السينما العربية: مصر في المقدمة ولبنان يتقدّم ولا أفق في سوريا

تتقدم السينما الفنون جميعها من حيث سعة الانتشار والارباح التي تجنيها، فقد صنفت حسب اليونيسكو بالفن السابع ومنها ارتسمت وتخطت فنونا بصرية عديدة. وحتى لو نافستها اليوم مسلسلات الشاشة الفضيّة، إلا ان الرواد ما زالوا يفضلون التوجّه لصالة السينما وشراء الفوشار ولغرق في عالم الشاشة الذهبية. فماذا عن الإنتاجات العربية لصيف 2019؟!

ارتبطت السينما عربياً بالمواسم وهو تقليد متبع عالمياً حمل النكهة العربية بتعلقه بأعياد العرب وخاصة الإسلامية والمسيحية منها فجاءت المواسم مقسمة بين عيدي الفطر والأضحى وعيد رأس السنة الميلادية مع موسم أدرج أخيراً في السنوات الماضية وهو موسم منتصف العام والذي يرتبط بالعطلة المدرسية التي تأتي في منتصف العام الدراسي أي بين شهري كانون الثاني وشباط كل عام، في حين يتغير موسمي الأضحى والفطر تدريجياً بسبب الفرق بين التقويمين الهجري والميلادي.

أما عام 2019 فيشهد ازدهاراً للسينما المصرية تمثل بفيلمين ضخمين عُرضا في عيد الفطر الماضي، هما الفيلم الحربي “الممر”  الذي يتحدث عن حرب الاستنزاف التي قادتها فرقة الصاعقة في الجيش المصري بعد احتلال اسرائيل لسيناء في حرب 1967،  ورصدت للفيلم ميزانية ضخمة جداً كما ضمّ مجموعة من النجوم مثل أحمد عز وإياد نصار ومحمد فراج.

أما الفيلم الثاني فكان “كازبلانكا” للفنان أحمد كرارة والذي اكتسب جماهيرية واسعة بعد عرض مسلسل “كلبش” على مدى ثلاثة مواسم متتالية.

 كرارة اجتمع مع غادة عادل في البطولة في فيلم تملأ أحداثه التشويق والمطاردات وحقق أرقام عالية من المشاهدة خلال موسم عيد الفطر، على عكس فيلم “حملة فرعون” للفنان عمرو سعد والذي رغم تصوير جزء كبير منه في لبنان والاستعانة بفنانين عالميين لكنه لم يحقق أي أثر يذكر لدى الجمهور.

لكن المفاجأة كانت مع عيد الفطر في تقديم جزءين لفلمين ناجحين هما “ولاد رزق” و “الفيل الأزرق” والفيلمان يتصدران نسب المتابعة ولا سيما “الفيل الأزرق” عن رواية تحمل ذات الاسم للكاتب أحمد مراد مع فنانين كثر في البطولة مثل كريم عبد العزيز وهند صبري ونيللي كريم وخالد الصاوي، أما “ولاد رزق” فيجمع نجوم شباب مثل أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوي للمرة الثانية مع المخرج طارق العريان. وتأتي حصة الكوميديا مع عودة الفنان أحمد حلمي عبر فيلم “خيال مآتة” بعد عدة مواسم على الغياب وإلى جواره الفنانة منة شلبي.

الكثافة المصرية يقابلها شح في الأفلام اللبنانية، التي غابت عن عيد الفطر على عكس بداية العام، فحضرت في عيد الأضحى بفيلم كوميدي خفيف عنوانه “بلا هيبة” من بطولة عباس جعفر وستيفاني عطالله، في حين تتجاوز المنافسة نمطها الاعتيادي بحجز المخرجين مقاعد مبكرة لهم في العرض حتى لو خارج سياق المواسم فيطلق فيلم “بالصدفة” للنجمة كارول سماحة والفنان بديع أبوشقرا في 26 أيلول القادم ويليه فيلم “يتربوا بعزكن” لباميلا الكيك وغابرييل يمين في 10 تشرين الأول.

سوريا تشكل ساحة الإنتاج الأضعف فلم يشهد الصيف سوى إطلاق فيلم وحيد هو “الاعتراف” للمخرج باسل الخطيب والذي صوّر قبل أكثر من عام ويجمع كلاً من غسان مسعود ومحمود نصر وديمة قندلفت وكندة حنا في بطولته، في حين يستعد المخرج نجدت أنزور لإطلاق فيلمه المسيس الجديد “نخل الدم” عن اقتحام تنظيم داعش لمدينة تدمر الأثرية.

فهل تستمر السينما العربية على حالها من المراوحة خلال العام القادم؟ وهل سوف تؤثر مسلسلات المواسم التلفزيونية القويّة على قدرة السينما في الصمود؟!

السابق
أغنى أسرة في العالم تجني 70 ألف دولار في الدقيقة
التالي
لماذا يتجاهل الإعلام القطري جريمة القتل التي أمر بها شقيق أمير قطر؟