أزمة النص الدرامي… بين العرض والطلب

مسلسل الكاتب
ينتظر الجمهور مشاهدة نجومه المفضلين بعد عدة أيام، ضمن قصص درامية عانت ما عانت لتصل إلى الصيغة النهائية للعرض، ولكن ماذا عن النصوص ومدى واقعيتها وقربها من قضايا الناس؟ أو ربما من مزاج الكاتب!

يشهد هذا الموسم عودة الكاتبة السورية ريم حنا إلى الدراما المشتركة عبر مسلسل الكاتب ولو أُدرج مسلسلها تسويقياً تحت مسمى ” مسلسل لبناني “، لتطرح مجدداً شخصية كاتب روايات بعدما قدمت نموذجاً عن الشخصية الأدبية في مسلسل “رسائل الحب والحرب” مع المخرج باسل الخطيب.

المختلف أنّ المسلسل الجديد بني وفق نموذج النص حسب الطلب، فكاتبة “٢٤ قيراط” تبحثُ عن الواقعية في نصوصها منذ بداية ما قدمته في الدراما السورية، وهذا ما يتقاطع مع بنية الدراما المشتركة وقوامها الإنتاجي، فكيف ستبدو حياة الكاتب الجديد وفق مخيلة حنا هذا الموسم؟

اقرأ أيضاً: إليسا…من التميّز إلى التكرار

مطبٌ تعرضت له بالمقابل الكاتبة السورية يم مشهدي من خلال مسلسل “بروڤا” والذي كتبته يم لينتج ويعرض داخل سوريا، لكنّ إضراب الشركات عن نصوصها، دفعها بالتوجه للمنتج جمال سنّان والذي ارتأى حذف الخط السوري من العمل وبناء المسلسل كهوية لبنانية صرفة.

المفارقة أنّ نصوص يم ، لا سيما “تخت شرقي” امتازت بالقرب الشديد من أحاديث الشارع السوري اليومية وبذلك كسبت يم الرهان جماهيرياً قبل التسويق الناجح لأعمالها، على عكس ما يظهر في هذا الموسم من محاولتها اللحاق بالسوق ولو على حساب واقعية النص.

ثالث المغامرين في واقعية نصه، الكاتب السوري سامر رضوان مع أنه الأوفر حظاً في تصوير مسلسل “دقيقة صمت” داخل سوريا، إلا أن قرار الشركة المنتجة “إيبلا” إسناد مهمة التوزيع لشركة “الصبّاح”، فرض تغييراً في بعض جنسيات العمل فبتنا نشاهد نموذجاً معاكساً للدراما المشتركة في لبنان عبر فنانين سوريين، بل من خلال دراما تصوّر في سوريا مع ممثلين لبنانيين، وبذلك يشارك في بطولة العمل خمس شخصيات لبنانية كانت سوريّة الأصل في النص الأساسي.

اقرأ أيضاً: محمد اسكندر: «من أين لك هذا» الادعاء؟!

أما المغامرة القصوى فهي بيد الكاتبة الفلسطينية إيمان السعيد، والتي تعود بعملين في مسلسل واحد، الأول “مسافة أمان” المنتج داخل سوريا ويتسم بالواقعية الشديدة، والثاني “خمسة ونص” المنتج في لبنان وفق نمط الدراما المشتركة التي يلعب فيها ادوار البطولة نجوم لبنانيون وسوريون ومصريون، لتقدم الكاتبة الغائبة منذ عشر سنوات عملين بهويتين مختلفتين
وضخامة إنتاجية، مع فارق كبير في التسويق لصالح العمل المشترك وإخفاق في تسويق العمل السوري حتى اليوم.

وإذا ما استمر البحث سنجد ميدان التسويق دخل الأعمال التاريخية وحتى البيئية سواءً السوري منها أو اللبناني، فأين هو الواقع من ما ينتظرنا في دراما رمضان 2019؟

السابق
لبنان «يشتري» عقوبات إضافية عليه بمواقف بعض مسؤوليه!
التالي
«معمل اسمنت عين داره» يفجّر الهدنة بين حزب الله وجنبلاط