جسر الرينغ.. من ساحة الحرب إلى جسر الثورة

جسر الرينغ
الرينغ أكثر من جسر هو حلقة وصل. لنتعرف على تاريخه

منذ اليوم الأول لانطلاقة الانتفاضة الشعبية وقطع الطرق في مختلف المناطق قبل أسابيع، حظي جسر الرينغ (جسر فؤاد شهاب) الاستراتيجي في العاصمة بيروت بخصوصية حيث كان وجهة للمحتجين من مختلف المناطق والطوائف.

جسر الرينغ جسر الثورة

 هذه النقطة الجغرافية تميزت عن غيرها من المناطق لجهة كيفية تعبير المحتجين عن وجهة نظرهم من جهة، وكيفية التظاهر حيث عمدوا الى تحويل ساحة الاعتصام تحت الجسر الى منزل بكل ما للكلمة من معنى، حيث استقدموا اثاثا منزليا واسرّة، عدا عن تجهيزه بمطبخ وسائر أساليب الراحة والاسترخاء كملعب فوتبول ومكان لممارسة الرياضة لتأكيد انهم باقون في ساحة الاعتصام ولا تراجع حتى تحقيق مطالبهم، وذلك قبل ان ترفع القوى الأمنية الخيم بعد مفاوضات مع المحتجين ليعودوا قبل أيام الى الموقع نفسه ويعمدون مجددا الى اقفال الطريق.

إقرأ أيضاً: الرينغ ساحة للاعتصام مجددا!

ويشكل جسر الرينغ حلقة وصل بين المنطقة الغربية والشرقية لبيروت ولعل هذا ما يفسر تسميته، ويتوسط جسر الرينغ  جملة من التناقضات والتنوع  السكاني والمعماري من حيث الثقافة والطوائف، إذ يطل على عدة جوامع منها جامع محمد الأمين وعدة كنائس منها كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنور والياس النبي للأرمن الكاثوليك، ومنه أيضا يمكن الوصول الى الملاهي الليلية والمقاهي الراقية.

هذا والشكل الدائري للجسر جعل منه يربط بين مناطق مختلفة، فهو يشكل مدخلا للجميزة والأشرفية ووسط بيروت، ومن جهته الغربية يشكل المدخل الشرقي للقنطاري وشارع الحمرا ويتفرع منه مداخل الى الأحياء الشعبية كزقاق البلاط وخندق الغميق من الجهة الجنوبية للجسر.

تاريخ جسر الرينغ بين الماضي والحاضر

جسر فؤاد شهاب او ما يعرف حاليا بالرينغ بدأ العمل فيه عام 1969، في مرحلة كان يحتاج فيها لبنان الى وجه عمراني جديد، وقد شهد لبنان ورشة كبيرة لإقامة جسر فؤاد شهاب، التي انتهت في مطلع العام 1970 وتم تسميته على اسم  رئيس الجمهورية الراحل وقال اثناءها الفنيون ان الجسر سيكون من اجمل جسور العالم، وكان تشييده من ضمن مخطط انمائي كبير شمل كافة المناطق.  وبعد الحرب الأهلية في 1975 نال الجسر نصيبه من الحرب وتم اعادة اعماره مع انتهائها عام 1990.

وتاريخيا كان الرينغ محور من محاور القتال عند الاشتباكات خلال الحرب الأهلية 1975، الا ان اليوم في انتفاضة 17 تشرين الأول تحوّل الى حلقة جامعة، ورمزيته تمثلت انه جمع بين المتظاهرين المسلمين والمسيحيين، الذين أكدوا اليوم ان الحرب الأهلية انتهت فعلا، لا سيما وان هذا الجسر لطالما كان خط التماس بين ما كان يمسى بيروت الشرقية والغربية، لتتبدل مشاهد الحرب المؤلمة من جثث المحروقة على الجسر أو القاطع ليصبح اليوم ساحة جامعة.

معيار للحراك الشعبي

وعلى الرغم من التنوع عند جسر الرينغ في انتفاضة تشرين الا انه استهدف عدة مرات من قبل أنصار “حزب الله” و”حركة أمل” الذين احتجوا على قطع الطريق وقاموا بالاعتداء على المحتجين بالضرب مرات عدّة واتهامهم انهم مسيسيون ومدفوعون من قبل السفارات، وعلى الرغم من ذلك كان يعودون الى نقطة تمركزهم.

هذا وشكلت ساحة الاعتصام في الرينغ معيارا للحراك الشعبي، حيث أظهر المحتجون الإصرار والعزيمة بمتابعة تحركهم وعدم المهادنة عبر اصرارهم اليوم، على قطع الطريق وافتراش الأرض عند أية محاولة لفتح الطريق من قبل القوى الأمنية.

فيديو لجسر الرينغ سنة ١٩٩٠ بعد انتهاء الحرب الأهلية

السابق
«غرافيتي» ثورة لبنان ينتفض.. حين تصرخ الجدران بصوت الشعب
التالي
انتصار جديد للانتفاضة الشعبية: «طارت الجلسة بوعي الشارع»!