اللجنة الدستورية في الواجهة.. ماذا يطهى في أروقة القصر؟!

سوريا
لا يأبه السوريون لما يدور في كواليس "جنيف"، وحيث تتعدد دوائر القرار وتخرج من يد دمشق، يتعنت النظام مع حلفائه برسم الحل السياسي على مقاسهم -إذا ما اتفقوا- !!

تستأنف اللجنة الدستورية السورية “المصغّرة” اجتماعاتها اليوم في مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف، وحيث تعارضت الرؤى بين تمسك وفد النظام السوري بمناقشة الثوابت الوطنية على حد زعمه كما صرّح لجريدة “الوطن” الموالية، صرح ممثل عن وفد المعارضة لموقع “عربي 21” بأن النظام محاصر الآن لا يمكن أن يعود ويطرح بعض القواعد الإجرائية التي نوقشت في دمشق قبيل الموافقة على الدخول في اللجنة.

بالمقابل ستناقش الجلسة من وجهة نظر النظام الأفكار الخشبية ذاتها التي حاول فرضها على إرادة الشعب منذ اليوم الأول للثورة وإيهام العالم بصدق روايته حول وجود الإرهاب ومحاربته له، حيث يسعى وفد النظام لفرض نقاش حول ما أسماه “إدانة ​الإرهاب​ والتطرف و​العنف​ والعمل على مكافحته، واعتبار كل من حمل سلاحاً خارج سلطة ​الدولة السورية​ إرهابياً، من خلال إدانة الاحتلال التركي والأميركي وغيره من الوجود الأجنبي خارج موافقة الدولة السورية، والمطالبة بخروجه”.

أي أن كل ما استقدمه النظام من قوات روسية وميليشات إيرانية وعراقية وأجنبية لم تخلّ في الوحدة الوطنية وكل من دخل سوريا خارج موافقة “الدولة” كان مسبب الإرهاب.

إقرأ أيضاً: الرواتب في سوريا مثيرة للسخرية.. لن تلحق بالدولار!!

بالمقابل يسعى الوفد المعارض لعرض أوراقه وتشمل “المبادئ العامة، والدولة، والسلطة القضائية والتنفيذية والتشريعية واللامركزية، والإدارة والحقوق والحريات ومعالجة الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطة، كل هذه ستكون جاهزة وحاضرة، وأقرتها هيئة التفاوض”.

وحيث اعتبر الوفد المعارض أنّ النظام محاصر ولا يمكنه التهرب من مناقشة مواد الدستور الإشكالية كونه وافق على القواعد الإجرائية سابقاً، يبدو أن اجتماع جنيف ليس إلا واجهة لما يحاك في أروقة القصر الرئاسي بدمشق من لقاءات سرية مع وفود عدة يحاول النظام السوري كسب رضاها لأي شكل سياسي سيفرض على الشعب في الفترة القادمة، لا سيما مع ضابية مصير انتخابات عام 2021 وترشح بشار الأسد إليها.

وهذه الاجتماعات لا يمكن فصلها عن اجتماع “ترمب أرودغان” الأخير والذي وافقت به الولايات المتحدة على الوجود التركي في شمال شرق سوريا، مع اتفاقيات “قسد” المستمرة مع النظام والتي نتج عنها برعاية روسيا دخول قوات النظام السوري إلى الحسكة مجدداً مع هيمنة روسيا على مطار “القامشلي” بعد تفشي نفوذها في الداخل من حلب شمالاً إلى درعا جنوباً.

وحيث عادت معارك إدلب للاشتعال مع إيهام الإعلام الروسي بوجوده لمحاربة “تنظيم أجناد القوقاز” في أرياف المدينة، تحارب القوات الروسية فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في غرب الفرات، وتسيّر دوريات مشتركة مع تركيا في شرق الفرات، في الوقت الذي طالبت الخارجية الروسية من عدم تأثير العمليات العسكرية في إدلب على اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف.

إقرأ أيضاً: قاعدة «الإمام علي».. أكبر قواعد إيران العسكرية في سوريا

بينما يرزخ الجنوب السوري تحت سيناريوهات مجهولة وسط تكرار الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية، لا يعرف مدى نفوذ إيران الحالي في القرار السياسي مع الهيمنة العسكرية الروسية وحالة الغليان التي تعيشها جارتا سوريا “لبنان والعراق”.

أما المزاج الشعبي العام فلا يأبه لما سينتج عن اللجنة الدستورية وسط حالة انهيار مستمرة بالليرة السورية أمام الدولار وصلت مستويات تاريخية وسط صمت حكومي مريب ومحاولة تجميل الواقع برفع زيادة مخجلة للرواتب، حيث يدرك السوريون جداً أن نظامهم يتكلم حين يريد، ويصمت متى يريد، فئن تكلم بعد صمت طويل أعاد خطابه المهترئ الذي يسخر به من مئات آلاف الشهداء وملايين المنكوبين.

السابق
بالفيديو والصور.. هكذا بدَت بيروت بعد هجوم مناصري حزب الله وأمل
التالي
جلسة تشريعية جديدة تؤجَّل.. اليكم التفاصيل