«حرب الفيديوهات» تندلع بين «حزب الله» وإسرائيل.. هذه أسرارها

افيفم
من حرب عسكرية، إلى حرب إعلامية، هكذا انتقلت المناوشات بين حزب الله واسرائيل من ميدان الصواريخ والرصاص إلى ميدان السوشيل ميديا والتصوير. فيديو وفيديو مضاد، رواية ورواية مضادة، إعلام يؤكد وإعلام يناقض.. وكل ذلك في سبيل إثبات التفوق "الإعلامي" في ظلّ غياب المواجهة العسكرية الحقيقية.

استبق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطابه يوم أمس، بفيديو نشرته قناة “المنار” يوثق عملية استهداف الآلية العسكرية الإسرائيلية عند المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل.
هذا الفيديو الذي جاء ردّاً، على ما عممه العدو الإسرائيلي حول عدم وجود إصابات في صفوفه وكأنّه يقول “أوقعنا الحزب في الفخ”، إذ نشر الإعلام الإسرائيلي فيديو لطائرة مروحية محملة بجنود إسرائيليين مصابين بعد الهجوم.
ليتضح لاحقاً أنّ لا جرحى، وأنّ لقطات نقل الجرحى عبر الطائرات المروحية والسيارات إلى المستشفى، ليست إلا مشاهد تمثيلية.

“المنار” تدحض الرواية الإسرائيلية

إلى ذلك أظهر فيديو “المنار” المنطقة الحدودية وآلية عسكرية تتحرك على طريق قرب مستوطنة أفيفيم، ووثق الفيديو الذي تداوله الإعلام اللبناني بشكل واسع لحظة إطلاق الصاروخ الذي أدّى إلى تفجير الآلية الإسرائيلية، ليتم بعد ذلك بثوان قليلة إطلاق صاروخ ثان للتأكد من تدمير المدرعة.

اقرأ أيضاً: معركة «اليوم الواحد» تنتهي.. وهذا ما أراده «حزب الله» وإسرائيل

ويسمع في الفيديو صوت المعلّق وهو يقول “ينطلق الصاروخ الأول من طراز كورنيت نحو الهدف ومن نقطة رماية أخرى صاروخ ثان لتأكيد تدمير الهدف”، موضحاً أنّ الهدف كان يبعد كيلومترا ونصف الكيلومتر عن خط الحدود وأربعة كيلومترات عن نقطة الرماية الأولى.

ما نشره “حزب الله”، ودحض الرواية الإسرائيلية، دفع الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي للرد، مغرداً عبر حسابه الخاص على موقع “تويتر” “هذا التوثيق والذي أعد كمحاولة لرفع معنويات عناصر حزب الله بعد أن فشلوا بتحقيق هدفهم وقتل جنود من جيش الدفاع، يرفع إشارة تحذير لخطر معروف لكنه أصبح علنًا وهو ضرب الاستقرار اللبناني. أطلعنا حزب الله بتوثيق أراد منه أن يظهر نجاح ما أسماه رده وإذا به يوقع نفسه – إما جهلا وإما عمدا – كتحدٍ لسيادة الدولة اللبنانية التي يستبيحها”.
واعتبر أدرعي أنّ “ما بثهُ حزب إيران يظهر تباهيه وافتخاره بخرق القرار الدولي 1701 الذي يحظر عليه استخدام أو حيازة سلاح في الجنوب اللبناني”.

الإعلام الاسرائيلي يعترف

في المقابل أقرت مصادر إسرائيلية بأن المركبة المستهدفة كانت متحركة وعلى متنها جنود، ولم تكن مركونة وخالية، كما قيل سابقا، إذ أكّد المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هاريل، إلى أنّ المدرعة التي شوهدت في الفيديو، لم تكن فارغة كما قيل سابقاً بل حملت على متنها خمسة جنود لحظة تعرضها لهجوم بـ”قذيفتين على الأقل”.
وأشارت صحيفة “هآرتس”، في تقريرها إلى أنّ ” الصاروخ الأول حاد عن الهدف قليلا، والمركبة اندفعت بسرعة إلى الأمام، الأمر الذي مكّن الجنود الخمسة الموجودون بداخلها من الهروب من الصاروخ الثاني”.
وأوضح التقرير، أن مركبة “زئيف” غير قادرة على تحمل ضربة مباشرة بصاروخ “كورنيت”، مشددا على أن عدم سقوط جرحى وقتلى في الهجوم “كان بشكل أساسي نتيجة حسن الحظ لا تكتيكات ذكية”.
في السياق نفسه رأى ريتشارد سبنشر في تقرير نشرته صحيفة “التايمز” أنّ إسرائيل أظهرت ضحايا مزيفين من أجل وقف هجوم حزب الله، وذكرت الصحيفة أن السلطات الإسرائيلية نشرت شريط فيديو مزيفا يظهر جنودا إسرائيليين مصابين لإقناع الحزب بأن هجومه على عربة عسكرية حقق أهدافه.
وأوضحت الصحيفة أن الشريط المزيف كان ضمن حملة تضليل إعلامي يهدف إلى التهوين من الخسائر الإسرائيلية، وبالتالي تجنيبها الحاجة إلى رد عسكري واسع على هجوم حزب الله.

نصرالله: ليس هناك خطوط حمراء
من جهته، واكب نصرالله في كلمته أمس كل هذه التطورات، مشدداً على أنّ المقاومة ثبتت المعادلة، وليس هناك خطوط حمراء وأنّه “إذا اعتدى الصهاينة فإن كل حدودهم وجنودهم على الحدود وفي العمق وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والرد قطعاً”.
وأوضح نصرالله أنّ “لمقاومة ضربت العدو في عمق معين وعلى الرغم من كل الاهداف الوهمية من دبابات واليات إلا أنّها ضربت هدفاً محدداً واصابته بكل تأكيد”، لافتاً إلى أنّ “المقاومة صبرت وتابعت معلوماتياً وعلى كل صعيد”، وأنّ “ما حصل يعبر عن شجاعة ودقة ومسؤولية”.

اقرأ أيضاً: «إسرائيل – حزب الله» على الطريقة اللبنانية: لا غالب ولا مغلوب

حرب الفيديوهات: استقواء نفسي لا عسكري
مع تحوّل الحرب بين اسرائيل وحزب الله إلا حرب بـ”الفيديوهات”، أكّد مصدر متابع لـ”جنوبية”، أنّ “حرب الفيديوهات قد تكون بشكل من الأشكال محاولة تعويض عن المواجهة العسكرية وتظهير أنّ أيّ طرف حقق الهدف المنشود.الحزب من خلال القول أنّه اسقط جرحى، وسرائيل من خلال القول أنّ الصاروخ وإن أصاب الناقلة إلا أنّه لم يصب جنودها”.

وأشار المصدر إلى أنّ “هناك غاية اساسية بمحاولات الانتقال من البطولات العسكرية والحرب إلى لعبة الاستثمار الداخلي ولعبة المعنويات التي يستثمرها الطرف الاسرائيلي في الداخل الاسرائيلي وحزب الله في الداخل اللبناني وخصوصاً لدى بيئته الخاصة”، لافتاً إلى أنّ أحد الوجوه الأساسية لهذا التسابق هو التعويض عن الحرب، وأنّ كل من الطرفين يهدف من هذه الفيديوهات إلى القول بتفوقه في عملية الرد.

السابق
أبو فاعور يكشف عن مقترحات جنبلاط في حوار بعبدا…
التالي
«رياح» خطة النفايات لا تجري بما تشتهيه سفن «البيئة»