عندما تقف الطائفة السنية خلف «الكاميرا الخفية»!

قطع طريق
لا شك ان الطائفة السنية ليست في أفضل أيامها. الشعور بالقوة الذي استمده أبناؤها من الثورة، بعد تسلل "الإحباط السني" بقوة بين صفوفهم بفعل إستبداد طائفة على طائفة، جعلهم ينتشون إلى درجة أنهم لم يحتسبوا خط الرجعة، فأضاعوا "البوصلة" السياسية والمذهبية، والتبس عليهم الخصم فأصابوا منه مقتلاً سياسياً.

قبل أسبوعين “هاجت وماجت” المناطق بمعظمها، على إختلاف مشاربها وأطرافها السياسية والمذهبية، ودخلت في حال ثوران و غليان وغلو مشهودة على رموزها، تصرخ بصوت واحد “كلن يعني كلن” واستطرادا او فلان واحد منهم او العكس.

غير ان جزءا كبيرا من الطائفة السنية يبدو ان “مسها مس”، فإختلط عليها الأمر.. وسقطت في “لحظة تخل” وعدوى شعبية مستشرية، كل الدفاعات عن ما تبقى من تمسك بجلباب “سيدها و قائدها” سعد رفيق الحريري، وتحديدا في اامناطق التي تشكل الخزان السني له التيار المستقبل من جنوباً وبقاعأ وشمالاً.

اقرأ أيضاً: قبل الاستقالة.. رويترز تكشف تفاصيل اجتماع الحريري بمسؤول في حزب الله

مشهد سوريالي بإمتياز، يشبه إلى حد بعيد المقالب – الضروب المُحكمة الناجحة في برامج “الكاميرا الخفية”، التي يُخيل ان الطائفة تقف خلفها، وسرعان ما ينتهي “الضرب” وتتنفس الصعداء ويعلو التصفيق.. وإبتسم للكاميرا ! .. غير أن القصة طالت لتتماهى مع أحدى أشهر نكات الكاميرا الخفية، وهي ان سفاحاً إقتحم منزل “أحدهم” وذبح أفراد عائلته تباعاً تحت نظره، هم يسبحون بدمائهم و هو يكاد يغمى عليه من الضحك وهو يقول:” لن ينطلي علي الضرب.. أنتم الكاميرا الخفية!”.

“السُنة” نيام متى “ماتوا” إنتبهوا! سقط سعد الحريري.. “أسقط نفسه ليكسب نفسه”!، تنبهوا لهول ما أقترفته أياديهم، فعادوا النزول إلى الشارع لنصرة ” بي السنة” بعد أن خرج المارد السني من القمقم.. وانتفض.. غصت بهم الساحات مجددا ليعتذروا من “الحبيب ابن الشهيد” على طريقتهم.. وسعد ليس منهم، وانبروا للتبرير على قاعدة ” عذر أقبح من ذنب”: إسقاط حكومة الحريري لا تعني إسقاط سعد الحريري وهو ليس مكسر عصا. همهمات ومنمنمات خافتة مبهمة لا تلغي ان الطائفة مأزومة.. وتنسحب شيئاً فشيئاً من موقع تصوير الكاميرا الخفية.. المخفية! 

السابق
«الوفاء المقاومة» تتهم الحريري بهدر الوقت.. وتناشد «المركزي»
التالي
هكذا رد جعجع على اتهامه بتمويل الثورة