تهديدات سبقت اغتيال الجرار: اطلاق نار على صورته وهدية «إكليل ورد» من مجهول!

محمد قاسم الجرار
في جريمة متقنة، أطلق مجهولون النار على مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الإسلامية في بلدة شبعا ومسؤول منطقتَيْ حاصبيا ومرجعيون الشيخ محمد قاسم الجرار، منتصف ليل أمس، حيث فارق الحياة متأثراً بجروحه بعد اصابته بأربع طلقات في بطنه، في حين لم تكشف بعد كامل الملابسات للجريمة، إلا أن التحقيقات مستمرة منذ تنفيذها.

وفي تفاصيل ما حصل، وثقت إحدى كاميرات المراقبة عملية القتل، حيث بدا الشيخ الجرار واقفاً أمام مستوصف الرحمة الطبي الذي يديره في شبعا، ويتكلم على الهاتف ومتردداً في الخروج والدخول، الى أن مرت سيارة أطلق منها النار عليه، وفرّت الى مكان مجهول.

وأفادت معلومات خاصة لجنوبية أن الإتصال الذي كان يجريه الشيخ الجرار مشبوه ومرتبط بالقاتلين، فهناك من تواصل معه مسبقاً للتواجد في المستوصف للقاء شخص يريد التبرع بمعدات وأجهزة، بحسب ما أخبر الجرار أصدقائه الذي كان معهم قبل الجريمة، وعندما تواجد في المكان، أعادوا الإتصال به من رقم نيوزلندي للخروج من المستوصف حيث كانوا بانتظاره وأطلقوا النار عليه.

وحضرت القوى الأمنية إلى مكان الجريمة وباشرت تحقيقاتها، كما ضرب الجيش طوقاً أمنياً في المكان وكثّف دوريات راجلة ومؤللة بحثاً عن الفاعلين، فيما نعت “الجماعة الإسلامية” في بيان الشيخ جرار “الذي اغتالته يد الغدر والعمالة والخيانة مساء أمس”.

وأكّد البيان “أنّنا نعاهد الله ونعاهد الشيخ محمد على الثبات على درب “الجماعة” ونهجها في نصرة المظلوم ومقاومة الاحتلال وتحرير الأرض والأخذ على يد المفسدين والاقتصاص من اليد المجرمة الغادرة”.

وفي معلومات خاصة لجنوبية، أكد مصدر في الجماعة أن الشيخ الجرار كان قد تعرض للتهديدات منذ أكثر من سنة، الى أن نفذ المجرم تهديداته، أما عن الجهة المهددة، فلم توجه الجماعة أصابع الإتهام الى أحد، فاسحة المجال للأجهزة الأمنية والقضائية للقيام بواجبها.

من مظاهر هذه التهديدات، ما كان الجرار قد إبلغه الى القوى الامنية الرسمية، عن مقطع فيديو نشر لأحدهم يقوم بإطلاق النار على صورة لإبن الشيخ الجرار “أحمد”، كرسالة لوالده، ومصادر لجنوبية أكدت أن مصدر هذا الفيديو كان مجموعة أشخاص من الجنسية السورية كانوا متواجدين بالبلدة، إلا أنهم غادروها منذ فترة، وأشيع أيضاً حينها أن سرايا المقاومة المقربة من حزب الله هي من تقف وراء هذا التهديد.

ونشر مختار البلدة محمد علي هاشم الفيديو على صفحته على فايسبوك وكتب: “هذا الفيديو يعود لمدة سنة تقريباً تم من خلاله تهديد الشيخ محمد قاسم الجرار بقتل إبنه واليوم يد الغدر أغتالته رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته آمييين”.

وفي معلومات جديدة خاصة لموقع “جنوبية” ان الشيخ المغدور عاد وتلقى تهديدا آخر عبر فيديو مشابه ولكنه يطلق النار هذه المرة مباشرة على صورته الشخصية، ثم تلقى الشيخ اكليل ورد هدية من مجهول فيه ايحاء بقرب أجله، وقد أبلغ الشيخ القوى الأمنية بوقائع هذين التهديدين الأخيرين

اقرأ أيضاً: اغتيال الشيخ محمد قاسم الجرار في شبعا

ويعرف عن الشيخ الجرار وقوفه الدائم الى جانب النازحين السوريين وتقديم المساعدات اللازمة لهم. وبانتظار الكشف عن نتائج التحقيقات يعوّل اليوم على المحاولات الحثيثة لتدارك الوضع في البلدة وأن لا يؤدي غضب الأهالي الى تصرفات لا تحمد عقباها.

وفي هذا الشأن صدرت عدة بيانات إدانة للجريمة، حيث أدان “تيار المستقبل” في حاصبيا والعرقوب الجريمة، وتوجه في بيان بتعازيه الحارة الى عائلة الفقيد وأهل شبعا والأخوة في “الجماعة الإسلامية” الذين خسروا رجلاً كانت يده ممدودة للخير وللعمل الإنساني، يدعو الجميع الى مواجهة تداعيات هذه الجريمة بالوحدة والحكمة لتفويت الفرصة على كل من يحاول التلاعب باستقرار شبعا وتهدد أمنها وإثارة الفتنة بين أهلها.

وطالب “تيار المستقبل” الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة بكشف ملابسات هذه الجريمة سريعاً، وتوقيف المجرمين، وتفعيل الإجراءات الكفيلة بتأمين الأمن والأمان لأهالي شبعا والقرى المجاورة.

من جهة أخرى، دان عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور قاسم هاشم في تصريح، قتل احد مسؤولي الجماعة الإسلامية في بلدة شبعا محمد الجرار، وقال: “اننا اذ نستنكر الجريمة التي استهدفت احد ابناء شبعا الحاج محمد الجرار، وهو بما يمثل يعتبر شهيدا وفقيدا لشبعا والعرقوب والوطن”.

في حين صدر بيان عن حركة حماس استنكرت وأدانت به الحادثة، ونعت الشهيد الجرار وتوجهت بالتعازي لقيادة الجماعة الإسلامية في لبنان، وأكدت أن الجرار قضى عمره في خدمة وطنه وأمته لا سيما وقوفه الدائم مع القضية الفلسطينية.

ويشيع الشيخ الجرار عصر اليوم الى مثواه الأخير حيث سيدفن بعد صلاة العصر في بلدته شبعا.

السابق
زفاف الممثلة لورا خباز في إيطاليا
التالي
اغتيال الشيخ الجرار في شبعا.. من وراءه؟