الإستهداف الحوثي لمنشأتين سعوديتين في «آرامكو» ينذر بإحتمالات عسكرية خطيرة

السعودية تفجير ارامكو
تطورات جديدة على الساحة السعودية - الإيرانية بعد استهداف "آرامكو" من قبل الحوثيين.

وضع استهدافَ الحوثيين بعشر طائرات مسيرة منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خْـِيـص شرق المملكة العربية السعودية،  التماس السعودي – الإيراني في الواجهة من جديد، وشرّع الأبواب على العديد من الاحتمالات، لاسيما وأنّ الضربة الحوثية  استهدفت هذه المرة منشأة سعودية حيوية، وهو شيء غريب ونادر”، لجهة الدقة في الإصابة رغم طول المسافة “أمر غير مألوف”.
التهديد الحوثي ومن خلفه إيران لإنتاج السعودية من النفط، ينقل الحرب الاقتصادية بين البلدين إلى واجهة أخرى، ألا  وهي المواجهة العسكرية المباشرة بين السعودية وإيران، لاسيما وأنّ ردود فعل عربية ودولية تدعو للرد الحاسم!

ونقلت شبكة (CNN) اليوم الأحد عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق في الهجوم الذي أسفر عن توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية قوله إن المعلومات الأولية تؤكد أن القصف نفذ بواسطة طائرات مسيرة لم تقلع من اليمن بل من العراق.

من جانبه، أشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على “تويتر” إلى غياب أي أدلة على أن الهجوم الذي استهدف المعملين في محافظة بقيق وهجرة خريص نفذ من اليمن.

وأكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن خبراء سعوديين وأميركيين يحققون في احتمال استخدام صواريخ كروز في الهجوم أطلقت من العراق أو إيران.

ونفى مكتب رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي اليوم الأحد، أن تكون الأراضي العراقية قد استخدمت لشن ضربات جوية ضد المنشآت النفطية السعودية.

وكانت أعلنت وزارة الداخلية السعودية، صباح يوم أمس السبت، السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة “أرامكو” في محافظة بقيق وهجرة خريص، مشيرة إلى أنّ الحريقين اندلعا نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار.

وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أنّه “عند الساعة الرابعة من صباح السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار -درون-“، معلناً السيطرة على الحريقين.

وتبنى الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع الهجوم على منشأتي أرامكو، وقال إن الهجوم نفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشرا ودقيقا، وجاء بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون ممن وصفهم بالشرفاء.

وأضاف أن بنك أهدافهم في السعودية يتسع يوما بعد يوم، وأن لا حل أمام الرياض إلا وقف “العداون والحصار”.

تراجع إنتاج النفط في أرامكو

استهداف المعملين انعكس سلباً على إنتاج النفط في السعودية، إذ أشارت وكالة “CNN”، إلى أنّ إ”عمليات إنتاج النفط في أرامكو  تنخفض في هذه المرحلة بمقدار 5 ملايين برميل يوميًا”، موضحة أنّ هذا الرقم انخفاضًا كبيرًا في القدرات.

ووفقًا للموقع الرسمي لأرامكو على الانترنت، فإن منشأة بقيق هي أكبر مصنع لتثبيت النفط الخام في العالم، وتحصل منشآت نفط بقيق على النفط الخام الحامض من معامل فصل الغاز عن النفط (GOSPs)، ثم تقوم بمعالجته إلى نفط خام، ثم تنقله إلى رأس تنورة والجبيل على الساحل الشرقي، وينبع على الساحل الغربي، وإلى بابكو ريجينيري في دبي.

إدانات عربية وغربية

الهجوم الحوثي على المعملين، قوبل بموجة إدانة عربية وغربية، أوّلها من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية التي استنكرت في بيان “الهجوم الإرهابي”، منددة بهذا العمل الذي  اعتبرته “دليلا جديدا على سعي الجماعات الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكّد البيان أنّ “أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديدا لمنظومة الأمن والاستقرار في الإمارات”.

وفي السياق ذاته، دانت وزارة الخارجية البحرينية واستنكرت بشدة “العمل الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو “، معنلة “دعمها فيما تتخذه المملكة من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها، وتأييدها فيما تقوم به من جهود كبيرة ودور محوري في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

كما عبرت دولة الكويت عن استنكارها الشديد للهجومين اللذين طالا المنشأتين،  وبدورها، دانت مصر الهجوم، مؤكدة تضامنها مع المملكة العربية السعودية، ودعمها الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة.
من جهته دان الأردن الهجوم، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية سفيان سلمان القضاة، الذي اعتبر أنه “عمل إرهابي”، فيما عبر المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن قلقه الشديد إزاء الهجمات، قائلاً “الهجمات تشكل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي وتعرض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للخطر”.

ونددت الولايات المتحدة الأميركي هي الأخرى بالهجوم الإرهابي الحوثي على لسان سفيرها لدى الرياض، جون أبي زيد، الذي قال في تغريدة  نشرها على الحساب الرسمي للسفارة الأميركية: “تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي نفذتها اليوم طائرات مسيرة على منشأتي نفط في محافظة بقيق وهجرة خريص”، مضيفاً “هذه الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية التي تعرض المدنيين للخطر تصرف غير مقبول، وستفضي عاجلا أم آجلا إلى فقدان أرواح بريئة”.
ودعا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام الحكومة الأميركية إلى دراسة توجيه ضربة عسكرية لمنشآت النفط الإيرانية ردًّا على الهجمات على مصافي النفط السعودية.

كما نددت بريطانيا بالهجوم، وقالت إن على جماعة الحوثي وقف استهداف البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة.

قيادة التحالف: التحقيقات جارية

هذا وأكدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن يوم أمس السبت، أن التحقيقات جارية بشأن الهجوم على معملي شركة أرامكو، وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أنه وبالإشارة لبيان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بشأن الهجوم الإرهابي وبناءً على التحقيقات الأولية المشتركة مع الجهات ذات العلاقة والمبنية على الدلائل والمؤشرات العملياتية والأدلة المادية بموقعي الهجوم، فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد أن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية.

وشدد على “استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف باتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه التهديدات الإرهابية للحفاظ على المقدرات الوطنية، وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي”.

إقرأ أيضاً: ارتفاع 10 % بأسعار النفط بعد الهجوم على السعودية

السابق
تطوّر«إيجابي» في قضية اللبناني المختطف حسن جابر
التالي
صورة لحسن جابر بعد الإفراج عنه