتصمين، أولها جاء لاتهام جهات أجنبية بإطعام المتظاهرين في جل الديب، وكان الرد بعرض المتظاهرين فيديوهات تظهر مطاعم محلية وعائلات تطهو في المنزل من أجل المتظاهرين. ثم انتقلت التقارير إلى مستوى أعلى من الشيطنة حيث قدّمت قناة الـOTV تقريراً عن يوم الاستقلال قدرت فيه تمويل عرض الأفواج بمائة ألف دولار وتساءلت عن الجهة التي دفعت هذا المبلغ من أجل عرض امتدّ لعدة ساعات.

الشائعات لا تتوقف

وعملاً بعقلية إعلام النظام السوري المشيطن لتحركات الشعب السوري منذ بداية الثورة، انتقلت العدوى إلى قنوات لبنانية باستخدام ذات المصطلحات من “مندسين” و “إرهابيين” ومحاولة كسر الصورة الوطنية الجامعة، وبرز ذلك واضحاً بحجم التهليل الإعلامي من قبل قناة الـOTV لمسيرة التيار الوطني الحر في بعبدا، وتوجه قناة المنار لبث ساعات من التحليل عن الدور الأميركي المخرّب للبنان بعد تصريحات فيلتمان، وعن ذلك يصف خبراء إعلاميين الشائعات بأنها أقوى أدوات الحرب النفسية في الإعلام، حيث تعمل مجموعات إخبارية تتبع لهذه القنوات على بث أخبار تحريضية تحرك في وعي الجمهور بشكل عبثي وتدفعه لاتخاذ سلوك جنوني غير متزن.

أين المنتصف؟!

وحيث لا يوجد إعلام حيادي فعلى الوسيلة تقديم رؤيتها بمهنية تعتمد على الصور والفيديوهات المباشرة أكثر من الذهاب للتحليلات القائمة على رأي متخشب واحد يركز على موضوع دون سواه. وهنا تتخطى التغطية الهامش الخبري لصالح فرض الآراء على الجمهور الذي وإن تعرّض لنفس الأفكار لعدة مرات متتالية وفي وقت متقارب فقد يميل إلى تصديق الرواية، وهذا يندرج تحت دور الإعلام في التضليل واللعب على وعي الجمهور بتركيزه على تفصيل معين وتهميش المشهد الكامل.

اقرأ أيضاً: من يقطع الطريق على المنتفضين؟!

إرباك مستمر

وفي حين تهدأ أصوات المتظاهرين في بعض المناطق، يعيد الإعلام تصدر المشهد وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي منه التي تخلط بين الخبر والشائعة ويجري تناقل الفيديوهات والصور بشكل سريع، ما يعني إثارة العواطف وصناعة حالة من الإرباك توهم الجمهور بأن حالة من الظلام دخلت فيها الثورة، دون إغفال الدور المربك لهذا الانتشار بالنسبة لمناهضي الحراك فهم يعمدون إلى تحطيم الكاميرات وأجهزة الصوت ومنع المتظاهرين من تصوير ما يحدث خلال الهجوم على الساحات وقمع الحراك.

هذا ويستمر الحراك في تقديم صور نموذجية للإعلام العربي والعالمي معبراً عن حالة وطنية جامعة يتصدرها العلم اللبناني والمشاركة الشعبية دون بروز الفئوية أو الطبقية أو الجندرية. 

السابق
هل تتوقف المصارف عن العمل غدًا؟
التالي
بعد إعتداء الثنائي الشيعي.. بعلبك تجدد إعتصامها!