لا يهم أن يظهر الرئيس إلى جنبها، فهو مشغول بقضايا البلد الشائكة هذا وإن صرّح له الظهور إعلامياً، لكن ستستلم زمام المبادرة زوجته كوجه يمكن ان يكسب التعاطف دولياً لإعادة تموضع النظام السوري في محاولة لتمويه صورة إجرامه عبر شغل العالم بقضية تغلب زوجة الرئيس على مرض السرطان بعد رحلة كفاح.
على مدى أربعين دقيقة جلست أسماء الأسد قبالة إعلامية سورية تغلبت على السرطان أيضاً لتجيب على أسئلة المذيعة دون أي فاصل زمني أو تفكير بالإجابة، وكأن الاسئلة والاجابات معدة سلفا.
اقرأ أيضاً: نجدت أنزور ومحاولات بائسة لإخراج النظام من عزلته!
أسماء تحاضر مثل زوجها، تفنّد الأفكار وتضع لها تبويبا وتحاول صناعة من أي إجابة قيمة وعنوانا عريضا تبحث من خلاله عن ارتباطه بالواقع السوري.
ولكن، أين كانت أسماء الأسد غائبة كل هذه السنين. رغم أنها أشرفت على إطلاق ما سمي بالأمانة السورية للتنمية منذ أكثر من عشر سنوات، ودعمها لمشاريع اجتماعية تخص شرائح مختلفة من الشعب إلا أن القطيعة حدثت مع أسماء ولا سيما من صديقاتها زوجات رؤساء عرب، فانعزلت ودخلت عزلة إعلامية لا تخرج منها إلا في صور ولقاءات مع الجرحى والطلاب وأهالي الضحايا من العسكريين. فكرّست لدى الجمهور صورة الزوجة المتابعة لزوجها والمرافقة له.
وبعد انكفاء دور بشار الإعلامي وتغييبه عن الخطابات المباشرة وضعف حضوره التلفزيوني أمام أحداث بارزة يحركها الروس والإيرانيون في سوريا كزيارة بوتين لقاعدة حميميم أو زيارة قاسم سليماني لجبهات القتال في الداخل، ظهرت أسماء الأسد لتروي بصوت ذي نبرة واحدة طيلة الحوار قصتها مع المرض بأسلوب عام لم تدخل فيه بالشخصنة بل حاولت عكس نموذج عائلتها كأي عائلة سورية يعتري أحد أفرادها مرض، ولكن بطريقة ساذجة حيث تحدثت عن المهجرّين والمفقودين وكأن لا علاقة لزوجها بكل ما يحدث، كما حاولت تبسيط أجواء الحوار كي تبدو كأي امرأة عادية تجري حوار تلفزيوني دون أي مظاهر سلطة، تجلسبثياب بسيطة ومن المفترض أن يقتنع الجمهور بمرور سيارات قرب مكان التصوير، ولكن النقطة الأكثر إدهاشاَ هو طريقة خطاب المذيعة لأسماء الأسد حيث غابت كل ألقاب السيادة في الحوار وتوجهت الأسئلة بكلمة “أنتِ” وكأنه حديث بين صديقيتن وليس بين إعلامية غائبة من سنوات وزوجة رئيس الجمهورية.
اقرأ أيضاً: «رنا» السورية .. من لاجئة الى ناشطة إجتماعية
وأوضحت أسماء الاسد أنها فضلّت الظهور عبر التلفزيون السوري وليس سواه وكأنّ القنوات العالمية تلهث لمقابلتها وهي رفضت، ولكنّ أسماء تعرف كيف تسّوق لنفسها خاصة حين استقدمت شركة علاقات عامة بريطانية للترويج لحملة الأسد الانتخابية عام 2014، فهل بدت رواية أسماء مقنعة هذه المرة، أم بدت مصطنعة لدرجة حجب تعاطف الجمهور معها؟!