لماذا لا يزال التوتر مستمرا بين النازحين السوريين وأهالي «دير الأحمر»؟

اللاجئين السوريين
ما زالت بلدة دير الأحمر تعيش تداعيات حادثة اعتداء عدد من الشبان النازحين في مخيم "الكاريتاس" الأربعاء الفائت على عنصر في الدفاع المدني خلال محاولته إخماد حريق بالقرب من المخيم، ما أدى الى تعميم قرار من قبل محافظ الشمال بشير خضر بمنع تجول النازحين السوريين بالمنطقة، إلا لأمر ضروري، كمراجعة طبيب أو مستوصف، على أن يبلغ بذلك أولاً الشرطة البلدية.

هذه الحادثة التي تطورت إلى رشق سيارات الدفاع المدني بالحجارة، وإصابة أحد العناصر بجروح، كشفت عن احتقان كبير وسط الأهالي والمقيمين، سواء من أبناء البلدة، أو من النازحين السوريين، تُرجم عملياً بحرق بعض الخيم، وصولا إلى طلب إخلاء المخيم نهائياً من العائلات، وعدم السماح بعودتهم مجدداً.

ونشرت الصفحة الرسمية للمديرية العامة للدفاع المدني، خبراً أفادت فيه عن تعرض سيارة الدفاع المدني للرشق بالحجارة من قبل النازحين، بحجة انزعاج البعض من تأخرها في الوصول إلى حريق وقع في المكان، ومن الغبار الذي سببته أثناء إطفاء الحريق. وأرفق الخبر بصورة لسيارات الدفاع المدني المحطمة، وللعنصر المصاب في المستشفى.

وعلى إثر ذلك، أوقف الجيش اللبناني الشبان السوريين المعتدين خلال مداهمة نفذها داخل مخيم كاريتاس، وأُخلي المخيم بعد ساعات من الخلاف بقرار من بلدية واتحاد بلديات دير الأحمر يوم الخميس. إلا أن هذا التصرف شكل عقاباً جماعياً لكافة النازحين، علماً أن الغالبية من هؤلاء هم من العمال الزراعيين التي تعتمد عليهم البلدة، وهذا ما يفسر وجود أكثر من 6000 نازح فيها، منهم حوالي 700 نازح يسكنون في المخيم المذكور.

اقرأ أيضاً: النازحون السوريون في دير الأحمر… إلى العراء!

بعد حادثة حرق الخيم التي حصلت بعد إخلاء المخيم وبدء عملية تفكيكه، تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماده، إلا أن هذه الحادثة أثارت الكثير من التفاعل، مما قد يؤدي الى أمور أخطر من ذلك إذا لم تتم معالجة هذا الإحتقان المتبادل بين الأهالي والنازحين بالشكل المطلوب، وفتحت هذه الحادثة الباب أمام رواية أخرى لأصل التوترات منذ حادثة الأربعاء الفائت الى اليوم، وتقول هذه الرواية أن حصول شجار بين عناصر الدفاع المدني والنازحين كان بسبب تأخرهم عن الوصول لاطفاء الحريق، إضافة إلى أن الرشق بالحجارة جاء كرد فعل على قيام سائق سيارة الدفاع المدني بدهس خيمتين في التجمع، ما أثار هلعاً في المكان، خصوصاً أن أطفالاً كانوا داخلهما.

وعند هذه الرواية كان يمكن التوقف عند صورة أخرى، هي لخيمة استقرت تحت إطارات آلية للدفاع المدني، إضافة الى عدد من الفيديوهات التي نشرها الناشط والإعلامي السوري أحمد القصير والتي تظهر عملية الدهس، عطفاً على التسجيلات الصوتية التي انتشرت عبر تطبيق واتساب ذكر أنها لقائد شرطة البلدية في دير الأحمر، يمهل فيها النازحين حتى صباح الخميس لتفكيك خيمهم وإلا سيقوم بجرفها مع سكانها.

بدوره، أعلن محافظ بعلبك -الهرمل بشير خضر أنه في ما يخص الحريق المتعمد الذي حصل، ستقوم الأجهزة المعنية بالتحقيقات اللازمة، مشيراً الى أن قراره بمنع التجول منذ الحادثة الأولى جاء بهدف عدم الوصول الى التصادم بين النازحين وأهالي البلدة، وردا على إتهامه بالعنصرية جراء هذا القرار اجاب بتغريدة قال فيها:

“أفضّل ان يُقال عني “عنصري” على ان يسقط قتلى وجرحى لأن في اجراء ما أخدتو خوفاً انو حدا ينعتني بـ”العنصري”. شباب دير الأحمر بحالة غضب وسط دعوات لحرق مخيمات السوريين، هذا الإجراء هو لحماية النازحين ولتهدئة الأهالي الغاضبين. شو سهل التنظير من بعيد…”

يذكر أن بياناً صدر عن “رؤساء بلديات، مخاتير وفاعليات منطقة دير الأحمر الزمنية والحزبية والروحية”، جاء فيه:

“بعدما جنّبت العناية الإلهية منطقة دير الأحمر من تداعيات خطيرة كاد يتسبب بها الإعتداء من قبل النازحين السوريين على فريق من “الدفاع المدني” خلال قيامه بمهامه الإنسانية وإصابة أحد أفراده بجروح خطيرة جراء رشقهم وآليتهم بالحجارة، يهمنا تأكيد الآتي:

– الحرص على الإستقرار والهدوء في منطقة بعلبك – الهرمل ورفض أي إخلال بالأمن أو أي إعتداء على أهلنا.

– التمسك بحسن الضيافة واحترام حقوق الإنسان والبعد كل البعد عن أي عنصرية أو تعصب

– دعوة المصطادين بالماء العكر الى الكف عن المزايدات الإنسانية وإعطاء الحادثة أبعاداً سياسية أو طائفية، وإلى عدم وضع قرار إزالة المخيم المعني بالإعتداء خارج إطاره الحقيقي. فهذه الخطوة أتت بعدما أصبح يشكل خطراً على السلامة العامة وكخطوة احترازية لأي تداعيات لاحقة. مع الإشارة إلى أن بلدة دير الأحمر والقرى المجاورة ما زالت تستضيف على أرضها مخيمات عدة للنازحين.
– شكر محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر على قراره الحكيم بحظر تجول السوريين لمدة 48 ساعة
– شكر الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمسارعتهم على الإمساك بالوضع على الأرض وفرض الأمن
– شكر كل من ساهم معنا في تهدئة النفوس وامتصاص غضب أهلنا بعدما هالهم أن يقابل حسن إستضافتهم بإعتداء مدان كاد يقتل أحد خيرة شبابنا المعروف بمناقبيته واندفاعه في الخدمة العامة”.

السابق
10 فوائد غير متوقعة للعلكة
التالي
هل جاءت ابتسامة «الموناليزا» مزيفة؟!