لقاء سيدة الجبل: نضالنا ضدّ الوصايات والاحتلالات الصهيونية او الفارسية

لقاء سيدة الجبل
"لقاء سيدة الجبل" هو لقاء يجمع تحت جناحه مجموعة لم تيأس من النضال السياسي الاستقلالي، وهو يطل من جديد طارحا في بيانه عددا من النقاط التي إرتات "جنوبية" أن تناقشها مع عضو اللقاء الاستاذ حسين عطايا.

اعتبر عضو اللقاء حسين عطايا أن سلاح حزب الله منذ العام 2008 بات سلاح ميليشيات. وأن رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل انقض على ورقة التفاهم مع القوات البنانية لأنه يسعى الى كرسي الرئاسة. كما لفت إلى أن أميركا وإسرائيل وروسيا يتباحثون اليوم حول طرق إبعاد إيران عن سوريا.

وفي سؤال يقول: هل تمثلّون، كأعضاء جهات معينة أم أنفسكم؟ وفي حال كنت تمثلون أنفسكم، فأنتم هنا أقلية، فيبدو اللقاء كصوت في البريّة. ما هو تعليقك؟

اعتبر عطايا أن “اللقاء عبارة عن مجموعة أشخاص يمثلوّن جمعيات ولقاءات وتجمعات وجمعيات من كل المناطق، ومن كل الاطياف اللبنانية، يجمعنا هدف واحد هو السعي لبناء بلد عربي ديموقراطي مستقل بعيدا عن الوصايات او الاحتلالات الصهيونية او الفارسية، وضد السلاح غيرالشرعي المتمثل بسلاح المخيمات وسلاح حزب الله“.

“ثانيا، صحيح نحن أقلية، وعادة كل مجموعة تبدأ قليلة ومن ثم تكبر، ورهاننا على شعبنا الذي لم يستكن ولم يصل لمرحلة الخضوع او المساومة على حقوقه، ولم يخضع. نعم نحن أقلية لكننا نمثّل رأي شريحة من الشعب اللبناني، ونحاول بناء رأي عام، وزيادة نسبة الوعي بين الناس ضد السلطة الحاكمة الفاسدة التي أوصلتنا الى هذا الوضع من خلال فسادها المستشري، وأبرز دليل على ذلك انها تقوم بتسويات أوصلتها الى رئاسة الجمهورية والى ما نحن عليه اليوم.

اقرأ أيضاً: عشنا وشفنا.. من سيرة العهد القوي

وردا على السؤال التالي”لبنان عانى منذ الحرب الأهلية مما سميّ حلف الأقليات، لكن هذا الحلف كان تبرير الأقلية المسيحية للدفاع عن نفسها بوجه النظام السوري والدول الداعمة للقضية الفلسطينية والقوى الوطنية؟ فلماذا تعابون اليوم على حلف الأقليات أي الشيعة والمسيحيين بوجه العالم السني الكبير؟

اعتبر عطايا أنه “أولا، موضوع حلف الأقليات هو بدعة ليس لها حلّ خصوصا أننا كشعب عربي علينا ان نتعلم من التاريخ، وأن نأخذ منه موعظة، ولا نعيده، فمن يعيد صفه يعني انه فاشل، والشعب الذي يعيد تاريخه نفسه لن يكون شعب ناجح، ويكون فاشل. لذا سنكون شعب فاشل، وموضوع حلف الأقليات هي نظرية فاشلة جدا، ولا يمكننا في لبنان أن نتحالف ضمن محيط عربي كبير، أن نتحالف حلف أقليات في لبنان، وإلا ستصبح كل طائفة تلحق جماعتها وطائفتها، وبعدها سنصل إلى فيدرالية وتقسيم لبنان والبعض جربوا ذلك خلال حرب السنتين وخلال الحرب الأهلية، والذين عملوا ذلك كالقوات اللبنانية مع اسرائيل بوجه المحيط العربي وبوجه القوى الوطنية والتقدمية ماذا فعلوا اليوم؟ وماذا حصّلوا اليوم؟ بدأنا بالاحتلال بـ78 و82 ولكن أخيرا انهزمت اسرائيل، وبقي الشعب اللبناني، وعقدنا اتفاق الطائف ومشينا عليه. حالّيا لا أتصوّر أن هذا الحلف سيصل الى مكان ما. وثمة بدعة جديدة ومجموعة تريد الاستئثار بالسلطة، ولكن لا أتصور أن حزب الله سيمشي بمشروع الأقليات، خاصة ان الطائفة الشيعية الكريمة لا تشكّل إلا 15- 20% من المحيط العربي. وعلينا ان نأخذ قرارا، إما أن نكون عربا أو صهاينة، أو غربيين أو أميركيين. إضافة إلى أننا كلبنانيين تحمينا 3 أمور أولا شرعية الدستور اللبناني بعد حرب طويلة دفعنا فيها 100ألف شهيد في حرب لم نحصل منها إلا الدمار والخراب، وثانيا، الشرعية العربية، وثالثا الشرعية العالمية عبر الأمم المتحدة خاصة في ظل وجود القوات الدولية التي أمنّت نوعا من الأمان الإقتصادي وفتحت آفاقا اقتصادية جديدة. وحتى على مستوى العالم العربي الذي عدده مليار و 250 مليون مسلم، فالشيعة لا يصل عددهم إلى 250 مليون، وإذا أضفنا إليهم المسيحيين كلهم، لا يصلون الى 25 مليون. فماذا سنفعل؟ اذا كل مجموعة تريد ان تعمل مشروعا لها ماذا سيحصل؟ لذا نحن كلبنانيين تحمينا وحدتنا وانتمائنا العربي فقط.

وحول سؤال “سلاح حزب الله هو سلاح معترف به في البيان الوزاري وإتفاق الطائف، فهل أنتم بذلك تسجلون معارضة بوجة الحكومة الحالية خاصة أنكم ببيانكم هذا تنتقدون أيضا سياسة الحكومة المالية والاقتصادية؟

يرى عطايا أن “سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة؟ ومعترف به بالبيان الوزاري؟ لا أتصوّر لهذه الدرجة، لأن كل الناس تمر بموضوع المقاومة، ونحن مررنا بالحالة نفسها، كان عندنا مقاومة من 78 الى 82 الى 86 الى 90. وبعدها صارهناك وكالة حصرية للمقاومة بعد تدخلات دوليّة، ومنعت كل الفصائل من القتال حتى حركة أمل منعت، وباتت حصرية بيد حزب الله ومقاومة إسلامية. في عام 2000 انتهت المقاومة، ولكن ظهرت لنا مزارع شبعا، ولكن بـ2006 أُتفق في جلسات الحوارعلى لبنانية مزارع شبعا، ولكن إلى الان لم يتم الإعتراف بذلك، وسوريا لم تقدّم ما يساعد على ذلك.. فحتى عام 2008 بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب وتحرير أكثرية المناطق كان لا زال سلاح الحزب شرعيا، ولكن بعد 2008 وتحويل سلاح الحزب نحو الداخل لم يعد سلاحه سلاح مقاومة، وصار اكثر من 40-50% من اللبنانيين والعرب يعتبرونه سلاح ميليشيات. وليس سلاح مقاومة”.

“اما بالنسبة للحكومة اللبنانية التي تشكّلت منذ 4 أشهر، ولم ننتج موازنة والتي هي خدعة كبيرة. وعندما يقولون ان نسبة العجز وصلت الى 7.6 % فهل يقبل ذلك عاقل؟ وقد مضى 6 أشهر وسيمددون، والصرف سار على قاعدة الإثناعشرية! واليوم يُضرب الاساتذة الجامعيون وموظفو الضمان والعسكريون وغيرهم، وهذه الموازنة ليس فيها لا تنمية ولا تحديد للعجز ولا لمكامن الهدر، وهي ليست إلا كذبة من أجل “سيدر”. فإذا أُصبنا بالإنهيار من سيساعدنا: إيران المحاصرة أم سوريا. لذا كفى كذبا على الشعب.

 وقد شدد عطايا ردا السؤال التالي “يتميز بيان اللقاء بدعمه القضية الفلسطينية، وهذه ربما هي سابقة في بيانات اللقاءات اللبنانية التي تركز غالبا على الشأن المحلي الداخلي الضيق. فهل يمكن القول ان التوسع في النظرة باتجاه المحيط العربي فيها من الذكاء، رغم التغاضي عن التعليق على المسألة السورية ومستجداتها؟

فقال لـ”جنوبية” أما “بالنسبة للقضية الفلسطينية فهي قلب كل قضية، وليس هناك عربي شريف يحمل دم عربي أو روح نضالية عربية إلا وتطاله، وتطال كل مواطن عربي، وهي قبلتنا وقضيتنا، وبالنسبة لسوريا إن الوضع فيها دخل بمتاهات كبيرة، ولم يعد بيدنا أيّ حل كقوى لبنانية، ولا بيد الشعب السوري. واليوم كان هناك اجتماع ثلاثي روسي- أميركي- إسرائيلي هدفه البحث بالمسألة السورية من أجل إبعاد إيران او تخفيف حضورها وتوابعها كحزب الله والحشد والفاطميون من سوريا، وجميع المنظمات من أتباع إيران، وهناك قرار كبير لأن هدفهم حماية أمن اسرائيل. والغريب أنه يجري على سوريا ما مارسته هي في لبنان، أيّ سياسة فرّق تسد من تقليب الأطراف اللبنانية على بعضها منذ 1976. واليوم يجري على السوريين ما جرى علينا، حيث كل جيوش العالم موجودة على أراضيهم.

اقرأ أيضاً: هكذا نهضت كل الدول التي كانت منهارة بعد الحروب أو النكبات..

ونحن كلقاء يهمنا الحفاظ على لبنان والأراضي اللبنانية والتوافق، ويصبح عندنا مؤسسات لبنانية، ولا زال أمامنا سوى الليرة اللبنانية التي لاتزال تحفظ هذا البلد، وعندما تنهار الليرة سيركب السياسيون طائراتهم الى الخارج خاصة أن أموالهم كلها في المصارف الأوروبية.

 ويختم عضو لقاء سيدة الجبل حسين عطايا بالقول “في موضوع التسوية الرئاسية التي أتت بميشال عون كرئيس للجمهورية، كان هدف سمير جعجع والقوات من ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحرّ هو تقاسم  الحصص النيابية والوزارية والوظائف والكتل ومغانم السلطة، فجاء جبران باسيل وقلب الطاولة على الجميع، ووصلا الى محل ندم الطرفان عليها. والذي حصل أن التسوية أتت على حساب الطرف الآخر، والسبب فيه طموح جبران باسيل إلى كرسي الرئاسة، وبالوقت نفسه تحت عنوان استعادة حقوق المسيحيين والمناصفة- وهو لا يهمه حقوق المسيحيين- وأصلا لا حقوق المسيحيين مهدورة ولا شيء، فحقوقهم محفوظة وموجودة ولا يمكن المسّ بها. والمهم أن نخرج من المزرعة وأن نبني دولة المؤسسات”.

السابق
ورشة كوشنر دون حضور طرفي النزاع.. هل تحقق هدفها؟
التالي
بين إليسا ونجوى كرم: عتاب أو أكثر؟