نوّاف الموسويّ يصعّد.. لكن ضد من؟

النائب عن حزب الله نواف الموسوي صعّد سابقا ضد حزب الكتائب في مجلس النواب بلهجة صلفة، فإتخذ قرار اسكاته لمدة طويلة. واليوم وللضرورة احكام، أوعز إليه رئيس كتلته بأن أخرج شاهرا سيف اعتراضاتنا التي قد تغضب الرئيس نبيه بري، ومن حوله، فيلقى عليه هو نفسه من جديد سيف الحُرُم مجددا كما المرة الأولى.

النائب نواف الموسوي مثقف، مهتم بالفلسفة، ومترجم لكتب صوفية، فما الذي دهاه لأن يدخل مدخل النيابة وزفرتها. خاصة ان المثقف أيّ مثقف يعيش حالة فوقية نتيجة الـ”Le transcendant” الخاص به. مقابل هذا كله يقف أناسُ وفرقُ شغلها الشاغل فقط هو سحب المشاريع وتنفيذها ونهب ما أمكن من تكاليفها من مالية السلطة وباسم الشعب اللبناني، كما هي صيغة الحكم في لبنان حيث انهم يحكموننا “باسم الشعب اللبناني”. ولن أردد المثل المتعلق بهذا الموقف.

من هنا، وان كان قد دخل الموسوي مدخل السياسة الوسخ، وبلّ يده بحزب الكتائب الا انه في قرارة نفسه لا يكره الكتائبيين، وهو بترّفعه الداخلي قد يجن للحظة لا واعية انتقاما من ايمانه أنه تنازل ودخل مدخل السياسة القذر.

أمس عقد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب لاعلان غضبه تجاه التأخر في اعادة  ترميم ما اتلفته العاصفة على أوتوستراد الجنوب.

اقرأ أيضاً: إلى محمود قماطي: هل تذكر هاشم السلمان؟

فذكر بعض العبارات الملفتة للنبهاء من الجنوبيين، غير المعميّ على ابصارهم، والذين يتحملون مسؤولية كبيرة جرّاء سكوتهم لمدة 6 أشهر. هذا الزمن الذي مرّ بسرعة كبيرة بحيث ان فصل الشتاء اصبح على بُعد 3 أشهر على أبعد تقدير.فنراه يُبدي استغرابه على صبر المواطنين! فهل تعتقد يا سعادة النائب “الغصب عنه” كما في رواية malade malgre lui ان المواطن الجنوبي قد يفكّر بالتظاهر والاعتصام للمطالبة بحقوقه، وهو الذي يسير وفق مقولة “علّمنا لكم كامل”على حد قول كامل الأسعد يوما، بمعنى ان هذا الشعب الجنوبي قد اوكل التفكير الى زعمائه، الذين ردوا له الجميل، فقالوا له “لا تفكر نحن منفكر عنك” و”لا تحكي نحن منحكي عنك، لكن بعد 6 اشهر”.

وعندما وصل النائب الفنان التشكيلي والمثقف الى النقطة التي يجب ان يُسميها ويفضحها في مؤتمره الصحفي أي الجهة المسؤولة عن سرقة أموال اتوستراد الجنوب فإنه لم ينطق بالكلمة الذهبية، لان هذه الشركة المتعهدة أي “الاتحاد” معروفة الهوية والملكية وباتت بحكم الميتة لأن مهمتها انتهت مع انتهاء الاعمال على الأتوستراد، فصمت و”إلى الأبد” عن الكلام المباح!

هذه الطريق التي لم يمر عليها وقت طويل حتى انفضحت فيها عملية السرقات فيها لان الهندسة والبناء لم يكونا حقيقيين، بل ان هذه الطريق لم يتم تأهليها منذ تأسيسها، اضافة إلى أن العتمة لا تغادرها، رغم ان نوابنا ووزرائنا الكرام يمرون عبرها سعيا وراء الاحتفالات والعزءات والافراح إسبوعيّا.

ادان النائب الكريم الاهمال لهذه الطريق، لماذا؟ لأنها بالنسبة له فقط هي “طريق الجنوب” و”طريق المقاومة واللبنانيين جميعا”.

هذا الكلام يزيد الطين بلة، بمعنى انه لا يمكن ان نفكر بالانماء إلا من ناحية سياسية؟ فربما اعتقد خلال المؤتمر الصحفي أنه أمام حشد إنتخابي.

 وشدد على مسؤولية “السلطة الإجرائية” محاولا رفع المسؤولية عن مكتب العمل الوزاري والنيابي لدى كل من طرفي الثنائية في الجنوب.

اقرأ أيضاً: صَدَقَ نَوّاف الموسوي! ولكن!

وهدد بالقول كسلاح أخير بوجه المتعهد فقال “سوف نذهب إلى خطوات تصعيدية”. فما هي هذه الخطوات التصعيدية يا نائبنا؟ وقد صمتت لمدة 6 أشهر، هذا الأتوستراد الذي بدأت الصدوع تظهر فيه بعد 3 سنوات من إنشائه، وقد قتل بسبب الفساد الذي رافق إنشائه والسرقات عدد كبير من ابناء الجنوب.

وأخيرا، وليجد سعادته من يصبّ جام غضبه عليه، فهدد النائب المثقف مجلس الإنماء والإعمار، لأنه لا يمكن له ان يُسميّ مؤسسة ثانية شبيهة او مثيلة او الشركة المتعهدة التي تعود ملكيتها لإحدى بنات الطائفة الكريمة خوفا من تصدّع “جدران الثنائية” أو أية وزارة حليفة له ولحزبه.

السابق
«الضيف» في منارات تونس و«الحبل السري» يصل إلى بيروت
التالي
في مخيّم عين الحلوة: قيمة اشتراك الكهرباء 20% أغلى من مدينة صيدا!