صواريخ إيرانية وغضب أميركي والحريري خائف من السيناريو اليوناني

التلميح بالحرب بين إيران وأميركا بواسطة حزب الله وإسرائيل في لبنان، بات أكثر من مجرد احتمال، في ظل تنامي الحديث عن منظومة صواريخ إيرانية متطورة يجري إعدادها من لبنان وفيه.

تتجه سياسة الولايات المتحدة الأميركية إلى تشديد الخناق على إيران وأتباعها في المنطقة، كحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والحوثيين وتنظيم القاعدة، وقال وزير خارجيتها مايك بومبيو خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأميركي إن “إيران قد تلجأ إلى وضع أنظمة صواريخها داخل لبنان”، وإن “خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله حقيقي، إذ سيجد الإسرائيليون أنفسهم مضطرين للرد”، وأكد أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب “مستمر في مواصلة الضغوط على إيران”

وفي ظل الأنباء عن اجتماع في شهر أيار بواشنطن للاستفسار عما وصلت إليه الإصلاحات المطلوبة لمؤتمر المانحين “سيدر” وسعي لبنان إلى تأخير هذا الموعد مع ظهور ملامح الفشل في الحملة الداخلية التي تقودها الدولة اللبنانية ضد الفساد المالي والإداري، ومع تنامي الأخبار عن عقوبات مفترضة قد تتوسع في مطاولتها مؤسسات وشخصيات كبيرة في الدولة اللبنانية مقربة من الحزب، ومن ضمنها بعض المصارف ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان أعلن في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في الدوحة أن “الطريق لبقاء لبنان حراً سيداً مستقلاً تمرّ عبر الوحدة والمقاومة”، وتفاعُل الوسط السياسي في لبنان مع هذه الأنباء عبر رد من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يوم الجريح على تصنيف “الحرس” الإيراني أميركياً منظمة إرهابية، معتبراً أن للأخير “فضلًا كبيرًا في الدفاع عن شعوب المنطقة”، ومعلنًا أنه سيكتفي بـ”إدارة الوضع” امام لوائح الإرهاب والعقوبات، وأن “روح التعاون بين القوى السياسية اللبنانية داخل وخارج الحكومة ستستمر”، من دون أن يُسقط إمكان استخدام “أوراق قوة أساسية نملكها في كل محور المقاومة”، لافتاً في هذا الإطار إلى أننا “مع التبني الأميركي لنتنياهو سنكون أمام استحقاق حدودنا البرية والبحرية”، وإشارته إلى أن “لا معطيات بشأن وضع الرئيس نبيه بري أو الإخوة في حركة امل والتيار الوطني الحر على لائحة الارهاب”…

ومع إثارة كلمة نصر الله ردودًا كان أبرزها من النائب السابق فارس سعيد في تغريدة على “تويتر” وفيه أن “نصر الله يربط مستقبل لبنان بالوحدة و المقاومة”، وأن “لا مستقبل للبنان في ظل سلاح غير شرعي، والوحدة ستظل ناقصة اذا كان هناك مواطن مميز مع سلاح ومواطن عادي بدون سلاح”، فيما شدّد الوزير السّابق أشرف ريفي في تغريدة على أنّ “نصرالله يطيح بالنأي بالنفس والبيان الوزاري ويهدد مؤتمر سيدر ويجر لبنان الى حرب إيران ويضعه في بوز المدفع فيما البلد على حافة الانهيار الاقتصادي”، مؤكداً: “سنواجه الدويلة المرتهَنة لإيران التي تضع لبنان في الأسر”، ومع دعوة منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو في تغريدة “بعد إسقاط نصرالله النأي بالنفس بالتضامن مع الحرس الثوري” إلى “شراكة كاملة بين لبنان والسعودية والامارات ومصر وغيرها لمواجهة تمدد ايران في لبنان”… في ظل كل ما سبق يترقب اللبنانيون بحذر ما قد تحمله أي قرارات جديدة للإدارة الاميركية في الأيام المقبلة إثر عودة وفد نيابي لبناني ضم نوابًا من كتلة الرئيس بري من زيارة لواشنطن كانت محاولةً ديبلوماسية صرفًا وفارغة الجعبة من أي مقابل يقدَّم إلى الإدارة الأميركية لتجنيب لبنان المزيد من الضغوط الاقتصادية الأميركية، وضرورة عدم توسيع العقوبات بشكل قد يؤدي إلى إنهيار اقتصادي ويطاول القطاع المصرفي، على رغم ادعاء أعضاء في الوفد أنها زيارة اعتيادية سنوية لحضور اجتماعات البنك الدولي ولقاء بعض مسؤولي الادارة الاميركية.

وكان بري استقبل بعد الجلسة العامة للأسئلة والأجوبة في مجلس النواب، حيث كان على الحكومة الإجابة على 13 سؤالاً، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء: “علينا ان نتخذ قرارات صعبة في موضوع الموازنة، وأعمل على ان يكون هناك اجماع كامل على الموازنة، لأن خوفي ان يحصل هنا كما حصل في اليونان، ولكن لا داعي للخوف، فسنقوم بإجراءات تنقذ البلد، ليست كبيرة جدًا ولكنها قاسية قليلا، نتحملها سنة أو سنتين ثم تعود الامور كما كانت”.

اقرأ أيضاً: النائب خريس لـ«جنوبية»: الضغوطات الأميركية على «أمل» لن تغيّر من ثوابتنا

وكان الحريري ردّ في الجلسة سؤالي النائبين بولا يعقوبيان وزياد الحواط حول التوظيف العشوائي بالقول: “هناك قانون واضح أعطى الصلاحية لمجلس الوزراء في هذا الشأن، وهناك 3000 شخص دخلوا الأسلاك العسكرية كما حصلت توظيفات في اوجيرو ووزارة التربية”، مؤكدًا أن “هناك اخطاء حصلت في بند التوظيف، وهناك كلام عن توظيف سياسي، واقول بوضوح إنه لم يبق احد الا وتدخل وطلب من اوجيرو التوظيف”، مشدداً على وجوب “المناقلات في الإدارة من الآن وصاعداً ووقف التوظيف لمدة 3 سنوات”.

أما وزير البيئة فادي جريصاتي، فرد على سؤال يعقوبيان حول تلوث الشاطىء بسبب رمي النفايات بالقول: “أجري حوالى 50 كشفًا على مطمر الكوستابرافا و11 كشفًا على مطمر برج حمود، وصدر عن الوزارة كتب عدة تبين الوضع البيئي لكل مطمر، كما أعدت الوزارة والأمم المتحدة مخططًا توجيهيًا لإغلاق وإعادة تأهيل المكبات العشوائية في جبل لبنان وكسروان وجبيل، وتخصيص مبلغ 20 مليون دولار لهذه الغاية”، مضيفًا: “كما تتابع الوزارة إجراءات الحد من تلويث النفايات الصناعية الشواطئ، بالتعاون مع مشروع مكافحة التلوث البيئي في لبنان الذي يقدم قروضًا بفائدة صفر في المئة”. وردت وزيرة الطاقة ندى بستاني على سؤالي النائبين روكز والخازن عن التلوث في كسروان مشيرة الى ان خطة الكهرباء تنص على انشاء معامل على الغاز وصديقة للبيئة، وأملت في تحقيق ذلك خلال سنتين المقبلتين.

السابق
الحرب كردّ على خنق أميركا لإيران: من لبنان لا من العراق
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 نيسان 2019