ما أبعاد اسقاط حزب الله لطائرتي استطلاع إسرائيلية فوق الضاحية؟

أعلن مصدر في حزب الله إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة فوق الضاحية الجنوبية في بيروت فجر اليوم (الاحد) والحق النبأ كما نقلته وسائل إعلامية منها محطة “العربية” بنبأ إسقاط طائرة استطلاع ثانية في الضاحية الجنوبية.

ويأتي هذا الحدث بعد ساعات قليلة على قيام غارات جوية إسرائيلية على مناطق في جنوب دمشق، استهدفت مواقع ايرانية وأخرى الميليشيات شيعية بحسب البيان العاجل الذي صدر عن الجيش الاسرائيلي. والربط بين الحدثين ينطلق من أن الطائرات الإسرائيلية المسيّرة والتجسسية لم تغادر السماء اللبنانية منذ سنوات، وهي تقوم باستطلاع دائم فوق مناطق لبنان، لاسيما الجنوب والبقاع وجبل لبنان والضاحية الجنوبية، وبالتالي يأتي توقيت إسقاطها من قبل حزب الله، كرد على عملية استهداف مواقع في جنوب دمشق، والتي تبنتها إسرائيل مباشرة وعلى غير المألوف في مئات الضربات الصاروخية التي قامت بها إسرائيل في سوريا، والتي لم تكن تتبناها بهذه السرعة التي جرت قبل منتصف ليل السبت الأحد. وعلى لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

الرد من لبنان، يبقى محدودا حتى الآن ، فحزب الله ومن خلفه ايران يوجه رسالة لإسرائيل بأن تتوقع أن يكون لبنان منطلقا لعمليات تستهدف الأراضي المحتلة، وفي نفس الوقت يعكس رد حزب الله، حذره من اي تطور دراماتيكي للعمليات العسكرية، لذا كان رده محدودا، إذ لم يسقط قتلى اسرائيليون، ولا استهدف مواقع اسرائيلية، إنما طائرة استطلاع تقوم بعمليات غير مشروعة في القانون الدولي، وبالتالي من الصعب على إسرائيل أن تقوم بعمل عسكري ردا على إسقاط الطائرتين الاستطلاعيتين، طالما أن لا ضحايا ولا استهداف العمق الإسرائيلي أو الحدود.

يبقى أن عملية الإغارة على جنوب دمشق ليل امس من قبل اسرائيل، وبحسب البيانات الإسرائيلية التي أكدت وقوع خسائر كبيرة للقوات الايرانية والميليشيات التابعة المتواجدة في مطار المزة ومحيطه وفي عقربة، هذه العملية هي ما دفع حزب الله الى تنفيذ عملية إسقاط الطائرتين في الضاحية، ما يعني أن ثمة إيذاء إسرائيلي أدى إلى هذا الرد غير المسبوق من حزب الله في لبنان، لا سيما أن إسرائيل قامت بضربات في سورية من دون أن يقوم حزب الله برد من لبنان.

الخلاصة، أن العملية تحمل من قبل حزب الله رسائل تحذير من دون الرغبة في التصعيد، وإسقاط الطائرة يحمل رسالة معنوية لجمهور الحزب الذي لا يجد إجابة مقنعة على عدم رد حزب الله على عشرات العمليات أن لم تكن المئات التي استهدفته من قبل إسرائيل في الأراضي السورية. وفي نفس الوقت هذه العملية إعلان استعداد واختبار يمكن أن يمهد لأي تطور عسكري مقبل سواء من قبل إسرائيل أو حزب الله ومن خلفه ايران، ولكن هذه المرة من لبنان.

السابق
انفجار غامض في الضاحية واخبار غير مؤكدة عن إسقاط طائرة استطلاع اسرائيلية
التالي
فواز فواز في قبضة الأمن السوري