«تكرار الصّدُف»… وعدم نضوج النص الدرامي!

خمسة ونص مسلسل
يبدو أن خيال كتاب الدراما المشتركة لهذا الموسم لم يكنْ واسعاً لصياغة حكايات درامية مقنعة، في ظل تطور شهدته الدراما المحلية في سوريا ولبنان، ما جذب أنظار الجمهور لمسلسلات مثل "مين انتي" و"أسود" وهي مسلسلات لبنانية بالكامل، و"دقيقة صمت" و"عندما تشيخ الذئاب" و"مسافة أمان" وهي مسلسلات سورية بالكامل.

تدني المستوى هذا ينذر بتراجع قوة حضور الدراما المشتركة التي باتت تقوم على استهلاك وجوه النجوم كما القصص، فضلاً عن دوامة الاقتباس والتقاطع مع مسلسلات وأفلام أجنبية في نمط الشخصيات وأساليب التصوير والمونتاج. ما قد يحوّل الدراما العربية في المواسم المقبلة إلى دراما تطلبها المنصات الرقمية تبنى على النمط الغربي بشكل مطلق من ناحية بناء القصة ومشهدية الصورة وطريقة عرض الشخصيات، أو دراما محلية ملعبها التلفزيون تبحث عن جمهورها في الشارع البسيط الذي ما زال يبحث عن صورة تشبهه وتلامس تفاصيل حياته اليومية، وليست تلك التي تشده بالألوان والمناظر وتقنعه الدخول في ملعبها.

اقرأ أيضاً: هل خذل شيخ الجبل محبيه؟

في ضوء ذلك، جاءت المسلسلات المشتركة في حكايات قادمة على الصُدف، والمطلوب من الجمهور تصديقها والتفاعل معها كون أبطالها نجوم وماكينات الإعلام لعبت على تصديرهم أنهم نجوم الموسم، وذلك كان ليتحقق لو غابت الدراما المنافسة فلم يعد مقنعاً للموسم الثالث أن يقع “جبل” في “الهيبة” بغرام كل فتاة تظهر أمامه في المسلسل، وأن تحكم الصدفة بلقائه إعلامية تستقصي في برنامجها التلفزيوني عنه، وإذا بـ” جبل” يلتقي بـ “نور” في مصعد بناية سكنه ويسكن في شقة مقابلة لها، ثم تبنى مشاهد متتالية لأربع حلقات تجمعهما معاً بشكل متتالي دلالتها الغرام الذي أوصلهما إلى السرير في الحلقة الثامنة فيما يبدو أنه ذروة هذا الجزء كما كان في الأجزاء السابقة.

في “خمسة ونص” الصدفة تجمع الفنان قصي خولي والفنانة نادين نسيب نجيم على درج قصر “الغانم”، الاثنان يصطدمان ببعضهما بطريقة مكررة والصحافة تلتقط صورة لهما وتنشرها على غلاف كافة صحف اليوم التالي. وما أكثر من مبالغة الصدفة، هي المبالغة في ردة فعل الصحافة، وتخطي “غمار” و”بيان” لما حدث والوقوع في الغرام من العشاء الأول.

اقرأ أيضاً: الدراما حين تزعج السلطة ورجال الدين!

أما مسلسل “الكاتب“، فلم يأتِ اللقاء الأول صدفة طالما ان بطلي القصة باسل خياط ودانييلا رحمة التقيا في حفل إطلاق فيلم مأخوذ عن رواية للكاتب “يونس جبران”. لكنّ الصدفة حكمت في تبني المحامية “ماجدولين” للدفاع عن فتاة قتلت واتهمّ بمقتلها الكاتب “يونس”، لتعود ماجدولين وتتراجع فوراً لتتصدى للدفاع عن يونس بدل الضحية، وبالطبع سيكون العشاء الأول هو بداية الغرام فيما أصبحت القضية بالنسيان ويمرّ على ذكرها مرور الكرام.

أليس من الأسهل، لو بدأت الحكايات بأبطال يعرفون بعضهم البعض دون اختراع صدف في الحلقات الأولى وبناء لقاءات أسطورية بديكورات فخمة ومبالغة في المشاهد البصرية لإقناع الجمهور بالثنائية التي سيشاهدها على مدى ثلاثين حلقة رمضانية

السابق
«التجمع النسائي الديمقراطي» يختتم المسابقة الوطنية التعبيرية والفنية للطلاب
التالي
«أرامكو» تكشف تفاصيل الهجوم الإرهابي وتؤكد استمرار ضخ النفط