إطلالة لنصرالله اليوم.. «الحكومة أولاً»!

السيد حسن نصرالله
في ظل الإنعطافة الخطيرة التي تمر بها البلاد، لا يجد "حزب الله" سوى مؤسسات الدولة كملاذ وحيد للحماية الذاتية في مرحلة أظهرت أن فعالية الحراك الشعبي على الأرض، أجدى وأمضى من السلاح والاحتماء به.

على خط التوتر الحاصل في البلاد والناجم عن إستقالة الحكومة التي خضع رئيسها المُستقيل سعد الحريري لضغط الشارع، وعلى خط الحراك الشعبي منذ 26 يوماً، يطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة “يوم الشهيد”، ليُدلي بدلوه مجدداً في ما يتعلق بالوضع العام ككل وتحديداً في الوضع الداخلي متكئاً على الدور الذي يلعبه منذ سنوات كمرشد سياسي للبنان و”حلّال” للعقد، ليؤكد على مجموعة ثوابت أو “نصائح” وتوجيهات لا تخدم سوى أجندته الخاصة، أبرزها تلك التي تتعلق بالوضع الحكومي والمسار الذي يُمكن أن تسلكه المشاورات المتعلقة بتكليف الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة.


في هذا السياق، كشفت مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”جنوبية” أن كلمة نصرالله اليوم ستتوزع على قسمين، داخلي وخارجي. في الداخل سوف يؤكد ضرورة محاذاة الحلول السياسية المُجدية والمعقولة كمدخل أساسي للدخول في عملية التكليف وسيبرز مجموعة تسهيلات يرى فيها أنها الطريق الأقرب للإتفاق على شكل الحكومة وتركيبتها سواء العددية او النوعية”.
وأكدت المصادر أن “الخطاب الداخلي سيتسم بالتهدئة وبالنصائح خصوصاً في الشق المتعلق بالحراك، حيث سيؤكد على شرعيته والمطالب المُحقة التي يطرحها والوقوف معه ودعمه بما يتناسب مع حجم الدعوات”. ولفتت أن التهدئة لن تجعله يتخطى التحذيرات من التدخلات الخارجية أو التغاضي عن بعض الممارسات الميدانية التي يرى فيها “الحزب” أنها تسحب من رصيد الحراك ولا تزيده سواء شعبياً او سياسياً”.

اقرأ أيضاً: الحريري يصر على حكومة تكنوقراط.. و«حزب الله»: «لا تُلوى ذراعنا»!


وفي ما يتعلق بـ”حزب الله” تحديداً، رات المصادر أن نصرالله سيتطرق إلى محاولة حصار “الحزب” داخلياً وخارجياً، وسيؤكد ان كل ما يجري العمل عليه لتطويق “حزب الله” سيكون مصيره الفشل، تماماً كما سيؤكد من المبدأ ذاته على مشروعية المقاومة وحقها في الدفاع عن أرضها وشعبها، بالإضافة إلى محاولات الغرب للضغط على إيران وسيكون هذا الملف ربما الأبرز في كلام نصرالله الخارجي، هذا طبعاً غلى جانب القضية الفلسطينية.
في المقابل ترى مصادر سياسية أخرى، أن نصرالله ومن بوابة الأزمة التي تعصف بحزبه جراء إستقالة الحكومة وإسقاط الشرعية التمثيلية عنه داخل كمجلس الوزراء، سوف يسعى اليوم إلى تقديم نموذج جديد لنوعية الحكومة المقبلة، لكنه بالتأكيد لن يتخلّى عن تمثيل حزبه السياسي فيها كونها العامل الأبرز لإضفاء الشرعية على تركيبته، مؤكدة أن تخفيف لهجة التصعيد الداخلي، ستكون اللافت الأبرز اليوم، وهذا يعكس مدى عمق الأزمة التي تُحاصر “حزب الله” وهذا ما سيجعله مُتمسكاً بالرئيس الحريري بشكل أكبر”.


وتعتبر المصادر تشكيل الحكومة بالنسبة إلى “حزب الله”، هي المنفذ الوحيد لإخراجه من أزماته ولعلها اخر الرصاصات بالنسبة اليه، لجعله مقبولاً داخلياً وتحديداً داخل جزء كبير من المجتمع المسيحي بما فيه حلفاءه، وأيضاً بالنسبة إلى بعض الدول التي تعتبر نفسها مُلزمة بالتعاطي معه، فقط كونه جزء من التركيبة الحكومية.

السابق
اضراب عام للمصارف غدا!
التالي
ثلاثاء الاضرابات.. موظفو شركتي «ألفا» و«تاتش»ايضاً!