طرابلس قالت كلمتها : المستشار الإيراني لن يزور المدينة

محمد مهدي شريعتمدار
كان مقررا اليوم السبت ان يلبي المستشار الثقافي في السفارة الايرانية دعوة لالقاء محاضرة في احدى الندوات بمدينة طرابلس، ولكن بيانات صدرت امس خلفت توترات في المدينة، ادت لإلغاء زيارة المستشار الايراني، فما هي ملابسات هذه الزيارة الملغاة.

كان مقررا اليوم السبت ان يلبي المستشار الثقافي في السفارة الايرانية دعوة لالقاء محاضرة في احدى الندوات بمدينة طرابلس، ولكن بيانات صدرت امس خلفت توترات في المدينة، ادت لإلغاء زيارة المستشار الايراني، فما هي ملابسات هذه الزيارة الملغاة ؟

بعد الجدل الذي أثارته دعوة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في بيروت “محمد مهدي شريعتمدار” للمشاركة في ندوة في صالون فضيلة واصف فتال الأدبي في طرابلس، والذي كان مقرراً اليوم السبت، وبعد بيانات استنكار وشجب ودعوات الى الاعتصام، تراجعت صاحبة الدعوة المعروف عنها انتمائها للحزب القومي السوري الإجتماعي، عن هذه الخطوه . وقد عُلم ان الجدول المقرر للزيارة كان يقضي بقيام المستشار الإيراني بزيارة النائب فيصل كرامي ومن ثم التوجه الى الصالون الأدبي . وصباح هذا اليوم نشرت فتال عبر صفحتها خبراً عن تأجيل الندوة الى الموسم الثقافي القادم .

وكتبت فتال: “حرصا من المحاضر الكريم على أواصر الاخوة بين المسلمين عامة وأبناء طرابلس خاصة تم تأجيل الندوة الى الموسم الثقافي القادم”.

وكان الإعلان عن الندوة قد أثار ردود فعل من جانب العديد من الشخصيات والفعاليات والهيئات الأهلية والمدنية والدينية في طرابلس، حيث بدأت موجة من الاعتراضات على هذه الزيارة، وقد تلقى موقع جنوبية، أمس الجمعة، بياناً موقعاً باسم أبناء طرابلس والشمال، يدعو أبناء طرابلس “الشرفاء” إلى التجمع أمام منزل فضيلة فتال الساعة الثالثة من بعد ظهر السبت لمنع زيارة المستشار الإيراني الى المدينة . وجاء في البيان :

“ندعو إلى التجمع من أجل  منع المستشار الثقافي الايراني من زيارة طرابلس طالما ان الاعتداءات الايرانية مستمرة على الشعب السوري واليمني ودول الخليج”.

إلا أن هذا التحرك توقف بعد تأجيل فتال للندوة، وفي حديث لجنوبية، قالت الدكتورة الجامعية هلا أمون: “بالنسبة لنا الموضوع انتهى على خير، ففضيلة فتال دعت المستشار الثقافي الإيراني الى طرابلس تحت عنوان “فتح نقاش مع أهل الفكر والثقافة والأدب والفلسفة والإعلام ، لخلق روح جديدة تنعكس على الحياة الإجتماعية في لبنان” . ويبدو ان دعوة هذه الشخصية قد استفزت الكثير من أهالي المدينة الذين اعتبروا أنه ليس من حق فتال دعوة شخصية سياسية استفزازية تمثل دولة اقليمية معروف عنها تورطها المباشر في العديد من الاحداث الدموية التي تدور في العالم العربي ”.

واضافت د. أمون : ” لقد علمت ان العديد من الاشخاص قاموا بالتواصل مع افراد عائلة السيدة فتال ، بغية ثنيها عن إقامه هذه الندوة ، او حضها على الإعتذار من ضيفها احتراماً للرأي العام الطرابلسي، ولكن حتى مساء أمس لم تفلح كل المحاولات . وقالت : “ بالتأكيد يوجد في البلد الكثير من أصحاب الرأي والفكر والثقافة والفلسفه والادب الذين يستحقون دعوتهم الى طرابلس بغية عرض افكارهم ومشاريعهم الثقافية، غير المستشار الإيراني ، ولاسيما في هذا الوقت بالذات الذي تغلي فيه المنطقة بأسرها ، وخاصة في منطقة الخليج التي تشهد احداثاً وصدامات يومية يُخشى ان تؤدي الى اندلاع حرب ” .

وأشارت الى أن ما حصل بعد ذلك ، كان رد فعل عفوياً من العديد من الفعاليات التي طالبت بإلغاء هذه الندوة ، بكل محبة وأخوّة ، إلا أن فتال رفضت ذلك، وأمام موقفها الرافض ، دعت بعض الجهات الى التحرك ، وصدرت دعوات وبيانات عن هيئات المجتمع المدني في المدينة وعن هيئة العلماء المسلمين في لبنان وعن شخصيات فاعلة ووازنة في المدينة رافضة لهذه الزيارة، ربما لأنها اعتبرت أن دخول المستشار الإيراني من هذا الباب قد يفتح الباب لاحقاً أمام زيارات متكررة لشخصيات إيرانية أخرى ومن مستويات أعلى الى طرابلس”.

وعن تفاعل ابناء المدينة على مواقع التواصل الإجتماعي مع هذا الحدث ، فقد أوضحت د. أمون ان كثيرين أعلنوا اعتراضهم على هذه الزيارة ، ودعوا الى مقاطعة الندوة ، وعبروا في نفس الوقت عن تخوفهم من ان يؤدي الاصرار على إقامتها الى وضع غير سوي في الشارع .

وقالت: “المهم ان صاحبة الدعوة قد تراجعت عن إقامة الندوة، ولكن ما أزعج البعض كان طريقة الإعتذار والتأجيل، إذ انها نسبت الفضل فيه الى حرص المستشار الإيراني على ابناء المدينة ، وكنت أتمنى شخصياً لو ان السيدة فتال قالت ان محبتها وحرصها على مدينتها ونزولاً على تمنيات ورغبات البعض من ابناء المدينة ، هو ما دفعها الى ذلك التأجيل ، خصوصا بعدما أُشيع ليلة أمس عن حصول تحركات شعبيه كانت ستتوجه الى الصالون لتغلق جميع المداخل المؤدية اليه، وهذا ربما كان سيفضي الى اشكالات وتوترات ليست في الحسبان ، والمدينة بغنى عنها ، خصوصاً في ظل قلق وتخوف من دخول “طرف ثالث” الى التحرك وحرفه عن هدفه المعلن والمقرر .

وأوضحت د. أمون أن ما حصل اليوم هو “قطوع ومر” . أما عما إذا كانوا نواب المدينة قد تحركوا أيضاً فقالت: “نواب طرابلس في واد وأهل المدينة في واد آخر، فأهل المدينة لا يعولون على آراء ومواقف نوابهم لأنهم يعلمون أن لديهم مصالح يريدون حمايتها، وخارج هذه المصالح والدفاع عنها ، لا يصدر عنهم أي مواقف أو بيانات.

السابق
جدل «خمسة ونص» لم ينته..وجديده انتفاضة الممرضين!
التالي
بن سلمان: لا نريد حربا ولن نتردد بالتعامل مع أي تهديد