هل أنصفت الدراما اللبنانية كبارها؟!

غابرييل يمين
خلال السنوات الماضية اعتمدت الدراما المشتركة على أسماء النجوم البارزين ولاسيما الشباب منهم كي يتصدروا بطولة هذه النوعية من المسلسلات نظراً لحجم الشهرة العالية التي يملتكونها على مواقع التواصل، وعندما وقعت الثنائيات المنتقاة في فخ التكرار من حيث الجمع بين نجم سوري ونجمة لبنانية، علَت أصوات انتقدت إهمال عدد من الفنانين اللبنانيين وعدم منحهم الفرصة رغم أن هذه المسلسلات تنفذ في لبنان.

في موسم 2019 بدأ التوازن يتغير، خاصة بعد تحول الشركات المنتجة في لبنان إلى دور المبادر في الإنتاج بدل الوسيط ما فرض سطوته على سوق العرض والطلب سواءً من ناحية التواجد على القنوات اللبنانية أو إخراج المسلسل المحلي من النطاق اللبناني إلى العربي.

التجربة الأولى كانت مع مسلسل “ثورة الفلاحين” ويمكن اعتباره أول مسلسل لبناني يتجاوز الحدود الإقليمية ويصل القنوات المشفرة مع كادر لبناني خالص في الكتابة والإنتاج والإخراج، سبقه إلى الشاشات الخليجية مسلسلات متل “بيروت سيتي” و”بيروت واو”. لكن المفارقة جاءت بعد أن دخل العمل اللبناني السوق الرمضانية وفرض نفسه على القنوات اللبنانية في وقت الذورة وحقق نسب مشاهدة وصفت بالصادمة.

اقرأ أيضاً: «دقيقة صمت»… تأكيد على قوة الفاسدين

وهذا لا يعني أن القنوات اللبنانية لم تعرض دراما محلية في رمضان لكن المختلف هو ضخامة الإنتاج وتطور المحتوى ليشمل قدرات تمثيلية عالية أعادت توازن الحضور اللبناني وأثبتت وجود ممثلين قادرين على حمل مسلسل بأكمله، فجاء حضور غابرييل يمين ونقولا دانيال لافتاً في “الكاتب”، ومنح مقعد البطولة في المسلسل ذاته للممثلة المسرحية ندى أبوفرحات. في حين لعب كلاً من ورد الخال وباسم مغنية بطولة مسلسل “أسود” في صدارة لبنانية كاملة لعمل لبناني ضخم التكلفة.

بالمقابل جاء الحضور اللبناني لافتاً في مسلسل “انتي مين” والذي عدّ الأقرب للشارع اللبناني واستطاع جمع أربعة فنانين كبار في مسلسل واحد: جوليا قصار وعايدة صبرا ونقولا دانييل وأسعد رشدان، دون ذكر النجومية الراسخة للفنان عمار شلق وانطلاقة مميّزة للفنانة انجو ريحان؟.

وكذلك استطاع مسلسل “أسود” اللبناني الذي تصدرته النجمة المخضرمة ورد الخال اثبات وجود مؤثر في ساحة الدراما الرمضانية، وقدم ابطال المسلسل باسم مغنية وداليدا خليل وفيفيان أنطونيوس والياس الزايك كل ما عندهم، فنجحوا بأدائهم وبرعوا في التعبير، والعيب الوحيد كان في نهاية المشهدين من المسلسل، حيث سادت الرتابة في “حبكة نهايتها” التي توقعها الجميع، وظهر فتور في اداء الممثلين الخالي من العاطفة رغم مشهد قتل “مارغو” ولقاء الحبيبين.

اقرأ أيضاً: معتصم النهار خائن لصديق العمر ومحامي عن جمال سليمان!

أما في “الهيبة” ورغم تصنيف العمل كدراما مشتركة إلا أنه لا يمكن تجاوز أداء كلاً من جوزيف أبونصار وختام اللحام في ثالث مواسم المسلسل.

والمفاجآة الكبرى كانت ضمن مسلسل “خمسة ونص” عبر الأداء الاستثنائي لكبار عائلة الغنام متمثلاً بالفنانين رفيق علي أحمد ورولا حمادة.

هو إعادة تموضع لمقاعد النجومية وإثبات أن المسلسل الذي يبحث منتجه عن النجاح يحتاج لوصفة سحرية من ممثلين يعرفون تماماً ماذا يقدمون دون أن يعيروا الانتباه لمعجبي السوشال ميديا ودون اللجوء للمظاهر بالشكل والطلة للفت الانتباه وصناعة التأثير.

فهل أنصفت الدراما اللبنانية كبارها في موسم رمضان الفائت؟

السابق
‎جمعية «إنسان للبيئة والتنمية» تطلق حملة تنظيف شاطئ ‎قضاء جبيل
التالي
العنصرية العونيّة: سببها تاريخ من العداء مع سوريا لم ينته