الغزو التركي: ازمة عضال من الهجران الامريكي – ترامب يفعل ذلك دون أن يرف له جفن

orly azoulay

نشرت صحيفة “يديعوت أحرانوت” مقالاً جاء فيه: “لا ينبغي لاحد أن يتفاجأ، لا من قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب قواته من شمال سوريا ولا من الاثار الهدامة لهذا القرار. فقد كان العنوان على الحائط من اللحظة التي بدأ فيها الرئيس الامريكي يلعب في الملعب السياسي، في ظل عدم فهم مطلق.

إقرأ أيضاً: «يديعوت» تحدد موقع تل أبيب من أي مواجهة بين أمريكا وإيران

فهذا هو ذات ترامب الذي قال ان الاتفاق النووي مع ايران هو اتفاق سيء، وعندها هجره دون بديل وبينما كان يوضح بانه اذا كانت اسرائيل تريد أن تهاجم ايران، فهذه مشكلتها، وهو انتهى مع مثل هذه الحروب. وهذا هو ذات ترامب الذي وعد بجلب “صفقة القرن” بين اسرائيل والفلسطينيين، الى جانب اتفاق نووي جديد، وفي الحالتين كان وعده كوعد كتب على الجليد.

والان جاء قراره اعطاء اردوغان المفاتيح لذبح الاكراد. عندما قالوا له ان هذا يتعارض مع المصلحة الامريكية من حيث هجران الحلفاء، قال انه يفهم اكثر من الجميع وان فهمه عظيم ولا مثيل له. وعليه، فقد قرر العمل بخلاف موقف اسرة الاستخبارات بل وبخلاف رأي معظم زملائه في الحزب الجمهوري. وعندما بدأ الهجوم التركي أمس، نشر البيت الابيض بيانا باسم الرئيس جاء فيه ان “الولايات المتحدة لا تؤيد الهجوم وأوضحت لتركيا بان مثل هذه الحملة هي فكرة سيئة”. ولاحقا كتب ايضا ان “تركيا تعهدت بحماية المدنيين والاقليات الدينية، بمن فيها المسيحية، وضمان الا تكون أزمة انسانية ونحن نتوقع منها ان تفي بهذا التعهد”. فمن لا يزال يتذكر وعده بتخريب الاقتصاد التركي، والذي أغلب الظن لم يكن مؤثرا جدا على اردوغان.

من ناحية ترامب، خطواته هي جزء من خطة في نهايتها لن يكون جنود امريكيون في الشرق الاوسط. “أنا اعارض التواجد الامريكي في الشرق الاوسط”، غرد أمس. “الولايات المتحدة ما كان ينبغي لها ابدا ان تكون في الشرق الاوسط”. في تغريدة اخرى اضاف: “الحروب الغبية واللانهائية تنتهي بالنسبة لنا”.

على اسرائيل أن تنظر الى كل هذا بتخوف. فقرار ترامب المتسرع، بخلاف موقف المؤسسة الامنية، هجر حلفائه الاكراد، مقلق: اليوم الاكراد، غدا نحن. فأمس قالوا في محيطه ان الاكراد قاتلوا الى جانب الامريكيين فقط لانهم تلقوا مبالغ هائلة من الاموال. مشوق ان نرى كم من الوقت سيمر الى أن يتبنى هذا النوع من الاقوال قسم كبير من مصوتيه، من رجال الحركات العنصرية واللاسامية، ممن يدعون أن اسرائيل تحتسي اموال دافع الضرائب الامريكية ولا حاجة لتبذير المليارات على حمايتها. فهل هجر اسرائيل ممكن؟ محظور استبعاد ذلك. فالحديث يدور عن زعيم عديم كل رؤيا تاريخية وعديم كل ذرة اخلاق.

في الولايات المتحدة فهموا منذ زمن ما فهمه العالم، ولا سيما الشرق الاوسط، الان: الاصدقاء والحلفاء لا يهمون ترامب، بقاءه السياسي فقط في الانتخابات 2020 هو ما يهمه. اذا ارادت قاعدته السياسية، فانه سينقطع تماما عن الشرق الاوسط دون ان يرف له جفن”.

السابق
العراق «معزول عن العالم».. ومنظمات حقوقية ترصد «الويلات»
التالي
صيد ثمين للمعلومات في صيدا.. اليكم التفاصيل