سامر رضوان…مغامر في زمن الخذلان!

يهوى الكاتب السوري سامر رضوان اللعب على أوتار السياسة رغم محاذيرها في بلادنا وخصوصا في سوريا، وهو يقدّم مسلسله الثالث "دقيقة صمت" على شكل صرخة حادة في وجه نظام الأسد، رغم ان غالبية الدول بدأت بالتغاضي عن هذا النظام الذي أباد شعبه من أجل البقاء على السلطة.

شكّل مسلسل “دقيقة صمت”صفعة للنظام السوري منذ حلقاته الأولى، تبدأ المشاهد في سجن يضم عشرات المحكومين، يشبه في كواليسه سجون الأسد الشهيرة مثل تدمر وصيدنايا. سقف التورط في الفساد ينطلق من أروقة السجن ليصل إلى صالونات السلطة.

على الأرض يتم تنفيذ حكم إعدام عاجل بحق اثنين من المتورطين في جرائم قتل، لكنّ النزاعات بين أركان السلطة سوف يقلب مسارات الحكاية خلال ساعات، ويغدو المحاكومان بالإعدام على الورق خارج السجن، ويُعدم بدلاً عنهما سجينان آخران.

كل ذلك والحكاية مازالت في طور حلقاتها الأولى، قبل أن يرتفع مستوى التصعيد في قلم رضوان، ضابط رفيع ضمن هذا النظام الامني الفاسد يكتشف الاهتزاز الهائل في البنية فيقرر التمرد والتحالف مع السجينان الهاربان.

هنا تُبنى الحكاية على تقابل في السيناريوهات بين الشخصيات، بناء على قالب التمثيليات التي يبرع النظام في صياغتها تجاه شعبه ويحاول تصديرها عبر خطابه الإعلامي. الضابط يمثل على القيادة، الضابط يتحالف مع السجين ضد القيادة، الضابط والسجين يمثلان أمام الشعب البسيط رواية قابلة للتصديق حسب مستوى وعيه وتجهيله من قبل النظام نفسه.

انّ القوة في “دقيقة صمت” ليست للسلاح أو للطائرة الحربية كما عوّد النظام السوري معارضيه في مسح وجودهم من على الأرض، فسامر رضوان اعاد للقلم اعتباره كما اعاد للفكر السلمي المعارض اعتباره أيضا، ليأخذ دوره بعد خفوت صوت المدافع والطائرات.

اقرأ أيضاً: كاتب مسلسل «الكاتب» متهم بسرقتين!

لهذا يأتي نص رضوان الثالث صادماً يجمع ملامح من بيئة الموالاة في “لعنة الطين” ومن عقلية نظام الأسد في التخبط والتعنت في الخطأ ضمن ثلاثية “الولادة من الخاصرة”. وبعد أن رفع سقف المواجهة عالياً قبل أيام وعدّ سامر رضوان المسلسل معارضاً للنظام في تصريح صحفي، كشّرت أبواق النظام عن انيابها وبدأت  بتشويه صورة سامر واعتبار ما فعله مؤامرة، خاصة أن المسلسل صوّر جزء كبير منه في عقر بيئة النظام ضمن مدينة اللاذقية.

السؤال هل يهز مسلسل تلفزيوني شارع مخدّر تعب من ويلات الحرب واستبداد السلطة، ويعيد تحريك الوعي الجمعي عبر قصة درامية تصفع الجميع، وتقوم على التشويق والأحداث البوليسية؟!

لعلّ سامر رضوان هرب بحكاية المطاردة إلى قصة ضابط وسجين يريدان الخلاص من جور السلطة، لكنّه في المقابل نسج حواراته بدموع أمهات ضحايا الموالاة لدى النظام، فدخل حقل الألغام وقد يبقى فيه وحيداً بعد انسحاب الشركتين المنتجتين للعمل من تبني تصريحه وتلويح وزارة الإعلام السورية بمقاضاة شركتي الإنتاج بعد عرض العمل دون أخذ موافقة لجنة المشاهدة.

أما الجمهور فسيذكر ولسنوات طويلة سامر رضوان ..المغامر في زمن الخذلان!!

السابق
«جنوبية» يرصد دعوى «حضانة» تحوّلت إلى إبتزاز بنشر صوَر مزيّفة!
التالي
«إعتمادات المهجّرين» أشعلت سجال بين عطالله وقيومجيان