الانتفاضة إلى أين ؟

لبنان ينتفض
ناقش ناشطون وناشطات في تجمع "علِ صوتك" في صيدا الانتفاضة الشعبية في لبنان التي انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 وذلك مساء أمس في مركز النجدة الشعبية .

خلص الناشطون إلى الآتي :
عبرت انطلاقة الانتفاضة عن معاناة طويلة لكل اجتماعية واسعة وقد وصلت هذه المعاناة إلى حد الانفجار الذي حصل يومذاك وبالتالي لا علاقة لها بأطراف خارجية أو إقليمية ولا بأطراف داخلية سلطوية كما يحاول البعض اتهام الناس بها .وقد أعطت الانتفاضة الصفة الوطنية للتحركات إذ غطت مناطق واسعة من لبنان وخرجت الانتفاضة من مواقع طائفية مناطقية إلى ساحات عامة وحوت جمهور متنوعاً لا مثيل له منذ سبعينيات القرن الماضي .لقد جمع الناس الهم المعيشي ما يؤشر إلى خروج تدريجي من الموقع الطائفي. وقد شهد لبنان نمطان من النزاع في اللحظة نفسها : نزاع طائفي بين مكونات السلطة حول المحاصصة ونزع لبناني شعبي ضد السلطة الطواءفية.

إقرأ أيضاً: علي الأمين في مؤتمر«المسيحيين العرب» في باريس: المواطنة والتنوع الديني.. خطان يلتقيان حتماً

وحول البنية الاجتماعية للانتفاضة لاحظ المجتمعون غلبة الفئات الشبابية وهو تعبير لازمة غياب فرص العمل في صفوف الشباب وخصوصا ارتفاع عدد الخريجين الجامعيين الذين لم يجدوا فرص عمل ويصل عددهم إلى أكثر من 200 الف خريج بالإضافة إلى طلاب الجامعات الثانويين الذين يشعرون بالقلق من المستقبل بالإضافة إلى انسداد سبل الهجرة أيضا .ولاحظ البعض ارتفاع نسبة النساء المشاركات وخصوصا ربات البيوت بسبب قلقهم على مستقبل أبناءهم وعدم القدرة على تأمين شروط الحياة بكرامة .

لقد شكلت هذه البنية الاجتماعية كتلة شعبية بدأت بالخروج من المدار الطائفي وعلى مسافة واحدة من جميع القوى الطائفية. وقد انطلقت الانتفاضة الشعبية بعفوية وبدون قيادة محددة يجري التنسيق بين ناشطيها عبر التواصل الاجتماعي. ويبدو أن هذه الانتفاضة تؤسس إلى وحدة لبنانية على أساس سياسي موحد ضد السلطة.

بعد الشوربات الوضع المعيشي مهدد والمصير مجهول، ونزول الناس إلى الشارع كسر حاجز الخوف من السلطات القائمة ..

وناقش المجتمعون الإشكالية التي تواجه الانتفاضة وهي المطالبة بحكومة مؤقتة تضع قانون انتخابات جديد وتستعيد الأموال المنهوبة وتضع حدا للانهيار المالي والاقتصادي والسؤال هل يمكن لهذه السلطة المسؤولة عن الوضع الراهن أن تشكل حكومة تقوم بكل ما هو مطلوب منها لإصلاح الأمر .إن ما تطلبه الانتفاضة إسقاط السلطة السياسية وهذه المطالب بحاجة إلى ثورة والانتفاضة الحالية ليست بثورة والتغيير المطلوب بحاجة إلى ثورة .لذلك هناك أهمية أن يبدأ النقاش حول الخطوات التي يجب أن تقوم بها الانتفاضة لتحويل هذه الكتلة الاجتماعية إلى قوة ثورية لتغيير السلطة .وهذا لا يتوفر إلا بتوسيع حجم الكتلة الشعبية الأمر بحاجة إلى نقاش أوسع. وكما أن السلطة في مازق كذلك الانتفاضة في مازق..السلطة غي قادرة على إنهاء الانتفاضة ربما تهدأ قليلا لكن الصراع سيستمر لأن هذه الكتلة تكونت عل الخوف على المصير والمستقبل .انتفاضة فتحت مسارا نضاليا سيستمر رغم التعرجات التي قد تصاب بها.وهو مسار لا أحد يستطيعان يعرف نهاياته انها عملية انتقالية متدرجة.

واتفق المجتمعون على أن للتغيير محطات متدرجة وبالتالي يصير السؤال : ما هي الأهداف الأولى في عملية التغيير؟ وهذه بحاجة إلى نقاشات واسعة .كذلك ما هي خطوات تنظيم هذه الكتلة الشعبية؟

واتفق الجميع على أهمية تطوير التنسيق بين الساحات وصولا إلى بناء قيادة موحدة.مع الإنتباه إلى محاولات بعض أطراف السلطة استخدام الانتفاضة في صراعها الخاص بها .كما اتفقوا على أهمية تنظيم حلقات نقاش لناشطين لبلورة الأهداف المرحلية .وخصوصا ضرورة توحيد الشعارات المرحلية ..

السابق
انتفاضة لبنان والعراق وآفاق الدولة المدنية
التالي
راية «يا حسين» على «قبضة الثورة».. ما الهدف منها؟