عيون واشنطن على كنوز لبنان.. الرسالة وصلت ولا حرب!

لبنان النفط

نشرت وكالة “شينخوا” الصينية مقالاً تطرّقت فيه إلى الجهود الأميركية الآيلة إلى الإتفاق على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية. وقد تباينت آراء المحللين الذين تحدّثوا للوكالة حول دوافع الولايات المتحدة لحلّ النزاع الحدودي.

من جانبه، قال مدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية والإقتصادية سامي نادر إنّ “الشركات الأميركية ترغب بحصة من النفط والغاز في لبنان، ولهذا تنقل واشنطن رسالة مفادها أنّ هذا القطاع خاضع للقوة الأميركية، وليس للتأثير الروسي أو التركي”. وأوضح نادر أنّ الأميركيين لم يكونوا راضين بالعقد الذي وقعته شركة “روسنفت” الروسية مع لبنان لـ20 عامًا، والذي بموجبه تقوم الشركة الروسية بتطوير منشآت تخزين نفط في ميناء طرابلس، مضيفًا أنّ الولايات المتحدة ترى أنّ انخراط روسيا في قطاع النفط والغاز في المنطقة يجب أن يقتصر على الحدود اللبنانية السورية من دون أن تتعمّق موسكو أكثر في لبنان.

اقرأ أيضاً: هل تنجح أميركا بإمرار «صفقة قرن» برّ- مائية بين لبنان وإسرائيل؟

وبرأي نادر، فالأمر الذي دفع الولايات المتحدة للتحرك بشكل سريع والتوسط في النزاع على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، هو تمكّن روسيا في شباط 2018 من الفوز بعقد لاستكشاف النفط والغاز والتنقيب في بحر لبنان. ورأى أنّ إيران قد تستخدم قضية الحدود البحرية كنقطة ضغط في نزاعها مع الولايات المتحدة.

وبعد أكثر من شهر من وساطات مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، قال المحلل السياسي رفيق نصرالله إنّ الأميركيين أعادوا تنشيط جهودهم مؤخرًا، لأنهم مهتمون بالتنقيب عن النفط والغاز في لبنان، وأضاف: أنّ التحرك الأميركي يأتي أيضَا بناءً على رغبة إسرائيلية بالتوصل إلى اتفاق، لتجنب أي مواجهة محتملة مع “حزب الله”، الأمر الذي يؤثر على نقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا.

توازيًا، رأى رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان، أنّ واشنطن كثّفت الضغط على مسألة النزاعات البحرية، لأنها تريد الحفاظ على الاستقرار في لبنان، موضحًا أنّ الولايات المتحدة لا ترغب بحصول مواجهة عسكرية في المنطقة، كذلك لا تريد أن يحدث تطوّر ويشعر فيه “حزب الله” بأنه مضطر لإعلان حالة حرب”. وأكّد أنّ واشنطن لها حلفاء في لبنان، وتقوم بدعم الجيش اللبناني، وأعرب عن اعتقاده أنّ ليس للولايات المتحدة أي مصلحة بالغاز اللبناني. وأشار إلى أنّ التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية سيستغرق وقتًا، لأنّ المفاوضات تجري ببطء.

وذكّرت الوكالة بـ”خط هوف” البحري الذي رسمه الموفد الأميركي آنذاك السفير فريدريك هوف، والذي وزّع المنطقة الاقتصادية الخالصة بإعطاء لبنان 60% وإسرائيل 40%، إلا أنّ لبنان رفض هذا المقترح. وبحسب خشان، فمن المرجّح أن يحصل لبنان على 300 كيلومتر مربع من المنطقة البحرية المتنازع عليها.

السابق
«ديبكا»: «جهاز» وراء الهجوم على ناقلتيْ النفط بخليج عمان.. تذكروا ما جرى بأيار!
التالي
توقيف سارق 45 الف دولار أميركي من أحد المنازل في صيدون