ما الذي يخفيه حزب الله في رواية «غارة الدرونز» على الضاحية؟!

نوع طائرة الدرونز المراقبة التي تقول الروايات أنها أسقطت بحجر، يمكن ان تسقط لوحدها أيضا بسبب عطل، المشكلة ليست هنا، المشكلة ان الطيارة مداها قصير جدا ولا يمكن التحكم بها عن ابعد من كيلومتر واحد أو ثلاثة كحد أقصى، فأين بقية الرواية؟

طائرة الدرونز الجانية في الضاحية وهي الطائرة رقم (1) المزودة بالكاميرات والتي قدمت لتستطلع الهدف في شارع معوض بالضاحية الجنوبية فجر أمس الأحد فأسقطت حسب الرواية الرسمية أو تعطلت فسقطت، هي طائرة بسيطة مخصصة للتصوير البعيد والدقيق من مسافة أقصاها 3 كلم للتحكم و بمدة طيران لا تتجاوز نصف الساعة فقط، أي أن الطائرة من المستحيل أن تكون قد أتت من الأراضي المحتلة، والترجيحات هي تسييرها من قبل أحد العملاء في المنطقة المستهدفة، أو في بيروت كحد أقصى، أو من احد القوارب المدنية السياحية أو الرياضية في البحر في حال كان هذا العميل مدرّب وشديد الاحتراف.

غير ان المفاجىء هو محاولة طمس هذه الحقيقة في البيانات الرسمية التي اصدرها كل من الجيش اللبناني وحزب الله وتحديدا في خطاب السيد حسن نصرالله أمس، الذي لم يأتِ على ذكر هذه الحقيقة بالذات، رغم انه استغرق في التفاصيل، فاكتفى بالقول ان اسرائيل من ارسلها دون البحث في كيفية تسيير هذا الدرون القصير المدى جدا!

اذن فالمؤكّد هو ان جيش العدو لم يطلق درونز المراقبة مباشرة من الاراضي المحتلة الى شارع معوض في ضاحية بيروت، وعلى الارجح لم يطلق أيضا الدرونز الثانية العسكرية التي انفجرت، أي ان من كان يتحكم بالدرونز لم يكن اسرائيليا بل كان على الأرجح عميلا لبنانيا، أو أجنبيا يقيم في لبنان، والأغلب ان العميل يمكن ان يكون مقيما في المنطقة المستهدفة بالذات في الضاحية، وهو الرأي الذي يرجحه الخبراء.

وللتذكير فان عمليات اغتيال عدة لكوادر أمنية وعسكرية في حزب الله جرت في الضاحية الجنوبية، ونفذها العدو الاسرائيلي بسهولة، لم ينجح بعدها الحزب في كشف العملاء الذين ساهموا في الرصد والاغتيال، واهم هذه العمليات هي اغتيال القائد في المقاومة “حسان اللقيس” في منطقة السان تيريز الصفير في الضاحية عام 2013 ، وهو كان المسؤول عن تطوير الأسلحة والبنى التكنولوجية في حزب الله.

لذلك فان السؤال هو: لماذا تعمد حزب الله اخفاء حقيقة وجود “عميل” لبناني او غير لبناني أو ربما من داخل صفوف حزب الله، قام بتسيير الدرونز الاسرائيلية فجر أمس الأحد الى ضاحية بيروت، هل السبب هو عدم كشف نقاط ضعف الحزب أمام الاعلام والحفاظ على الهيبة؟ أم الاسباب هي أمنية بحتة كي يشعر العميل بالاطمئنان بينما تجري عمليات مراقبة وبحث مكثفة عنه في الدوائر الضيقة في حزب الله أو في البيئة الحاضنة التي تمكن من خرقها؟

السابق
تحركات مدرعة لجيش العدو في محيط موقع السماقة المواجه لبلدة كفرشوبا
التالي
منظمة العمل الشيوعي تدين العدوان الاسرائيلي على لبنان