هل أقفلت المظاهرات قناة النظام السوري في بيروت؟!

لنا
على وقع مظاهرات الشارع، تستعد قناة "لنا" لإقفال باب مكتبها وسط بيروت دون أسباب واضحة بعد بلبلة أثارتها خلال الأشهر الفائتة.

تحدث المفاجأة الأولى حين تدرك أن قناة “لنا” الموالية للنظام السوري تبث من وسط بيروت في منطقة الداون تاون أغلى المناطق السياحية في قلب العاصمة من ناحية الاستثمار والإيجارات، حيث لا تستطيع القنوات اللبنانية الضخمة البث من قلب بيروت اختارت “لنا” البث من هناك منذ قرابة العامين.

القناة التي تفرعت لقناة ثانية رديفة اعتمدت على استقطاب الجمهور المحلي في سوريا عبر مجموعة من المسلسلات التي كان النظام السوري قد فرض خطاً أحمر عليها، ما أعاد إقناع المشاهدين جزئياً بوجود قناة سورية تتمكن من النفاذ للشعب ومخاطبته بكافة فئاته دون الاصطفاف كموالاة أو معارضة.

الكذبة لم تدم طويلاً، حتى جاءت المفاجأة الثانية بتلميع القناة لصورة النظام السوري ولا سيما صورة رجل الأعمال المثير للجدل سامر الفوز المالك للقناة، ومن هنا بدأ التراجع التدريجي بالجماهيرية كون القناة دخلت في إنتاج برامج منخفضة التكلفة سلمت دفتها لمذيعين لبنانيين وبأغلبية ضيوف لبنانية، ما أثار سخط الجمهور الذي وجد في القناة تناقضاً مع شعارها الذي يطرح جملة “لنا ما نرى”. ويعود ذلك إلى انخفاض الأجور التي قدمتها للقناة وحالت دون استعانتها بفريق فني سوري حتى لا تتكلف عناء إصدار إقامات للعاملين فيها.

إقرأ أيضاً: إعلاميون لبنانيون «ينزحون» إلى قناة النظام!

بعدها دخلت “لنا” المخاطرة الأكبر في استضافة فنانين سوريين عبر برامج فنية اجتماعية همشّت الواقع المعقد في سوريا وأعادت عرض خطاب النظام السوري نفسه عبر اختصار مشكلات السوريين بصعوبة الوضع الاقتصادي في الداخل والتغاضي عن وضع اللاجئين وخاصة في لبنان حيث تتواجد مكاتب القناة.

وبعد بدء الاحتجاجات في الشارع اللبناني، تضرر سير العمل في المكتب القابع قرب مناطق التظاهرات، ما دفع بإدارة القناة لإرجاء تسجيل بعض البرامج والاستعانة بضيوف محليين لإتمام عقود البرامج الموقعة مسبقاً كبرنامج “لازم نحكي” للمذيع تمام بليق، قبل أن تتطور الأمور إلى اتخاذ القرار بإغلاق المكتب الرسمي للقناة والذي يحمل اسم “المنبر” للالتفاف على العقوبات الدولية، وذلك بحسب ما أفادت مصادر مقربة لـ “جنوبية” حيث شمل الإغلاق مغادرة مدير البرامج في القناة إلى سوريا بعدما أثيرت عنه في الفترة الماضية صفقات مشبوهة اعتمدت على عملية غسيل أموال واسعة في القناة.

فهل تشكل الاحتجاجات السبب الرئيسي وراء الإغلاق، أم هو عنوان لمرحلة جديدة من انكفاء سامر الفوز الاقتصادي بعدما شملته محاذير الأسد في التمادي باللعب بأموال الاقتصاد المسروق؟!

السابق
لبنان أمام مرحلة جديدة.. سلامة: اذا اختفى الدولار من السوق لا يوجد اقتصاد!
التالي
بعد الدعوات للاضراب العام.. هل تم تأجيل الجلسة النيابية؟