حين تحول الطوائف فاسديها إلى «قديسين»!

الفساد
نادراً ما يحصل ان يشاهد المرء هواجسه وقلقه وخوفه متجسدين بأناس تقف عند جسر الرينغ وفي ساحة رياض الصلح . جميل ان يرى الانسان هواجسه شاباً يحمل عصا وان يرى قلقه فتى على دراجة نارية وان يرى حيرته شاباً رابطاً شعره مع فتاة حالمة يقطعان طريق!!!

لا بأس، يحصل ذلك…

كلما وجهت نقداً لاذعاً عن الفساد المالي لتيار المستقبل، يحدثني التيار من خلف ضريح وثأر الرئيس رفيق الحريري عن آلاف الطلاب الذين علّمهم الشهيد على نفقة مؤسسته!

كلما وجهت نقداً لاذعاً عن الفساد الإداري لحركة أمل، تحدثني الحركة من خلف صورة الإمام موسى الصدر عن إنجازاته وتضحياته.

كلما وجهت كلاماً لاذعاً عن الوراثة العائلية السياسية وعن الفساد  للحزب التقدمي، يحدثني الحزب من خلف ثأر الاغتيال للمعلم كمال جنبلاط عن مناقبيته وعن فكره وعن تزهده وعن حلمه بوطن سعيد.
كلما وجهت كلاماً لاذعاً عن تفرّد وعن توجس وعن حبّ السيطرة وعن فشل محاربة الفساد عند حزب لله، يحدثني الحزب من خلف عباءة القائدين السيدين عباس الموسوي وحسن نصرلله عن المقاومة والتحرير والصمود والبطولات.

كلما وجهت كلاما لاذعا عن الطائفية واستنهاض خطاب الحرب الاهلية وعن المحسوبية وعن الفشل في الاصلاح والتغيير عند التيار الوطني الحرّ، حدثني التيار عن مواقف الجنرال في حرب الالغاء والتحرير وعن اقامته الجبرية ونضاله في باريس.

اقرأ أيضاً: الانتفاضة إلى أين ؟

كلما وجهت كلاماً لاذعاً عن مشروع القوات اللبنانية سابقاً وحالياً ومستقبلاً، حدثتني القوات عن بطولات الحكيم ضد الفلسطيني والسوري وعن عمره الضائع في زنزانته من اجل الوجود المسيحي في الشرق…

زعماء الطوائف
زعماء الطوائف


هكذا هم اللبنانيون، كلّ منهم قد حفظ عن غيب درساً واحداً لا غير عن التاريخ، كلما حدثته عاد الى هذا الدرس، كأنّ مدرسته نسيت ان تعلمه الدروس الأخرى في التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية والآداب أم أنه لم يكن حاضراً في المدرسة إلا في درس واحد عن رئيسه أو زعيمه…

مشهد البارحة والليلة كان وما زال ناقصاً، سهرت كل الليل لأشاهد الحلقة المنتظرة ولم يعرضها السيد المستر المتآمر بعد.

أين حلقة انفجار عبوة؟

أين حلقة الاغتيال؟

تأخر “المسيو المتآمر” في عرض تلك الحلقة المثيرة عن اغتيال شخصية والاكثر ترجيحاً، شخصية درزية او شخصية شيعية لأن طائفتيهما الاكثر استنفاراً وريبة واحتقاناً والاكثر قابلية للاشتعال والاصطدام والاشتباك.

اقرأ أيضاً: اشتباك ثوريين بـ «محرومين» على جسر الرينغ

أيها المتآمر، لقد تأخرت علينا في عرض مشهد المتفجرة والاغتيال!!

أما، بما خص تأليف الحكومة فالجميع في انتظار اتصال هاتفي دولي او في انتظار  تحويل مالي ما والى ان ياتي الاتصال او ان يصل التحويل فعلى الوطن وعلى الدولة وعلى الشعب السلام….

الأعدقاء عراة، يقفون وجها لوجه في انتظار الاشتباك.

من الصفعة الى المتاهة الى الاشتباك.

السابق
بعد توقيف المحامي عكره.. النقيب يتحرّك!
التالي
خبر سار للموظفين!