لماذا هدم الخيم والاعتقالات التي جرت بحق النازحين السوريين في برالياس؟

بدون سابق انذار، استفاقت منطقة بر الياس في البقاع صباح اليوم 24 نيسان 2019 على خبر مداهمة مخيّم الياسمين للّاجئين السّوريّين في المنطقة من قبل دوريات الجيش اللّبنانيّ، واستتبع ذلك عمليّة هدم للخيم غير المسكونة في المخيّم المذكور والتّي أُنشئت بالأساس كخيم بديلة لاستقبال العائلات في حالات الطّوارئ والفياضانات أو الكوارث الطّبيعيّة.

استفاقت منطقة بر الياس في البقاع صباح اليوم 24 نيسان 2019 على خبر مداهمة مخيّم الياسمين للّاجئين السّوريّين في المنطقة من قبل دوريات الجيش اللّبنانيّ، واستتبع ذلك عمليّة هدم للخيم غير المسكونة في المخيّم المذكور والتّي أُنشئت بالأساس كخيم بديلة لاستقبال العائلات في حالات الطّوارئ والفياضانات أو الكوارث الطّبيعيّة.

واضافة إلى ذلك، تمّ اعتقال جميع الرّجال في المخيّم من سنّ الرّابعة عشر وما فوق وتمّ إغلاق المنطقة ممّا أدّى إلى عدم معرفة حقيقة ما يحدث في الدّاخل. وأفادت المعلومات أنّه تمّ استقدام تعزيزات إضافيّة إلى مخيّم العودة في البقاع، وهناك تخوف من أن يكون مصير هذا المخيّم مشابه لما حصل في مخيّم الياسمين.

وأوضح إتّحاد الجمعيّات الإغاثية والتّنمويّة الذي يمثل الجهة المشرفة على المخيّمَين، أن المخيمين يأويان حوالي الـ ٨٠٠ عائلة لاجئة، واستقبلا العائلات التي تضرّرت نتيحة فيضان نهر اللّيطاني.

اقرأ أيضاً: تقاسم غنائم…وتنسيق روسي-أميركي لإخراج ايران من سوريا

ويأمل الإتحاد من المنظّمات الدّوليّة الإنسانيّة التّدخّل لحماية اللّاجئين والبحث عن أماكن بديلة لاستقبال العائلات بحال تمّ إخراجها من المخيّمات نتيجة للقرارات الصّادرة. مؤكداً على التعاون التّام مع كافّة الجهات الأمنية وعلى رأسها الجيش اللّبنانيّ بما فيه المصلحة العليا للجميع.

وقال بيان صادر عن الإتحاد أن المخيم المداهم أنشئ عام 2016 بتنسيق مع وزارة الداخلية اللبنانية والمفوضية لإستيعاب النازحين من عرسال بسبب الأحداث فيها، على أن يتحول جزء منه بعدها كمخيم طوارئ للحالات الطارئة، حيث استقبل اعداداً كبيرة من النازحين الذين احترقت خيامهم في الصيف، ومن الذين طافت خيامهم حول مجرى نهر الليطاني في الشتاء وذلك وفق الإتفاق مع وزارتي الداخلية والشؤون ومفوضية الأمم المتحدة ومحافظ البقاع وبالتنسيق مع جميع الأجهزة الأمنية وقد استقبل مئات العائلات على مدى 3 سنوات.

وأضاف البيان أن ما حصل هو ازالة 110 خيام كانت قد جهزت للأمور الطارئة وقامت بتسويتها مع الأرض، بحجة أنها خالية حالياً من النازحين، إلا أن هذا المخيم لا يعتبر خالياً من النازحين، بل إنه مخصص لاستقبال الحالات الطارئة وهذا اتفاق مسبق مع وزير الداخلية السابق ووزارة الشؤون والمفوضية، وهذا معلوم من قبل الجيش وجميع الأجهزة الأمنية والمحافظ.

وأشار الإتحاد في بيانه أنه يقدر دور الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن ومعالجة الظواهر المخلَة فيه، ويبارك أية خطوة لإيقاف أي مخل بالأمن أو القوانين، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تقم بانذارنا بضرورة تفكيك هذه الخيام قبل أية فترة، لكي نقوم بمقتضاها بالمطلوب، بل فاجأتنا بالدخول إليها واستقدام آليات وجرافات حيث تم تدميرها بشكل كامل مع الإنشاءات والبنى التحتية وغيرها من المرافق. ومعلوم أن هذه الإنشاءات والأغراض هي أملاك خاصة لجمعيتنا، وكان يقتضي المنطق والعرف والقانون أن نبلّغ قبل فترة كافية ونحن نقوم بإزالتها أو نتواصل مع المعنيين لدراسة الموضوع قبل موعد نهاية الإنذار.

ويدعو الإتحاد الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية إلى أخذ دورها الكامل في معالجة مثل هذه الأمور بالحكمة والتوازن وحفظ حقوق الجمعيات اللبنانية وممتلكاتهم خصوصاً أن هناك 465 عائلة يعيشون في هذا المخيم وحوله من المخيمات قد يتعرضون للتشرد.

وبحسب معلومات توفرت لمؤسسة لايف للديمقراطية وحقوق الإنسان، أفادت أن عناصر الجيش استولت على خزانات الماء والخشب والتمديدات والأغراض ووضعها في شاحناته، اضافة الى مصادرة الدراجات النارية العائدة للاجئين هناك والتي يستخدمونها عادةً في تنقلهم ولقضاء حوائجهم. كما عمدوا الى إزالة الخيّم الاحتياطية التي قامت المنظمات الإنسانية بتوفيرها للاجئين حين تتضرر خيامهم في موسم العواصف والثلوج.

وأفادت معلومات لجنوبية من داخل البلدة أن الدوريات دخلت الى البلدة صباحاً وداهمت المخيمات الموجودة فيها، وعن الأسباب، أشارت المعلومات أن ما حصل كان بسبب أن بعض النازحين منتهية اقاماتهم، إلا أنه لم يتضح لحد الآن ما سيكون مصير المعتقلين.

اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في عرسال عرضة للتنكيل والتعتيم الإعلامي

وفي هذا الشأن، قال النائب عاصم عراجي، في حديث لجنوبية، أنه غير مطلع على ما حدث اليوم لأنه متواجد في بيروت، إلا أنه أفاد أن هكذا مداهمات تحصل بشكل دوري من قبل الجيش للمخيمات لتحديد ما اذا كان هناك مخالفات معينة.

وأشار الى أنه هناك اتفاق على ازالة المخيمات القريبة من نهر الليطاني، وهذا القرار بالتعاون مع منظمات دولية، أما عن مصير المعتقلين فقال: “عادة ما يعاد تسريحهم بشكل سريع اذا كان سبب توقيفهم انتهاء اقاماتهم، ويتم ذلك بعد تسوية أوضاعهم”.

وعن مصادرة بعض الدراجات النارية والمقتنيات الأخرى، قال عراجي أن بهذا الموضوع يتم التعامل وفق القانون كما يحصل مع اللبنانيين أيضاً، فاذا كان هناك دراجات نارية تسير في القرية بشكل غير قانوني فيصار الى مصادرتها كما يحصل مع الجميع في لبنان، مضيفاً أن بر الياس أكثر منطقة فيها نازحين سوريين ودائماً ما يتجول بها دراجات نارية من قبل النازحين، وبالتالي تتم ملاحقة المخالفين.

 

 

 

السابق
محمد اسكندر: «من أين لك هذا» الادعاء؟!
التالي
مقتل مطلوب واصابة 3 من المعلومات في زغرين في الهرمل